صيام الطفل المصاب بالسكري

منذ 2016-06-30

{بسم الله الرحمن الرحيم }

شهر رمضان بالنسبة لمريض السكري شهر له وضعية خاصة لأنه شهر يختص بنظام غذائي وجدول زمني مختلف، فمن أكثر التحديات التي يواجهها مريض السكري هي التذبذب والتأرجح في مستوى السكر في الدم، وأهم مسببات ذلك هو عدم الانتظام سواء في كميات أو نوعيات أو أوقات الطعام، أو عدم الانتظام في مواعيد وأوقات تعاطي حقن الأنسولين . ومن المشاكل التي يواجهها طفل السكري في شهر رمضان هو انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء الصوم، والتي لا تعالج إلا بإجبار الطفل على الإفطار مما قد يسبب له حرجاً أمام زملائه، وتبقى هناك بعض الإرشادات العامة الواجب إتباعها بالنسبة لأطفال السكري الذين يرغبون بالصيام لتلافي مثل هذه المشاكل.

•    يجب على جميع المرضى المصابين بالسكري العلم بأنه ليس هناك طريقة واحدة يستطيع الجميع إتباعها للمحافظة على مستوى السكر بالدم، ولكن تختلف الإرشادات الواجب إتباعها باختلاف المريض واختلاف أوقات وكميات ونوعيات الأكل التي يتناولها وأنواع النشاطات التي يمارسها، وغير ذلك من المتغيرات العديدة والتي تلعب دوراً هاماً في مستوى السكر بالدم، لذا يلزم جميع الأطفال المصابين بالسكري والراغبين في الصيام مراجعة الطبيب قبل البدء في الصيام لمناقشة النظام العلاجي الغذائي الأمثل الواجب إتباعه.
•    التقدم في مجال العلاج بالأنسولين، بتواجد نوعيات جديدة من الأنسولين طويل المفعول وقصير المفعول، مع توفر وسائل جديدة لإعطاء الأنسولين، جعل من الأسهل الآن صيام الأطفال المصابين بالنوع الأول من السكري، الذين يرغبون في الصيام ومشاركة أقرانهم روحانية هذا الشهر الكريم، ومن هذه العلاجات الحديثة: ( مضخة الأنسولين ) وأحد أهم مزاياها هي التحكم في كمية الأنسولين المعطاة، فمثلاً لو شعر طفل السكري بانخفاض السكر أثناء الصوم فما عليه سوى خفض مستوى وكمية الأنسولين المعطاة عبر المضخة إلى أدنى مستوياتها أو إيقافها لفترة من الزمن، وبالتالي لا يلجأ طفل السكري للإفطار ويستطيع إكمال صومه. ومن مميزاتها أيضا التحكم في جرعة الأنسولين التي تعطى مع الأكل، فهناك جرعات خاصة للوجبات الدهنية أو الوجبات الكربوهيدراتية وهكذا.
(أنواع حديثة من الأنسولين ) فالتكنولوجيا الطبية الدوائية نجحت بفاعلية في إنتاج أنواع جديدة من الأنسولين ذات قدرات متنوعة، كالأنسولين الصافي طويل المفعول الذي تصل فترة عمله إلى 24 ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم وقبل النوم. وأهمية هذا النوع من الأنسولين هو أنه ليس له أوج عمل بمعنى أنه لا يسبب انخفاضاً في السكر بصورة مفاجئة، كما أنه مهم جدا للحد من انخفاض السكر أثناء النوم والتي تشكل أهم مضاعفات حالات سكري الأطفال الحادة.
•    نجاح الوسائل العلاجية الحديثة لا تغني عن التزام مريض السكري بتحليل السكر المتكرر خاصة أثناء الصوم، والإفطار إن لزم الأمر حيث إن ديننا الإسلامي دين يسر، قامت أحكامه التشريعية أساسا على قاعدة التيسير لا التعسير. كما أن الالتزام بالنظام الغذائي أمر هام بعدم الإفراط في تناول السكريات.
•    في الأيام العادية غير رمضان يحتاج مرضى السكري من الأطفال إلى جرعتين من الأنسولين العكر طويل المفعول أو الصافي قصير المفعول، جرعة قبل وجبة الفطور وجرعة أخرى قبل وجبة العشاء. ولكن إذا أراد الطفل الصيام فغالباً ما ينصح بإعطاء الجرعة الأكبر من الأنسولين التي كانت تؤخذ قبل وجبة الفطور (في الصباح) تعطي في شهر رمضان قبل إفطار رمضان (أي قبل أذان المغرب)، ذلك لأن الطفل سوف يتناول كمية كبيرة من الطعام أثناء وبعد إفطار رمضان.
أما بالنسبة لجرعة الأنسولين الأخرى التي تعطى عادة قبل طعام العشاء، فإنها تعطى في رمضان قبل طعام السحور، مع تخفيض تلك الجرعة إلى النصف خاصة بالنسبة للأنسولين العكر وذلك لأن الطفل سوف يكون صائماً خلال فترة عمل الأنسولين العكر. وتحدد جرعات الأنسولين بدقة أكثر بعد عمل تحليل السكر.
•    تحليل السكر يصبح أكثر أهمية خلال فترة شهر رمضان، وذلك لحدوث تغيرات جوهرية سواء من ناحية الأكل أو النوم وغير ذلك في فترة شهر رمضان، لذا ننصح بعمل تحليل السكر أربع مرات في اليوم، قبل إفطار رمضان وقبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة من المدرسة وقبل السحور. ويجب التأكد أن مستوى السكر في الدم غير منخفض خاصة قبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة منها وأثناء فترة الصيام عامة.
•    عادة ما يحدث انخفاض السكر أثناء فترة تواجد الطفل في المدرسة، لذا ينصح كل طفل بأخذ بعض السكريات سهلة الهضم معه للمدرسة كالعصير المحلى أو الحلوى، كما يجب عليه الإفطار فورا وتناول هذه السكريات إذا أحس بأعراض انخفاض السكر، كما يجب على الأطباء المعالجين توفير وإعطاء إبر الجلوكاجون لمرضى السكري والتي تعطى عادة عند حدوث الغيبوبة بسبب نقص السكر.
•    ينصح جميع أطفال السكري بالابتعاد عن الإكثار من تناول السكريات الأحادية التركيب: كالعصائر المحلاة والمياه الغازية المحلاة، وأن يقتصروا على تناول السكريات المعقدة التركيب: الأرز والمكرونة والخبز وغيرها بحيث لا تشكل هذه السكريات أكثر من 50٪ من كمية السعرات الحرارية المتناولة . كما يجب على المرضى الانتظام في تناول الطعام من حيث وقت تناول الوجبات وكميتها ونوعها.

 

 

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز

  • 0
  • 0
  • 5,374

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً