كنز من كنوز الجنة

منذ 2016-08-25

إن الحَوْقلة وهي قولُنا: "لا حول ولا قوة إلا بالله" ذكر عظيم لله سبحانه، فيه إقرارٌ بقدرة الله ذي الجلال والإكرام، وافتقارٌ وذلٌّ للخالق العظيم، ولجوءٌ إلى الله القدير العزيز، وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانُ الكثير من فضائل هذا الذكر؛ فهو كنز من كنوز الجنة، وفي هذا ترغيبٌ كريم للمسلمين.

بسم الله، والحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الحَوْقلة وهي قولُنا: "لا حول ولا قوة إلا بالله" ذكر عظيم لله سبحانه، فيه إقرارٌ بقدرة الله ذي الجلال والإكرام، وافتقارٌ وذلٌّ للخالق العظيم، ولجوءٌ إلى الله القدير العزيز، وصحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيانُ الكثير من فضائل هذا الذكر؛ فهو كنز من كنوز الجنة، وفي هذا ترغيبٌ كريم للمسلمين؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: "كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا» ثم أتى عليَّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؛ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ»، أو قال: «أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ» (صحيح البخاري [6384]).

وورد الحثُّ على قول "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ لأنه سبب للمغفرة والرحمة والهداية والرزق، وتكفير الخطايا، كما يلي:

• عن سعد بنِ أبي وقَّاص رضي الله تعالى عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: علِّمني كلامًا أقولُه، قال «قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهُ أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال قل: «اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدِني، وارزقني» (صحيح مسلم [2696]).

• عن عبدِ الله بن عمرٍو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرضِ أحدٌ يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كُفِّرت عنه خطاياه، ولو كانت مثلَ زَبَد البحر»  (رواه الترمذي [3460]، وقال: هذا حديث حسن غريب، وحسَّنه الألباني).

وفي السنة الشريفة بيانٌ لأوقات يقال فيها: "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ ومنها: عند الاستيقاظ من الليل، وعند قول المؤذن: "حي على الصلاة" و"حي على الفلاح"، وعند الخروج من البيت، وبعد الصلاة، وسيتم بيانُ الأحاديث الشريفة المبيِّنة لهذه الأوقات كما يلي:

• عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال المؤذِّن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهدُ أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدًا رسولُ الله، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حيَّ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة» (صحيح مسلم [385]).

• عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمدُ لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب له، فإن توضَّأ، وصلَّى قُبِلتْ صلاته» (صحيح البخاري [1154]).

• عن أبي الزبير قال: كان ابن الزبير يقول في دُبُر كلِّ صلاة حين يُسلِّم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمدُ وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبدُ إلا إيَّاه، له النعمةُ وله الفضل، وله الثناءُ الحسن، لا إله إلا الله مخلِصين له الدين ولو كره الكافرون، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُهلِّل بهنَّ دبرَ كلِّ صلاة» (صحيح مسلم [594]).

• عن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال -يعني: إذا خرج من بيته-: بسم الله، توكلتُ على الله، لا حولَ ولا قوة إلا بالله، يقال له: كُفيتَ، ووُقِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطان» (جامع الترمذي [3426]، وصححه الألباني).

ذكر عظيمٌ، وأجرٌ كريم؛ فلنُثابِر على اغتنام الأوقات بالطاعات، وتحصيل المزيد من كنوز الجنة، فالجنةُ دار الصالحين، ومقرُّ القرب من الله رب العالمين، والحمدُ لله الخالق العظيم، ونصلِّي ونسلِّم على ذي الخلق العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتَّبعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

حسين أحمد عبد القادر

  • 19
  • 1
  • 83,581

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً