قول الكرابيسي الذي أنكره أحمد بن حنبل

منذ 2017-01-13

إن الناس افترقوا في القرآن وكلام الله سبحانه وتعالى، فقال أهل السنة: القرآن كلام الله بلفظه ومعناه، أخذه جبريل عن الله، وبلّغه إلى نبيه. وقال جهم والمعتزلة: القرآن مخلوق. ولبست الأشعرية، فقالوا: هو كلام الله غير مخلوق، ثم قالوا: ألفاظ القرآن مخلوقة، فهذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:1] مخلوقة لم يتكلم بها الله ولا سمعها منه جبريل، وإنما خلقها الله عبارة عن كلامه، وحكاية له. فقيل لهم: فأي شيء كلام الله إذن؟! فقالوا: هو معنى قائم في نفسه!

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الناس افترقوا في القرآن وكلام الله سبحانه وتعالى، فقال أهل السنة: القرآن كلام الله بلفظه ومعناه، أخذه جبريل عن الله، وبلّغه إلى نبيه. وقال جهم والمعتزلة: القرآن مخلوق. ولبست الأشعرية، فقالوا: هو كلام الله غير مخلوق، ثم قالوا: ألفاظ القرآن مخلوقة، فهذه الآية: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:1] مخلوقة لم يتكلم بها الله ولا سمعها منه جبريل، وإنما خلقها الله عبارة عن كلامه، وحكاية له. فقيل لهم: فأي شيء كلام الله إذن؟! فقالوا: هو معنى قائم في نفسه!

إذا تبين هذا؛ فإن الذي يقول: القرآن كلام الله، واللفظ مخلوق، فقد أبان عن قوله ومذهبه، وأنه إنما أراد بالكلام الذي نسبه إلى الله المعنى دون اللفظ. وأما الذي قال: القرآن كلام الله، ولفظي بالقرآن مخلوق. فقد لبّس وخلّط على السامعين، ولم يأت بلفظ فصيح في العبارة عما في نفسه؛ فإنه إما يرى اللفظ من الله، فلم أضافه لنفسه؟ وإما يريد التلفظ والتلاوة وأنها مخلوقة، فلم لا يقول: تلفظي بالقرآن، وتلاوتي إياه مخلوقة؟ فهذا أحسن وأبين! ولم يقيم على هذا اللفظ المشكل لا ينتقل عنه إلى غيره؟ ولا يعبر أبداً بعبارة فصيحة بينة؟! [1].

فلأجل هذا اختلف أهل العلم بعد ذلك في فهم قول الكرابيسي على هذين الاحتمالين.

والظاهر أن الكرابيسي كان يقول بالقول الذي يقول به عبدالله بن كلاب، والذي انتدب له بعد ذلك أبو الحسن الأشعري، ولست أزعم أنه قول واحد متفق، لكنهم اتفقوا على أن اللفظ مخلوق، وأن القرآن الذي هو كلام الله معنى ليس هو هذه الألفاظ التي نقرؤها.

وممن نسب هذا إلى الكرابيسي فيما ظهر لي من كلامهم: أبو حاتم الرازي، ومسلمة بن قاسم، وأبو القاسم التيمي قوام السنة.

وابن تيمية يقرر أن هذا هو قول اللفظية الذين جهمهم أحمد، والكرابيسي رأسهم في هذا.

وتردد الذهبي في فهم قول الكرابيسي، وذكر أنه محتمل للأمرين جميعًا، والله الموفق والهادي.

وأبين أولاً الحجة على هذا الفهم، ثم أنقل كلام أهل العلم في ذلك.

أما الحجة على هذا؛ فأمور:
أبينها ما رواه إبراهيم بن إسحاق الحربي -وهو قد صحب أحمد عشرين سنة، وكان يجل أحمد ويعظمه، وهو مع ذلك من أهل العلم والفقه والحديث-، قال: كنت جالسًا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه رجل فقال: يا أبا عبدالله، إن عندنا قومًا يقولون: إن ألفاظهم بالقرآن مخلوقة. فقال أحمد بن حنبل: "يتوجه العبد بالقرآن إلى الله لخمسة أوجه كلها غير مخلوقة، حفظ بقلب، وتلاوة بلسان، وسمع بآذان، ونظر ببصر، وخط بيد، فالقلب مخلوق والمحفوظ غير مخلوق، والتلاوة مخلوقة والمتلو غير مخلوق، والنظر مخلوق والمنظور إليه غير مخلوق" [2].

فأحمد يصرح هنا بأن التلاوة -التي هي فعل العبد- مخلوقة، وهي التلفظ، ويصرح بأن المتلو غير مخلوق، وهو ألفاظ القرآن.

فإذا كان أحمد يعلم أن التلاوة -التي هي فعل العبد- مخلوقة، وأن التلفظ بالقرآن مخلوق، وأنه فعل العبد -ولا ينبغي أن يتوهم عليه غير هذا- فكيف يجوز له أن يقول فيمن قال بمثل قوله: جهمي، كافر، مبتدع، ويحذر من مجالسته، ومكالمته، ويدعو عليه؟!

ثم تأمل قول أحمد حين سأله الفضل بن زياد عما أحدثه الكرابيسي، فقال: "هذا قد أظهر رأي جهم، قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6]، فممن يسمع؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فله الأمان حتى يسمع كلام الله»" [3].

فأولا أخبر أن قول الكرابيسي هو رأي جهم -وهذا كثير في كلام أحمد جدًا-، ثم احتج على بطلانه بهذه الآية، والتي فيها أن المسموع هو كلام الله، فهذا يدل على أن اللفظ المسموع هو كلام الله، ويبين لك أن الكرابيسي ما كان يقول بهذا، بل يرى أن المسموع ألفاظ مخلوقة.

وتأمل أيضًا قول أحمد: "من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن زعم أن هذه الآية مخلوقة {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] فقد كفر، ومن زعم أن هذه الآية مخلوقة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ} وقال الله: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13] فالقول ممن هو؟ إنما هو منه" [4].

فهذا يفهم منه أن أحمد يرى أن اللفظية يقولون: إن ألفاظ القرآن مخلوقة، وإن الله لم يتكلم بها، فرد عليهم بأن هذه الألفاظ لا يجوز أن ينطق بها إلا الله: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ}، {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} [السجدة: 13]، ورد عليهم أيضاً بقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ}، فالله سبحانه وتعالى نادى موسى، والنداء لا يكون إلا بلفظ.

وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: "افترقت الجهمية على فرق: فرقة قالوا القرآن مخلوق، وفرقة قالوا: كلام الله وسكتت، وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق. قال الله تعالى في كتابه: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] فجبرئيل عليه السلام تسمع من الله تعالى ليسمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبرئيل، ويسمعه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من النبي صلى الله عليه وسلم، فالقرآن كلام الله" [5]، وهذا نحو الرواية المتقدمة.

وقال أحمد في رواية ابنه عبدالله: "كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به: مخلوق - فهو جهمي" [6]، فهو يقول: كل من قصد إلى القول بخلق القرآن، ولبس باللفظ أو غيره، فهو جهمي، فهذا يدلك دلالة بينة على أن اللفظية كانوا يرون القرآن الذي نتلوه مخلوقا، وأنهم إنما يسترون قولهم بمسألة اللفظ، فهم جهمية ملبسون، وأنهم حين يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق، لا يريدون هذا المتلو، وإنما يريدون المعنى، صنيع أبي الحسن الأشعري.

وقال أحمد: "من قال لفظي بالقرآن مخلوق -يعني به القرآن- فهو جهمي" [7]، فتأمل هذا القيد.

وفي رواية يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال أحمد في أصحاب هذه المقالة: "هؤلاء عندي أشر من الجهمية، من زعم هذا فقد زعم أن جبريل هو المخلوق [8] وأن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بمخلوق وأن جبريل جاء إلى نبينا بمخلوق، هؤلاء عندي أشر من الجهمية، لا تكلم هؤلاء ولا تكلم في شيء من هذا، القرآن كلام الله غير مخلوق، على كل جهة وعلى كل وجه تصرف وعلى أي حال كان، لا يكون مخلوقاً أبداً، قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] ولم يقل: حتى يسمع كلامك يا محمد، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يصلح في الصلاة شيء من كلام الناس» وقال النبي عليه السلام: «حتى أبلغ كلام ربي». هذا قول جهم! على من جاء بهذا غضب الله!، قلت له: إنما يريدون هؤلاء على الإبطال؟ قال: نعم، عليهم لعنة الله"[9].

فتأمل قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بمخلوق، وجبريل جاء بمخلوق، فهم يرون المتلو نفسه الذي جاء به جبريل ومحمد مخلوقًا، وتأمل قول الدورقي: إنما يريدون على الإبطال؟ وجواب أحمد بقوله: نعم، عليهم لعنة الله. فهم يريدون القول بخلق القرآن، ويلبسون بهذه الكلمات.

وسأله أبو داود عن اللفظية فقال: "هذا شر من قول الجهمية، من زعم هذا فقد زعم أن جبريل عليه السلام جاء بمخلوق، وأن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بمخلوق" [10]، وهذا ظاهر في المراد كرواية الدورقي.

وذكر حنبل بن إسحاق بن حنبل أنه سمع أحمد يقول فيمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق: "وأي شيء بقي؟! هذا لا يكلم، ولا يصلى خلف من قال: القرآن مخلوق، ولا خلف من يقف، ولا خلف من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وإن صلى خلف رجل منهم وهو لا يعلم ثم علم أعاد الصلاة، ثم قال أبو عبدالله: وأي شيء بقي إذا وقف وشك أن كلام الله غير مخلوق؟، أو قال: لفظه بالقرآن مخلوق فكيف تتم به الصلاة؟ لا تتم الصلاة بمخلوق والقوم قد جهلوه أو هم لا يعلمون" [11].

تأمل قوله: كيف تتم الصلاة بمخلوق، فهو يرى أن حاصل قولهم أن القرآن نفسه مخلوق، لا تلاوته ولا قراءته. وتأمل قوله: أي شيء بقي؟! وهذا كثير في كلام أحمد في هذه المسألة، يقول: أي شيء بقي؟ هذا قول جهم. فهو يرى أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فقد أتى بقول جهم أوله وآخره.

في رواية محمد بن مسلم: قال أحمد: "القرآن حيث تصرف كلام الله، واللفظية جهمية"، قلنا: هل علمت أن أحداً من الجهمية كان يقوله؟ قال: "بلغني أن المريسي كان يقوله" [12].

فهذا مما قوى اعتقاد أحمد في اللفظية، أن الجهمية الصرحاء كانوا يقولون هذه العبارة: لفظي بالقرآن مخلوق. ومما يؤيد ذلك أيضًا، أن ابن الثلجي كان يقول الأمرين جميعًا، فتارة يلبس وتارة يصرح [13].

وفي رواية يعقوب بن بختان، قال أحمد فيمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، قال: "هو جهمي، ما هم عندي مسلمين، والجهمية كفار" [14]، ولمـّا بلغ أحمد أن الكرابيسي يقول: من لم يقل لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر، قال أحمد: "بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا، قالوا: كلام الله، ثم قالوا: مخلوق، وما ينفعه، وقد نقض كلامه الأخير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق" [15].

فكيف صار أحمد إلى تكفيرهم؟ إلا وهم يقولون بخلق ألفاظ القرآن المتلوة، ويكذبون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وتأمل قوله: "قد نقض كلامه الأخير كلامه الأول"، فهذا يدلك على أن حاصل قولهم ونهايته أن القرآن مخلوق، فالقرآن الذي نتلوه ونصلي به مخلوق عندهم.

وأحمد كثيرًا ما قال في اللفظية: إنهم جهمية، وإنهم يدورون على رأي جهم، وإنهم ما تركوا منه شيئاً، وإن قولهم هو قول جهم، وصوّب من قال: الجهمية واللفظية شيء واحد. وهذا لا يستقيم إلا إذا كان الكرابيسي يقول بأن ألفاظ القرآن مخلوقة، وكذلك قال أحمد في رواية أبي طالب وغيره: "مات بشر المريسي وخلفه حسين الكرابيسي" [16].

وأما كلام أهل العلم في ذلك:
فقال أبو حاتم الرزاي: "من كلام جهم بن صفوان، وحسين الكرابيسي، وداود بن علي: أن لفظهم القرآن مخلوق، وأن القرآن المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم مما جاء به جبريل الأمين حكاية القرآن، فجهمهم أبو عبدالله أحمد بن محمد ابن حنبل، وتابعه على تجهيمهم علماء الأمصار طرا أجمعون، لا خلاف بين أهل الأثر في ذلك" [17].

فهو يحكي عن جهم والكرابيسي وداود أن هذه الألفاظ التي نتلوها ونتعبد لله بقراءتها مخلوقة، وأنها حكاية عن القرآن الذي هو كلام الله ليس بمخلوق، وهذا قول الأشعري بعد ذلك.

قال أبو القاسم التيمي الأصبهاني: "وأول من قال باللفظ، وقال: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة: حسين الكرابيسي. فبدعه أحمد بن حنبل، ووافقه على تبديعه علماء الأمصار...." ثم سمّى طائفة كثيرة من علماء الأمصار، ثم قال: "فمذهبهم ومذهب أهل السنة جميعاً أن القرآن كلام الله آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً في جميع أحواله، حيث قرئ وكتب وسمع" [18].

فهو يرى أن محل الخلاف في آيات القرآن وكلماته وحروفه، فرد مذهبهم بأنها كلام الله غير مخلوقة، فدل صنيعه هذا على أنه يرى مذهبهم خلاف ذلك، لا أنهم مخالفون في التلفظ، والتلاوة، وفعل العبد.

وعقد أبو القاسم فصلاً في اللفظية، ذكر فيه احتجاجًا على بطلان مذهبهم، قول الجن: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1]، قال: "فهذا هو الأصل في أن اللفظ بالقرآن هو القرآن لأن الجن إنما سمعوا لفظ النبي صلى الله عليه وسلم وقراءته وتلاوته وقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1]"، وقال: "ولو لم يلفظ به ما سمعوا قراءته، فلما سمعوا قراءته قالوا: أنصتوا، ولم يقل: يستمعون حكايةً عن القرآن، ولا قال فيما سمعوا: حكاية القرآن، ولكن بين تعالى وتبارك أن لفظ نبيه بالقرآن هو القرآن، وقراءته للقرآن هو القرآن، وكلامه بالقرآن إنما هو كلام الله عز وجل"[19]، فهو لم يرد عليهم بالآيات الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق، لأنه يعلم أنهم يظهرون الإقرار بذلك، ولكن رد عليهم بالآية التي فيها أن هذا المسموع هو القرآن، وليس حكاية عن القرآن كما تقول الأشعرية، وكما قال الكرابيسي قبل.

وقال مسلمة بن قاسم: "كان الكرابيسي غير ثقة في الرواية، وكان يقول بخلق القرآن، وكان مذهبه في ذلك مذهب اللفظية" [20]، فهو ينسب إليه القول بخلق القرآن، ويذكر أنه في ذلك على مذهب اللفظية، فمسلمة يرى أن مذهب اللفظية حقيقته القول بخلق القرآن.

وقال ابن تيمية -وحسبك به علمًا بمقالات أهل القبلة-: "وطائفة أخرى قالت: نقول كلام الله الذي لم ينزله غير مخلوق، وأما القرآن الذي أنزله على رسوله وتلاه جبريل ومحمد والمؤمنون فهو مخلوق وهؤلاء هم اللفظية. فصارت الأمة تفزع إلى إمامها إذ ذاك فيقول لهم أحمد: افترقت الجهمية على ثلاث فرق؛ فرقة تقول: القرآن مخلوق وفرقة تقول كلام الله وتسكت وفرقة تقول: ألفاظنا وتلاوتنا للقرآن مخلوقة. فإن حقيقة قول هؤلاء أن القرآن الذي نزل به جبريل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قرآن مخلوق لم يتكلم الله به، وكان لهؤلاء شبهة كون أفعالنا وأصواتنا مخلوقة ونحن إنما نقرؤه بحركاتنا وأصواتنا. وربما قال بعضهم ما عندنا إلا ألفاظنا وتلاوتنا وما في الأرض قرآن إلا هذا. وهذا مخلوق. فقابلهم قوم أرادوا تقويم السنة فوقعوا في البدعة. وردوا باطلاً بباطل وقابلوا الفاسد بالفاسد فقالوا: تلاوتنا للقرآن غير مخلوقة وألفاظنا به غير مخلوقة؛ لأن هذا هو القرآن. والقرآن غير مخلوق... فأنكر الإمام أحمد أيضًا على من قال: إن تلاوة العباد وقراءتهم وألفاظهم وأصواتهم غير مخلوقة وأمر بهجران هؤلاء كما جهم الأولين وبدعهم. والنقل عنه بذلك من رواية ابنه عبدالله وصالح والمروذي وفوران وأبي طالب وأبي بكر بن صدقة وخلق كثير من أصحابه وأتباعه" [21].

وقال أيضًا ذاكرًا ترتيب حدوث البدع في القرآن: "فأول ما ابتدع الجهمية القول بخلق القرآن، ونفي الصفات... ثم ابتدع بعض أهل الحديث والكلام الذين ناظروا الجهمية: القول بأن القرآن المنزل مخلوق أو أنه ليس بكلام الله أو أنه ليس في المصاحف ولا في الصدور وأنكر بعضهم أن تكون حروف القرآن كلام الله أو أن يكون الله تكلم بالصوت... وقابلهم قوم من أهل الكلام والحديث؛ فزعموا أن ألفاظ العباد وأصوات العباد غير مخلوقة أو ادعوا أن بعض أفعال العباد أو صفاتهم غير مخلوقة أو أن ما يسمع من الناس من القرآن هو مثل ما يسمع من الله تعالى من كل وجه ونحو ذلك" [22]، ثم بين أن البدعة الثانية هي بدعة اللفظية [23].

ومما يدلك على أن هذه المقالة كانت شعارًا للجهمية ويريدون بها الباطل، قول البخاري لأبي عمرو الخفاف: "يا أبا عمرو احفظ ما أقول لك، من زعم من أهل نيسابور، وقومس، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق - فهو كذاب، فإني لم أقل هذه، إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة" [24]، فهو يحذر أن يقول هذه الكلمة أو تنسب إليه لما يعلم من اشتمالها على الباطل، وأن أهلها يريدون بها الباطل، مع علمه -فيما يظهر- أنها تحتمل الحق الذي كان يقوله البخاري، وهو أن أفعال العباد -ومنها الصوت والتلاوة- مخلوقة، والله أعلم.

وقال البخاري: "قال ابن حنبل: اللفظي الذي يقول: القرآن بألفاظنا مخلوق" [25]، فهنا ينسب البخاري إلى أحمد أنه جعل اللفظي الذي يقول بخلق القرآن؛ لأن كلمة (مخلوق) في هذه العبارة ترجع إلى (القرآن)، وقد نبه على هذا البخاري، فقال: "زعم بعضهم أن: (القرآن بألفاظنا)، و(ألفاظنا به) شيء واحد، و(التلاوة) هي (المتلو)، و(القراءة) هي (المقروء)"[26].

تبديع أحمد من قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، أو تلاوتي، وقراءتي
وأحمد رحمه الله لـمّا جهم الذين يقولون: لفظي بالقرآن مخلوق؛ لما علم من أنهم يريدون بهذا أن ألفاظ القرآن مخلوقة، ولا يريدون التلفظ والتلاوة، فإنه قد بدّع أيضا من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق؛ لأن هذا الكلام المجمل يحتمل أن يريد به المتكلم: أن تلفظه وتلاوته غير مخلوقة، فتكون أفعال العباد غير مخلوقة. فلما احتمل حقا وباطلا، وكان كلاما مبتدعا لم يقله أحد من السلف، رده أحمد، ومنع منه، وكذلك صنع جماعة من أهل العلم سواه، وقد شرح هذا ابن تيمية ويأتي نقل كلامه.

قال ابن جرير الطبري:
"أما القول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه نعلمه عن صحابي مضى، ولا عن تابعي قضى، إلا عمن في قوله الغناء والشفاء رحمة الله عليه ورضوانه، وفي اتباعه الرشد والهدى، ومن يقوم قوله لدينا مقام قول الأئمة الأولى: أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه، فإن أبا إسماعيل الترمذي حدثني، قال: سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل يقول: اللفظية جهمية، لقول الله تعالى: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] ممن يسمع؟ ثم سمعت جماعة من أصحابنا لا أحفظ أسماءهم يحكون عنه أنه كان يقول: من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق فهو مبتدع. ولا قول عندنا في ذلك يجوز أن نقوله غير قوله؛ إذ لم يكن لنا إمام نأتم به سواه، وفيه الكفاية والمقنع، وهو الإمام المتبع، رحمة الله عليه ورضوانه" [27].

قلت: وكلام أحمد في تجهيم من قالوا: مخلوق، وتبديع من قالوا: غير مخلوق كثير جدًا، خرجه أبو بكر الخلال في السنة من أوجه عنه.

وقال حرب بن إسماعيل: سمعت إسحاق بن راهويه، وسئل عن الرجل يقول: القرآن ليس مخلوقًا ولكن قراءتي أنا إياه مخلوقة لأني أحكيه، وكلامنا مخلوق، فقال إسحاق: "هذا بدعة، لا يقار على هذا حتى يرجع عن هذا ويدع قوله هذا" [28].

قال ابن تيمية:
"ونفس اللفظ والتلاوة والقراءة والكتابة ونحو ذلك لما كان يراد به المصدر الذي هو حركات العباد وما يحدث عنها من أصواتهم، وشكل المداد، ويراد به نفس الكلام الذي يقرؤه التالي ويتلوه ويلفظ به ويكتبه، منع أحمد وغيره من إطلاق النفي والإثبات الذي يقتضي جعل صفات الله مخلوقة، أو جعل صفات العباد ومدادهم غير مخلوق. وقال أحمد: نقول القرآن كلام الله غير مخلوق حيث تصرف: أي حيث تلي وكتب وقرئ مما هو في نفس الأمر كلام الله فهو كلامه وكلامه غير مخلوق وما كان من صفات العباد وأفعالهم التي يقرؤون ويكتبون بها كلامه كأصواتهم ومدادهم فهو مخلوق" [29].

وقال ابن تيمية:
"وكانت "اللفظية الخلقية" من أهل الحديث يقولون: نقول: إن ألفاظنا بالقرآن مخلوقة وإن التلاوة غير المتلو. والقراءة غير المقروء.

و"اللفظية المثبتة" يقولون: نقول: إن ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة والتلاوة هي المتلو والقراءة هي المقروء.

وأما المنصوص الصريح عن الإمام أحمد وأعيان أصحابه وسائر أئمة السنة والحديث فلا يقولون مخلوقة ولا غير مخلوقة ولا يقولون التلاوة هي المتلو مطلقًا ولا غير المتلو مطلقًا كما لا يقولون: الاسم هو المسمى ولا غير المسمى.

وذلك أن "التلاوة والقراءة" كاللفظ، قد يراد به مصدر تلا يتلو تلاوة وقرأ يقرأ قراءة ولفظ يلفظ لفظًا ومسمى المصدر هو فعل العبد وحركاته وهذا المراد باسم التلاوة والقراءة واللفظ مخلوق وليس ذلك هو القول المسموع: الذي هو المتلو.

وقد يراد باللفظ الملفوظ وبالتلاوة المتلو وبالقراءة المقروء وهو القول المسموع وذلك هو المتلو، ومعلوم أن القرآن المتلو: الذي يتلوه العبد ويلفظ به غير مخلوق، وقد يراد بذلك مجموع الأمرين.

فلا يجوز إطلاق الخلق على الجميع ولا نفي الخلق عن الجميع.

وصار ابن كلاب يريد بالتلاوة القرآن العربي وبالمتلو المعنى القائم بالذات وهؤلاء إذا قالوا: التلاوة غير المتلو وهي مخلوقة: كان مرادهم أن الله لم يتكلم بالقرآن العربي بل عندهم أن القرآن العربي مخلوق. وهذا لم يقله أحد من أئمة السنة والحديث. ويظن هؤلاء أنهم يوافقون البخاري أو غيره ممن قد يفرق بين التلاوة والمتلو وليس الأمر كذلك.

ومن الآخرين من يقول: التلاوة هي المتلو ويريد بذلك أن نفس ما تكلم الله به من الحروف والأصوات هو الأصوات المسموعة من القراء حتى يجعل الصوت المسموع من العبد هو صوت الرب وهؤلاء يقولون: نفس صوت المخلوق وصفته هي عين صفة الخالق وهؤلاء اتحادية حلولية في الصفات يشبهون النصارى من بعض الوجوه وهذا لم يقله أحد من أئمة السنة. ويظن هؤلاء أنهم يوافقون أحمد وإسحاق وغيرهما ممن ينكر على اللفظية وليس الأمر كذلك.

فلهذا كان المنصوص عن الإمام أحمد وأئمة السنة والحديث أنه لا يقال: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة ولا غير مخلوقة. ولا أن التلاوة هي المتلو مطلقا ولا غير المتلو مطلقا؛ فإن اسم القول والكلام قد يتناول هذا وهذا" [30].

الغلط على أحمد في هذه المسألة
لغموض هذه المسألة ودقتها وما في كلمات المبتدعة فيها من الاشتباه والتلبيس، كثر الغلط فيها على الإمام أحمد، حتى غلط عليه أبو طالب صاحبه، فعنفه أحمد تعنيفًا شديدًا وكاد أن يهجره، وقصته في هذا مشهورة، ورام جماعة اتباع أحمد واقتفاء أثره فغلطوا، وقالوا: لفظنا بالقرآن غير مخلوق، وتلاوتنا إياه غير مخلوقة، وفيهم عدد من أصحاب أحمد، فمن جاء بعدهم من الحنابلة [31]، وغلط عليه أصناف أخرى.

قال البخاري -وهو من أصحاب أحمد- في كتابه خلق أفعال العباد: "أما ما احتج به الفريقان لمذهب أحمد ويدعيه كل لنفسه، فليس بثابت كثير من أخبارهم، وربما لم يفهموا دقة مذهبه، بل المعروف عن أحمد وأهل العلم أن كلام الله غير مخلوق، وما سواه مخلوق، وأنهم كرهوا البحث والتنقيب عن الأشياء الغامضة، وتجنبوا أهل الكلام، والخوض والتنازع إلا فيما جاء فيه العلم، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وقال ابن قتيبة -وهو من أصحاب إسحاق بن راهويه المكثرين عنه، ولا أدري لقي أحمد أو لا [32]- في كتابه الذي صنفه في هذه المسألة حين ذكر اختلاف أهل الحديث فيها: "قال فريق منهم: القراءة فعل محض وهي مخلوقة كسائر أفعال العباد والقرآن غيرها... وقالت فرقة: هي القرآن بعينه، ومن قال: إن القراءة مخلوقة فقد قال بخلق القرآن... وقالت فرقة: هذه بدعة لم يتكلم الناس فيها ولم يتكلفوها ولا تعاطوها. واختلفت عن أبي عبدالله أحمد بن حنبل الروايات، ورأينا كل فريق منهم يدعيه ويحكي عنه قولاً، فإذا كثر الاختلاف في شيء ووقع التهاتر في الشهادات به أرجأناه مثل أن ألغيناه" [33].

وقال ابن تيمية: "كل واحدة من الطائفتين؛ الذين يقولون لفظنا بالقرآن غير مخلوق، والذين يقولون لفظنا وتلاوتنا مخلوقة - ينتحل أبا عبدالله وتحكي قولها عنه وتزعم أنه كان على مقالتها؛ لأنه إمام مقبول عند الجميع؛ ولأن الحق الذي مع كل طائفة يقوله أحمد والباطل الذي تنكره كل طائفة على الأخرى يرده أحمد" [34]، ثم ذكر أمثلة ذلك وشواهده.

هذا ما يسر الله إيراده في هذه المسألة، أسأل الله أن يكون مباركًا نافعًا، وقد عرضت ما كتبته فيها قبل نشره على عدد من الإخوة، فزادوا فيه وأصلحوا، فجزاهم الله خيرًا، والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل، وهو المستعان سبحانه.


أبو محمد، عبدالرحمن بن محمد العوض
4/ 6/ 1436هـ

[1] وليس كذلك محمد بن إسماعيل البخاري؛ فإنه كان بيّن المذهب، فصيح العبارة، واثقا من قوله، فقد قال البخاري في كتابه في خلق أفعال العباد ص47: "حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف، المسطور المكتوب الموعى في القلوب، فهو كلام الله ليس بمخلوق، قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49]"، وقال ص115: "القراءة والحفظ والكتابة مخلوق، وما قرئ وحفظ وكتب ليس بمخلوق"، وكان يكذب من ينسب إليه تلك العبارة المجملة: لفظي بالقرآن مخلوق، ويقول: من حكى عني أني قلت ذلك فهو كذاب. انظر تاريخ بغداد للخطيب 2 / 31، ويأتي نقله.
[2] هذا الخبر مسند في جزء بعنوان: رسالة في أن القرآن غير مخلوق؛ لإبراهيم الحربي، ص31، تحقيق: علي بن عبدالعزيز الشبل، نشر دار العاصمة 1416هـ.
والرسالة ليست لإبراهيم الحربي، وإنما أول خبر فيها من طريقه، ثم سائر الأخبار من طرق أخرى، عن آخرين من أصحاب أحمد، والظاهر أن مؤلفها من القرن الرابع أو الخامس؛ لأنه يروي عن أحمد بواسطة ثلاثة رجال وأربعة رجال، والله أعلم.
[3] أسنده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8 / 65 في ترجمة الكرابيسي.
[4] أسنده أبو القاسم التيمي في الحجة 1 / 240.
[5] هذه الرواية مسندة في رسالة في أن القرآن غير مخلوق ص35.
[6] السنة لعبد الله بن أحمد ص165.
[7] مجموع فتاوى ابن تيمية 12 / 74، ذكر أن أحمد قال هذا في بعض الروايات.
[8] هكذا العبارة في المطبوع، ولعل المراد: فقد زعم أن جبريل مخلوق، وأنه جاء بمخلوق، يعني لمّا كان جبريل مخلوقا، صار ما يأتي به لا بد أن يكون مخلوقا؛ لأن رواية يعقوب الدورقي هذه مشهورة، وقد رواها أبو داود في مسائله ص363، قال: "حدثنا يعقوب بن إبراهيم، أن أحمد بن محمد بن حنبل، قال له: اللفظية إنما يدورون على كلام جهم، يزعمون أن جبريل صلى الله عليه وسلم إنما جاء بشيء مخلوق، يعني: لأن مخلوق جاء به إلى محمد صلى الله عليه وسلم".
فتبين أن العبارة صحيحة لكن فيها ركاكة، ولعل سبب ذلك أن الخلال أسندها من أوجه كثيرة عن يعقوب الدورقي، فلعله جمع ألفاظهم فجاءت على هذا الوجه.
[9] مسائل أبي داود ص363، وأسنده الخلال في السنة 7 / 75.
[10] أسنده الخلال في السنة 7 / 76.
[11] أسنده الخلال في السنة 7 / 78.
[12] أسنده الخلال في السنة 7 / 81.
[13] قال في بحر الدم: قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: قلت لأبي عبدالله: إن الكرابيسي، وابن الثلجي قد تكلما، فقال: فيم؟ قلت: في اللفظ، قال أحمد: اللفظ بالقرآن هو مخلوق، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
والثلجي ذكروا عنه القول بالوقف، وذكروا عنه أن في وصيته أن لا يعطى من ثلثه إلا من قال: القرآن مخلوق، وذكروا عنه أنه كان يقول: إنما أقول: كلام الله، كما أقول: سماء الله، وأرض الله.
فتبين بهذا أن الوقف، والقول باللفظ، كان كله تلبيسا معهودا من القائلين بخلق القرآن.
[14] أسنده الخلال في السنة 7 / 86.
[15] نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 11 / 289 عن كتاب القصص للمروذي.
[16] أسندها الخطيب في ترجمة الكرابيسي في تاريخ بغداد 8 / 65.
[17] أسنده أبو القاسم التيمي في الحجة 2 / 202.
[18] الحجة لأبي القاسم 1/ 370.
[19] الحجة لأبي القاسم 1/ 422.
[20] نقله الذهبي في لسان الميزان 2/ 305 عن كتاب الصلة لمسلمة.
[21] مجموع الفتاوى 12/ 359.
[22] مجموع الفتاوى 12/ 417.
[23] مجموع الفتاوى 12/ 421.
[24] تاريخ بغداد للخطيب 2/ 31.
[25] نقله ابن تيمية في مجموع الفتاوى 12/ 366 عن القاضي أبي يعلى، عن رسالة للبخاري في أن القراءة غيرة المقروء، وهي -فيما يظهر- ليست كتاب خلق أفعال العباد، والله أعلم.
[26] خلق أفعال العباد للبخاري ص105.
[27] صريح السنة لابن جرير ص25.
[28] أسنده الخلال في السنة 7/ 88.
[29] مجموع فتاوى ابن تيمية 12/ 74.
[30] مجموع الفتاوى 12/ 373، وهذا أبسط موضع تكلم فيه ابن تيمية في هذا الإشكال، وقد تكلم عنه في مواضع أخرى، انظر: 12/ 307، و12/ 170، و12/ 210.
[31] انظر: مجموع الفتاوى 12/ 207.
[32] هو مشهور بالرواية عن إسحاق، وإسحاق توفي قبل أحمد بنحو ثلاث سنين، ولكن لم تذكر له رواية عن أحمد.
[33] ص58.
[34] مجموع الفتاوى 12/ 361.

  • 5
  • 2
  • 14,284

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً