نداء علماء المسلمين للأمة قادة وشعوبا لنصرة أهل سوريا
الحمد لله رب العالمين القائل {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 171:173]، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن ما تتعرض له حلب الأبية وأهلها من عدوان همجي وتآمر عالمي وخذلان أممي؛ ليمثل إحدى أبشع جرائم هذا النظام العالمي ضد أهل الإسلام عامة، وأهل السنة خاصة، ويكشف عن مجموعة من الحقائق الدامغة التي على أهل الإسلام أن يعوها جيدا إن أرادوا حقا أن يقوموا بواجبهم في نصرة إخوانهم في حلب وغيرها، وأن يستنقذوا أنفسهم من نفس المصير الذي أصاب إخوانهم وهي:
أولاً: إن التعلق بالغرب أو الشرق أو هيئة الأمم وغيرها من المؤسسات؛ إنما هو عين الخذلان ومكمن البلاء، وهو أشبه بمن يستجير من الرمضاء بالنار، وتاريخ هؤلاء قديما وحديثا مع أهل الإسلام عامة، وأهل السنة خاصة لأكبر دليل على هذه الحقيقة.
ثانياً: إنه يتحتم على أهل العلم أن يصدعوا بما علموه من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وألا يكتموا ما أنزل الله تعالى من البينات والهدى وألا يشتروا به ثمنا قليلا وألا يخشوا في الله سبحانه لومة لائم، ومن ذلك أنه لا مخرج للأمة مما هي فيه إلا بإحياء ما اندرس من معالم الدين وشرائعه وشعائره؛ ومن أعظمها ذروة سنامه؛ وهو الجهاد في سبيل الله عز وجل، وهاهم أئمة الضلال يتزعمون ويقودون دعوة إبادة المسلمين العزل في سوريا والعراق وغيرهما بأنفسهم وأموالهم وألسنتهم! .
ثالثًا: على من وفقهم الله سبحانه ممن خرج لنصرة إخواننا المستضعفين في سوريا وغيرها؛ أن يعلموا أنهم جميعا آثمون ومخذولون إن لم يلقوا عن كواهلهم لباس الحزبية والفرقة والاقتتال فيما بينهم ، الذي هو أعظم وأشد إثخانا في صفوف أهل الجهاد من أعتى الأسلحة وأكثرها دمارا، وأن الفشل حليف أهله؛ وقد قال الله عز وجل: {وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ} [الأنفال: ٤٦]، وعليهم أن يجتمعوا على كلمة سواء، وأن ينصر بعضهم بعضا، وأن يكونوا يدا واحدة في وجه عدوهم.
رابعًا: على الأمم والشعوب الإسلامية أن تستعد للمصير نفسه؛ ما لم تقم بما أوجبه الله عليها كل بحسبه؛ من نصرة إخوانهم بكل ما يملكون من وسائل النصرة، وعلى القادة وأهل الرأي منهم أن يقوموا بواجبهم في استنهاض الزعماء والقادة للقيام بدور فاعل حقيقي في نصرة ودعم الشعب السوري المظلوم الذي يتعرض لإبادة حقيقية.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَتُسْتَحَلُّ حُرْمَتُهُ، إِلا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» [صحيح الجامع:5690]
خامسًا: لا يزال الأمل معقودا بعد الله عز وجل على بعض القادة والزعماء بأن يعيدوا النظر في تقديم دعم حقيقي لأهل سوريا عامة وللمجاهدين خاصة؛ ليس لإنقاذهم من إبادة وحشية فحسب؛ بل لإنقاذ أنفسهم من المصير نفسه؛ فما بعد حلب هو تركيا وهو الخليج وهم أهل السنة كلهم.
سادسًا: وأننا لنحذر الأمة جمعاء من خطر إيران وملاليها ومشاريعها المحدقة والواقعة في المنطقة بأسرها، إذ هي الأداة القذرة ينفذ من خلالها أعداء الإسلام مشاريعهم التدميرية والدموية في حق أهل السنة؛ وأنها تمثل الخطر الأكبر وجوديا وعمليا مما يوجب على أهل السنة شعوبا وحكومات؛ العمل الجاد والمستمر على حصارها، وكف يدها عن سفك الدماء، وقتل الأنفس، واستئصالها وصدها بكافة الوسائل والسبل المتاحة والممكنة.
سابعًا: على دول العدوان الغاشم من الروس والإيران والأنظمة الطائفية ومن يدعمها أن تعلم جميعا أن جريمتها النكراء في حق إخواننا من أهل السنة في حلب وغيرها لن تمر مرور الكرام، ولن تسقط بالتقادم وإن طال الزمان؛ وأن بينهم وبين أهل الإسلام جميعا ثأراً لابد آت بإذن الله القوي المتعال . قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ . قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} [آل عمران:12:13]
{ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ} [يوسف:21]
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
- التصنيف: