الحمار قتل الغلام الشهيد!!!!!

منذ 2016-12-07

الغلام شهيد!!!

في يوم مشهود هجم حمار على مزرعة رجلٍ وجلس فيها، ثم رفس دجاجهُ فقتلهم وكسر بيضهم وهو لايبالي وبدأ يأكل من الزرع الذي تعب الرجل في حرثه وبذره وسقيه حتى كاد أن يقضي على اﻷخضر واليابس؟

وقف الرجل يفكر لا استطيع معاقبة حمار لكن كيف يُـخرج الحمار؟؟ سؤال محير؟؟؟

أسرع الرجل إلى البيت جاء بعدَّةِ الشغل وحدث نفسه قائلاً: القضية لا تحتمل التأخير لكن لابد من الهدوء وعدم العنف أو إثارة الحمار، فأحضر الرجل عصًا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى، كتب على الكرتون يا حمار أخرج من مزرعتي، ثبت الكرتون بالعصا الطويلة بالمطرقة والمسمار، ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة، رفع اللوحة عالياً وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر

حتى غروب الشمس ولكن الحمار لم يلتفت إليه مطلقًا، أحتار الرجل 'ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة '
رجع إلى البيت ونام و في الصباح التالي فكر أنه لابد من ظهير شعبي، فصنع عددًا كبيرًا من اللوحات ونادى أولاده وجيرانه، واستنفر أهل القرية يعنى عمل مظاهرة أو مؤتمر للنخبة فى القرية، وقال صاحب المزرعة لابد من استخدام لغة شديدة تُرهب الحمار!!!!!!!

فاصطف الناس في طوابير يحملون لوحاتٍ كثيرة عليها عبارات: اخرج يا حمار من المزرعة، الموت للحمير،
يا ويلك يا حمار من راعي الدار.

وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار، وبدءوا يهتفون: اخرج يا حمار. اخرج أحسن لك، والحمار حمار يأكل ويعيث في المزرعة فسادًا ولا يهتم بما يحدث حوله، بل ظهر على وجه علامات الارتياح والسعادة من أكل المزرعة!!!!!!!

غربت شمس اليوم الثاني، وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم من الصباح حتى الغروب
فلما رأوا الحمار غير مبالٍ بهم رجعوا إلى بيوتهم، يفكرون في طريقةٍ أخرى!!!!!

في صباح اليوم الثالث، جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر وقال في نفسه، لابد من مركز أبحاث لوضع خطة جديدة واستراتيجية لإخراج الحمار، فالزرع أوشك على النهاية، بعد سهر وتعب واجتماعات للنخبة من المفكرين مع صاحب المزرعة توصلوا الى استراتيجية نوعية جديدة وهي اختراع نموذج مجسم لحمار، يشبه إلى حدٍ بعيد الحمار الأصلي وللسرية لن يعلن عن التفاصيل، وذهب الرجل ومعه نفرٌ من أهم مفكري القرية حاملين مجسم الحمار إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة، واجتمع المتظاهرين والنخبة المنادية بخروج الحمار، وقام صاحب المزرعة بالجزء الخطير السري من الخطة، فسكب البنزين على النموذج وأحرقه، فكبّر الحشد وأمام الصوت العالي والنار نظر الحمار إلى حيث النار، ثم رجع يأكل ويخرب في المزرعة بلا مبالاة!!!!!!
يا له من حمار عنيد لا يفهم!!!!

قالت النخبة لصاحب المزرعة: لابد من التفاوض وتشكيل وفدٍ حسن المظهر صوته خفيض لغته دبلوماسية حتى لايستفز الحمار، وقف الوفد أمام الحمار للتفاوض، قالوا له بلغةٍ هادئة: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج وهو صاحب الحق وعليك أن تخرج، الحمار إلتف إليهم ثم عاد للأكل، لا يكترث بهم وقد حاول الوفد عدة محاولات ولكنه فشل.

جاء سياسي لامع لصاحب المزرعة وقال له: فن التفاوض هو فن التنازل، فقال له صاحب المزرعة: نعم السياسة فن الممكن اذهب للحمار، قال السياسي للحمار: صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض مساحته
الحمار يأكل ولا يرد، ثلث المزرعة الحمار لا يرد، نصفها الحمار لا يرد، حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه.

رفع الحمار رأسه وقد شبع من الأكل، ومشى قليلاً إلى طرف الحقل، وهو ينظر إلى الجمع ثم أطرق رأسه ورقد مكانه فظنت الحشود أنه يفكر واقتنع، ففرح الناس وقالوا نجح السياسي أخيرًا!!!!!!!!!!!

نعم كان لابد من التنازل هذه هي السياسة فقد وافق الحمار أخيرًا، أحضر صاحب المزرعة الأخشاب، وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين، وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه.

في صباح اليوم التالي، كانت المفاجأة لصاحب المزرعة، لقد ترك الحمار نصيبه، ودخل في نصيب صاحب المزرعة، وأخذ يأكل ويخرب ما تبقى منها، رجع صاحب المزرعة يفكر مرة أخرى إلى اللوحات والمظاهرات ولكنه قال: يبدو أنه لا فائدة هذا الحمار لا يفهم، إنه ليس من حمير المنطقة لقد جاء من قريةٍ أخرى.

بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار والذهاب إلى قريةٍ أخرى لتأسيس مزرعة أخرى، وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم حيث لم يبقَ أحدٌ من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي، جاء غلام صغير خرج من بين الصفوف دخل إلى الحقل، تقدم إلى الحمار وضرب الحماربعصا صغيرة على قفاه ضربة واحدة بقوة فإذا به يركض بسرعة خارج الحقل، يا الله' صاح الجميع!!!!! لقد فضحَنا هذا الصغير وعرف كيف يطرد الحمار وسيجعل منا أضحوكة القرى التي حولنا.

وبدﻻ من أن يعترفوا بخطئهم وفشلهم وأنهم كانوا سببًا ﻷن يخرب الحمار المزرعة ويقضي على سمعتهم
فما كان من المفكرين والنخبة وصاحب المزرعة والسياسي إلا أن أخذتهم العزة باﻹثم وخططوا لقتل الغلام حتى لايشاع خبر نجاحه وفشله، ومن ثم قـَـتلوا الغلام ليلًا، وأعادوا الحمار إلى المزرعة، وأعلنوا أن الحمار قتل الغلام الشهيد، وأذاعوا ذلك؛ الغلام شهيد!!!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 2,744

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً