المربي ...وداء المناطقية

منذ 2017-02-17

اللهم وحد كلمة المسلمين على الحق وحقق في حياتهم أخوة الإسلام، وأزل داء العُنصرية المناطقية ممن أصيب بها.

الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين، وبعد،،،

ماذا لو كان أهل المدينة (الأنصار) رضوان الله عليهم نظروا إلى الانتماء الجغرافي كمُحدد أساسي وقالوا

للمهاجرين الأولين: لكلٍ منا أرض ينتمي لها وأنتم (مكاويون) جغرافيتكم معروفة؟.

ويا سلمان: أنت فارسي وحدود دولتك معروفة، ورابط ما بيني وبين الرجل المدني أعظم منك ياسلمان!!!!،

ويا بلال: لا تغضب منا، فإن لكل واحدٍ منا أرضٌ وانتماءٌ جغرافي فأنت حبشي ولك أن تعتز بحبشيتك!!!!،

ومثله لصهيب فانتماؤك الجغرافي يا صهيب: هو أرض الروم ولا علاقة لك بالمدينة!!!.........

لكان ذلك مستهجن مجرد الكلام وحاشاهم.

إذًا ذلك لم يكن فالتربية الإسلامية قد أذابت تلك الانتماءات في الانتماء الأعلى إنه الدين العظيم، ولا ينبغي

للداعية أن يجعل الحالة التي أعقبت إتفاقية سايس بيكومعيارًا، فهي الحالة التي تريد التربية الإسلامية أن لا

تجعلها مرجِعًا ولا تبني عليها توجهاتها ولا قيمها.

قد يقول قائل: هاهم العلماء والمربون، يعيشون في هذه الأُطر الضيقة، إذًا هم مُجمعون على مشروعية وجودها.

نقول: أن دعوى الإجماع تحتاج إلى إثبات وذاك مُحال، ولابد أن نعلم أن التعامل مع الواقع لا يعني الإيمان به،

ولو وجد عالمٌ أو مربي يقدم الانتماء (السايس بيكوية) على الانتماء الأوسع  لكان ذلك غريبًا، فالداعية والمربي

مثلٌ أعلى وأوحد في العقيدة والعبادة والأخلاق بل وبناء المجتمع المسلم هو في النبي صلى الله عليه وسلم

وفي  المجتمع الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم وعليه سار الخلفاء الراشدون من بعده.

وواجب الدعاه والمربون إرجاع  الناس إلى تلك  القدوة وإلى ذلك المثل الأعلى  ويصبح ذلك من  أبرز واجبات

الداعية والمربي اليوم.

وقد تجد داعيةً لديه داء المناطقية وعنصريتها وينادي بها بحجة أنها أمرٌ واقع، والجواب أن وجودها لا يعني

صحتها أو تقديمها ووجود من ينفخ في المناطقية، ويتعصب للحدود الجغرافية يبعد عن الداعية والمربي الوصف

اللائق به، والهدف الذي يسعى له وهو تحقيق الأُخوة الإسلامية بين كل المسلمين بغض النظر عن مناطقهم أو

ألوانهم أو أعراقهم، بل تبني تلك الدعوات حواجزًا وشعورًا مقابلًا لدى المدعوين والمتربين برفض ما يدعوا له

ذلك الداعية المناطقيي، ويحيي في قلوب فريقٍ منهم التعمق بالمفاهيم التي تعمق الانتماء بالحدود الجغرافية على

حساب الانتماء الأعلى لهذا الدين العظيم دين الإسلام الذي دعا أتباعة بقوله: (إنما المؤمنون إخوة).

ولم يجعل الانتماء المناطقي معيارًا للولاء  وللأخوة الإسلامية، ونجد أن الداعية مشروعه واضح فهو يريد أن

يكون قريبًا من كل المدعوين، وأن لا يجعل المناطقية حاجزًا بينه وبين رسالته.

اللهم وحد كلمة المسلمين على الحق وحقق في حياتهم أخوة الإسلام، وأزل داء العُنصرية المناطقية ممن أصيب

بها.

نبيل محمد أحمد

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 2
  • 0
  • 3,557

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً