السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 49- ما أجمل أن يكون السلام تحية الإسلام !
فلم أكن أعلم، أن السلام لكل تلكم المعاني الرائقة يجمع، وحينها علمت لمَ نهى الرسول عليه الصلاة والسلام صحبه الغرّ الكرام عن أن يقولوا في التحية على الله السلام
غالبا ما نردد الذكر على اللسان بلا تفكّر ولا تدبّر؛ جاهلين غافلين عن رائق معانيه التي يحمل.
فإذا أذن الله بزوال الغفلة والجهل، وأنار في القلب بعض التدبر والعلم، شعرتَ بمدى جمال ذلك الذكر؛ وأصبح له على لسانك حلاوة، وفي قلبك شعور طاغٍ باللطافة والنداوة .
*- فـهل تفكّرت يوما في جميل ما يحمله السلام من معنى؟
أنا أحببت السلام وحمدت الله على أن جعله لنا تحية الإسلام؛ حين رزقني الله ما يلي من نفيس الكلام:
- قال الشيخ العثيمين - رحمه الله - في شرحه لكتاب رياض الصالحين :
(" السلام عليكم " لامجرد تحية، بل دعاء بالسلامة، بأن الله يُسلِّمك من كل الآفات، من آفات الذنوب، وآفات القلوب، وآفات الأجسام، وآفات الأعراض ومن كل آفة، ولهذا لو قلت: " أهلًا ومرحبـًا "، بدل "السلام عليك"، ما أجزأك؛ لأن أهلًا ومرحبـًا ليس فيها دعاء، وإنما فيها تحية وتهنئة، ولكنها ليس فيها دعاء. فالسلام المشروع أن تقول: "السلام عليكم") انتهى.
**- فلم أكن أعلم، أن السلام لكل تلكم المعاني الرائقة يجمع، وحينها علمت لمَ نهى الرسول عليه الصلاة والسلام صحبه الغرّ الكرام عن أن يقولوا في التحية على الله السلام : "كنا نقول في الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم :« « »(صحيح مسلم، رقم: [402]).
فلا يعقل أن ندعو لله بالسلامة من النقائص والآفات؛ فأن يُطاله مثل ذلك من المحالات، فسبحانه سلام منزه عما يصيب المخلوقات.
***- ثم حضرني حديث خديجة رضي الله عنها وتعجبت من فطنتها لما غفل عنه الصحابة، بفطرة وحذق وسداد وإصابة !
« » (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، رقم: [116] )، فها هي أم المؤمنين، ترد السلام على المخلوقين بينما تنزه عنه رب العالمين .
وبعدُ أيها السادة الكرام : ألا يحق لنا أن نفخر بتحية الإسلام، ونحمده تعالى أن شرع لنا السلام ؟
- المصدر: