باب ليجتنب الضرب فى الوجه
تفريغ لأشرطة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - شرح لبعض أبواب من كتاب: ((الأدب المفرد)) للإمام البخاري .
روى المصنف بإسناده الصحيح عن أبى هريرة عن النبى-صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا ضَرَبَ أحدُكُم فليجتنب الوجه» "
وهذا من ذكاء المصنف في ترتيب الأبواب في كتابه، وسبق بيان سبب النهي عن ضرب الوجه.
روى المصنف بإسناده الصحيح عن جابر قال: " مر النبي صلى الله عليه وسلم بدابة، قال وُسم يدخن منخاره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ مَنْ فعَلَ هذا لا يَسِمَنَّ أحدٌ الوجه ولا يضربنه» لصاحب المواشى مصلحة فى هذا الوسم حتى لاتختلط بمواشى غير هو لكن نص الشارع وبالغ فى النهى عن وسم الدابة فى وجهها؛ لذلك لما مر الرسول-عليه الصلاة والسلام- بدابة قد وُسِم -يعنى فى الوجه- لم يذكرفى الحديث أنه فى الوجه ولكن تمام الحديث يدل على أنه فى الوجه، والوجه أحسنُ شىء من بدن الحيوان ولذلك تضايق هذا الحيوان حتى ظهر الدخان من منخريه من شدة ما لقى من أثر النار فقال-عليه الصلاة والسلام-: «لَعَنَ اللهُ مَنْ فعَلَ هذا» يعنى:أبعده اللهُ عن رحمته هذا الذى وسم هذه الدابة فى وجهها، ثم توجه إلى جميع الناس بأدب الوسم فقال: «لا يَسِمَنَّ أحدٌ الوجه - أي خط في الوجه - ولا يضربنه أيضا».
حتى الحيوان ما يجوز ضربه فى الوجه؛ فيجب إكرام ذلك الوجه، وإنما يضرب فى مكان آخر؛ لأن هذا الوجه هو أيضاً مما يتميز به الحيوان عن سائر أعضائه وبدنه.
لذلك إذا كان الشارع الحنيف ترَفّعَ بالمسلمين عن إهانة الحيوان بضربه فى وجهه؛ فأولى وأولى بالمسلم أن يترفع عن ضرب الإنسان فى وجهه حتى ولو كان مملوكاً،حتى ولو كان كافراً ذلك من آداب الإسلام.
نسأل الله - عز وجل -: أن يفقهنا في الدين، ويرزقنا العمل والحمد لله رب العالمين (اهـ ).
- التصنيف: