السِّمْط الجامع لما يَعِنُّ من خاطر لامع - 97-إن شــــــــــــــاء !!
أمر تعالى عباده بمنع المشركين مسجده الحرام، وقد جعل مخالفة أمره هذا من أكبر الحرام، ولأنه أعلم بنفوس من خلق؛ ذكر لهم ما يزيل عنهم عارض القلق: فذكر لهم إنه سوف يغنيهم من فضله؛ فلا ينبغي أن يخشوا الفقر إن امتثلوا لأمره، لكنه علق منحه الغنى من فضله على مشيئته - سبحانه وتعالى - وحده.
قال تعالى: { يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِنّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَآءَ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ التوبة: 28]
إن المتأمل لقول رب العزة، لا يزايله شديد الانبهار وكبير الدهشة !!
سياقات انسبكت كلماتها القليلة، ففاضت من سياقاتها المعاني المنيرة !!
أمر تعالى عباده بمنع المشركين مسجده الحرام، وقد جعل مخالفة أمره هذا من أكبر الحرام، ولأنه أعلم بنفوس من خلق؛ ذكر لهم ما يزيل عنهم عارض القلق: فذكر لهم إنه سوف يغنيهم من فضله؛ فلا ينبغي أن يخشوا الفقر إن امتثلوا لأمره، لكنه علق منحه الغنى من فضله على مشيئته - سبحانه وتعالى - وحده.
وفي ذلك جمال وأي جمال ! فلو أنه وعدهم بالغنى لمحض الامتثال، لما كان لامتثالهم ذلك الفضل والإجلال؛ إذ يظل الاحتمال قائما: أن يمتثلوا ولا يشاء الإله لهم الغنى، فليس معهم وعد مطلق، وذلك المحك لمخلص صدق!!
وتُختم الآية بذكر العلم والحكمة الملازمين ضرورة لأمره ونهيه وعطائه و منعه سبحانه !!
- التصنيف:
- المصدر: