تأبِّط زَعمًا !

منذ 2017-08-22

قصيدة : " تأبِّط زَعمًا ! " || وهي نَقضٌ لِزَعم الرافضيّ

أيبكي على المقتولِ مَن أرخصَ الدَّما     ***     ويَلْطِمُ وَجهًا غادرٌ حيثُ أَسْلما

فدع عنكَ أوهامًا ، فلستُ بواهمٍ     ***     وقَومي ، ولو كان الخصيمُ توهَّما

وما كلُّ قولٍ يَقبلُ العقلُ زعمَهُ     ***     وما كلُّ عقلٍ منصِفٌ لو تكلَّما

أروح إلى ليلى وأغدو ، ومُقلَتِيْ     ***     تَسُحُّ ، كما سَحَّت بِمُقلَتِها السَّما

وأروي لها حُبًّا تجشَّمتُ وَعْرَهُ     ***     وذقتُ به حزنًا طويلًا وعلقما

وأجلسُ لا يَحنو عليَّ فؤادُها     ***     وأشكو إليها مُغْرَمًا نال مَغْرَما

أَعدُّ سِنِيَّ الهَجْرِ عَدَّ مُعذَّبٍ     ***     وما كنتُ يومًا عاشِقًا مُتجهِّما

وأحيا وحيدًا ، لا يؤانسُ وَحدتي     ***     سِواها ، نهارًا أو إذا الليلُ أَظلَما

لئن فاتني منها لقاءٌ ، فإنّما     ***     يُؤانسني منها خيالٌ تَبَسَّما

ونَفْسي تُناديني لِأقْفُلَ راجِعًا     ***     فقد قال سوءًا رافضيٌّ وأقدَما

فَلَمْ أَدْرِ إلّا والبيانُ يَردُّهُ     ***     ويَدفعُهُ عمَّا أراد مِن الحِمى

وودَّعتُ ليلى ، راجيًا قُربَ وَصْلِها     ***     وقد عُدتُ في عِزٍّ ، وقد نِلتُ مَغنَما

تأبَّطتُ حَقًّا إذ تأبَّطَ زعمَهُ     ***     فأصبَحَ يُرمَى بالذي كان قد رَمى

تأبَّطَ زَعمًا ساقَهُ لِجَهالةٍ     ***     وكم مِن مَسُوقٍ كان بالزَّعمِ هَمهما

بَنى من أعاجيب الظّنونِ حديثَهُ     ***     فخَرَّ عليه السقفُ حيثُ تَهدَّما

ومِن عجَبٍ أن يُمطرَ الدمعَ خاذِلٌ     ***     وكان لِرأس السِّبطِ غَدرًا مُقَدِّما

وما العيشُ إذ مات الحسينُ سوى أسًى     ***     أقضَّ قلوبَ العالمينَ وأضرما

وتبكون إذ نبكي ، وشتّان بيننا     ***     فقَوميْ لَهُمْ قلبٌ مِن الثُّكْلِ يُتِّما

كفاكم نُواحًا ، ليس يُخفي صَنيعَكُمْ     ***     نُواحٌ ، ولو قضَّيتمُ العُمْرَ مَأْتَما

فأوّاهُ مِمّا كان في يوم كربلا     ***     وهل تُرجِعُ الآهاتُ أمرًا تصَرَّما

وما ضرَّهُ أنْ مات في ساحةِ الوغى     ***     فقد كان مِقْدامًا هنالكَ ضَيغَما

وما لِسيوف القتلِ يَغتاظُ قلبُهُ     ***     ولكنْ لِغَدرٍ كان لِلقتل سُلَّما

تشاركتما فيما يُكدِّرُ صَفْوَنا     ***     ولو أنّها الأيام عادت لعدتُما

فكُلٌّ إلى طَبْعٍ يَعودُ ، وإنّهُ     ***     سيبقى خَؤونُ العهدِ ما عاش مُجْرِما

وإن كنتمُ حقًّا فرِحتم بمولدٍ     ***     لِمَن ربُّهُ صلَّى عليهِ وسَلَّما

فكيف فَجَعتُمْ قَلبَهُ بِحفيدهِ     ***     ولَمْ تُظهِروا مِمّا جنيتمْ تَبرُّما

ألا قبَّحَ اللهُ الوجوهَ وصُنْعَها     ***     وقبَّحَ مَن يَرضى عليهمْ ، وأرغَما

فما نحنُ خُذَّالُ الحُسَينِ وآلِهِ     ***     وما نحنُ مَن أَلْقى مِن الظَّهرِ أسهُما

وإن لم نكن مِمَّن شَهِدنا ، فإنّكمْ     ***     شَهِدتُمْ ، فكُنتمْ مِثْلَ طيرٍ تَشرذَما

فإن كان مِن عَذْلٍ ، فليس لغيركمْ     ***     أيعذِلنا مَن كان قَبْلُ مُلَوَّما

وهذا هو التاريخُ يَحْكُم بيننا     ***     ففتِّش تجد فصلَ الخِطابِ مُرَقَّما

ولكن حَذارِ البعضَ مِمَّن رَوَوا لنا     ***     أكاذيبَ ، صار القولُ مِنها مُسَمَّما

فألقِ بها في الجُبِّ ، واهجُر رواتها     ***     وكم كاذبٍ يُدعى إمامًا مُعَمَّما

وما الشُّؤمُ أن تَأتيْ بِجَهْلٍ مُحَرَّمًا      ***     ولكنّهُ أنْ تَستحِلَّ المُحرَّما

وعارٌ إذا كان المُكذَّبُ راويًا     ***     وأعظمُ عارًا أن يَصِيرَ المُحَكَّما

أيَحكمُ في قومٍ خصيمٌ وغادرٌ     ***     فذلكِ حُكْمٌ كان أغبرَ أقتَما

فعودوا إلى رُشْدٍ ، لِيُحمَدَ ذِكْرُكُمْ     ***     فمَن ضَلَّ عن درب الهداية ذُمِّما

إذا ما سُقِيتُمْ بالزّعافِ ، فإنّنا     ***     سَقانا رسولُ اللهِ شَهدًا وزَمزما

عَرفنا لآل المصطفى كلَّ حقِّهِمْ     ***     فَهُمْ وجميعُ الصَّحْبِ رِيٌّ مِن الظَّما

فَفَضِّل أبا بكرٍ عليهم ، مُثَنِّيًا     ***     بِمَن لِحِراب الفُرْسِ كان مُثَلِّما

وعثمانُ يَروي فضلَهُ كُلُّ مُسلِمٍ     ***     ويا تَعْسَ قاليهِ ولو عُدَّ مُسْلِما

وأمّا عليٌّ فهْو خاتمُ عِقدِهمْ     ***     فأكرِم به للراشدينَ مُتَمِّما

وللصَّحْبِ كلُّ المَدْحِ ، والحُبِّ ، والرِّضا     ***     وقُبِّح مَن بالسُّوءِ في الصَّحْب رَجَّما

وكم خاض في أعراضهمْ متسترٌ     ***     بهيئتنا ، والحقُّ أنْ كان أرقَما

وصخرةُ أصحاب النبيِّ عظيمةٌ     ***     إذا رامها بالسوءِ غِرٌّ تهشَّما

أرى كلَّ ذي جَهْلٍ يُعانِدُ عالِمًا     ***     ويحسب أنْ بالجهْلِ أصبح مُلْهَما

وكم سائلٍ يُنبيكَ عَن سوءِ فهمِهِ     ***     ومَقصدِه ، إذ لم يَسَلْكَ لِيَفهَما

ولكنّهُ التّدليسُ خالطَ رُوحَهُ     ***     فألقَمتُهُ الحقَّ المُبينَ فأُفحِما

وما عاشِرٌ في المسلمينَ مُعَظَّمٌ     ***     سوى أنّ خيرَ الرُّسْلِ لليومِ عَظَّما

أجلْ ، في ربيعِ النّورِ كان مُهاجِرًا     ***     لِطَيْبةَ ، حتّى أسعدَ البدرُ أنجُما

ألم يَبقَ إلا ذلك العام بينها     ***     لِتسألَ جَهلًا كيف لاقى مُحَرَّما

وما نُطْقُهُ إلّا بِوحيٍ مُصَدَّقٍ     ***     وكان لِآي الذِّكْرِ رِدءًا مُحَتَّما

إذا أنتَ لم تقبل حديث نبيِّنا     ***     فأخذُكَ بالقرآنِ قل لي إذن لِمَا

فكلٌّ أتانا مِن طريق مُحَمَّدٍ     ***     فخذ عنه كُلًّا ، أو فَرُدَّ كِليهما

أتزعمُ في قول الرسول بأنّهُ     ***     يُعارضُ ما في الذِّكرِ جاءَ وأُحكِما

فهلَّا إذا لم تُحسن الفهم جئتَنا     ***     فتَفهمَ مِنّا ، قبلَ أن تتهجَّما

وهلّا إذا أعياكَ في الشَّرعِ غامِضٌ     ***     أتيتَ إلى أبوابنا مُتَعلِّما

وإن كنتَ صِدْقًا ترتضي الذِّكرَ حُجَّةً     ***     فكيف لعنتَ الصَّحبَ ، والذِّكرُ أكرَما

لقد رضيَ الرحمنُ عنهم ، فلم تزَل     ***     تُعارضهُ جهرًا ، فهل كنتَ أعلَما

أَجَهْلٌ ، وسُكْرٌ في غياهبِ ظُلْمَةٍ     ***     ومَن كان مَطبوعًا عليهِ تورَّما

لئنْ غرَّكم مِنَّا خُمولٌ ، فإنَّهُ     ***     إذا أيقظَ الليثَ الأرانبُ قَوَّما

وإنْ ساءكم داءٌ فإنّا دواؤكمْ     ***     وكم مِن سِقامٍ طِبُّهُ أن يُلَجَّما

وصلَّى على خير البريّة ربُّنا     ***     صلاةً بها مَنَّ الإلهُ وأنعما

عبد العليم محمود فرج حسن

مُعِيدٌ, بقسم الحديث وعلومه, بكلية أصول الدين والدعوة, بجامعة الأزهر بأسيوط

  • 5
  • 0
  • 2,135

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً