ألا فتعرضوا لها - ألا فتعرضوا لها (5)

منذ 2017-05-11

صُنَّاع السعادة هم بائعوا الفَرَح بلا ثمَّة أجر يُنتَظر، المُوَطؤون أكنافاً، أحاسن الخلق خُلُقاً ومكرمة، بلغوا درجات منيفة بصدق نياتهم، أخذوا بالعفو عمن ظلمهم، وتعاهدوا مَنْ وصلوهم بمعروف قبلُ بمعروف جديد، وأمروا بالعُرف فتراهم في كل وادٍ يستَهِمُون وإلى ربهم يتسابقون.

مذاقها طعم الإيمان، انشراح الصدر وطمأنينة القلب وصفاء النفس، نَسَمة فردوسيه، هدية ربانية سلمت من المَنِّ والأذى بلا ريب، إنها السعادة! بذرتها العطاء ونماؤها مشاركتها الغير، تتساوى فيها أقصى مدارجها وأدناها، وتتماهى فيها أسفلها وأعلاها.. فكل سعادة عطاء ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق يغشاك التبَسُّم ويستشرِفك لين الكلام، ودعوة بظَهر الغيب عطاء، وسرور تدخله على إمرء عطاء، وأذىً تكُفُه عنه عطاء، وشَرْبَة ماء ترفع المرء من دَرَكات الغواية إلى درجات الولاية؛ وفى ذلك ثمَّة آية! ذَوِيها هم الرُحَماء فيما بينهم كَشَطء على وجه الثَرى ومن الأشجار أفنان الألوان والثمر.. {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى[طه: 123].

 

صُنَّاع السعادة:

هم بائعوا الفَرَح بلا ثمَّة أجر يُنتَظر، المُوَطؤون أكنافاً، أحاسن الخلق خُلُقاً ومكرمة، بلغوا درجات منيفة بصدق نياتهم، أخذوا بالعفو عمن ظلمهم، وتعاهدوا مَنْ وصلوهم بمعروف قبلُ بمعروف جديد، وأمروا بالعُرف فتراهم في كل وادٍ يستَهِمُون وإلى ربهم يتسابقون.. تسمَع صُدَاح سعادتهم يشُق آفاق الوُجُوم، يتردد في آذان كُل بائس يقولو {بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[آل عمران: 26].

 

وأي حياة لم تَقترن بفَنَاء؟! *** إلا سعادة موصولة ببقاء

ألم ترى قادمات الغَيْم تلُوح بالظلماء *** فإذا بها تقشع وتجُود بالجلواء

ومنه في كل رَزِيئَة أن تصحب النَعمَاء *** فأرحِب بفضل الله في الضُرِّ والسَرَّاء

فيا لله من أعاجيب صُنعِه الرَبَّاء! *** تحارُ في وصفها أحرُف البُلَغَاء

  • 4
  • 0
  • 2,160
المقال السابق
ألا فتعرضوا لها (4)
المقال التالي
ألا فتعرضوا لها (6)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً