سنشد عضدك...
أخيتي الحبيبة: لا تنتظريني حتى أبكي على عتبة بابك وأتسول منك مؤازرتك ومساعدتك بادري أنت إلي ،وهاتي يدك وأنقذيني من نفسي
أختي الحبيبة هل تذكرين عندما كنا صغارا ،وكنا نستكشف الأشياء من حولنا.
عندها كان كل شيء يلفت انتباهنا ونسأل عنه
نسأل عن الغيوم وأشكالها ..نشبهها ..نقلدها..نتعلم منها وأصوات ضحكاتنا تعانقها أجمل عناق
نسأل عن الأرض واختلافاتها لماذا تربة حمراء وأخرى سوداء ولماذا الزهور هنا ولا توجد هناك ..ولماذا..ولماذا ...وأجسادنا تعانق الأرض قياما قعودا وكأنها حضن دافيء خلق ليضمنا بحنانه.
وكبرنا أخيتي وماعاد حضن الأرض يدفئنا ،ولا عادت غيوم السماء تسعدنا
ولاعادت الزهور والغابات تأسر قلوبنا المتعبة.
ماعدنا نسأل عن الكون بأسره،
لأننا وجدنا ماهو أهم من كل هذا
إنه نحن ....
قلوبنا
مشاكلنا
أحوالنا
هل نحن حزينون
أم سعداء
هل نشعر بالغربة
هل نشعر بالوحشة
كيف نعيش مع الله
وهنا يأتي القول الشافي من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم..المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا
نعم حبيبتي
أنا لك وأنت لي نعيش معا بأحلامنا وقلوبنا يؤلمني حزنك ويسعدني فرحك
أفخر بنجاحك وأحزن لفشلك
وكيف لا ونحن الجسد الواحد كما وصفنا رسول الله بأبي هو وأمي بقوله ..م-: (( « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» ))
فأخوف ما أخاف عليك التكبر والاغترار بالطاعة وقسوة القلب
فكم مرة رأينا عصاة ولم ندعو لهم حتى بل وفرحنا واغتررنا بطاعتنا
كم مرة رأينا مهمومين ولم نسألهم عن ماهية همهم حتى لانعكر مزاجنا ونجرح مشاعرنا.
كم مرة رأينا الدموع ولم نسأل عما وراءها..خوفا من طلبات منا ومساعدة.
كم وكم
ولكن لا آن الأوان حبيبتي
ولن أنتظرك أكثر
فأنا أعلم أن كبرياءك لن يسمح لك بالقدوم إلي والشكوى سآتيك بنفسي أشد عضدك وأشركك همك وخوفك
أنا قادمة لك أخيتي أحمل لك كل الخير والود
أحمل لك النصح الرقيق..والعفو الجميل
أحمل لك بذور السعادة لتنشريها في حياتك تملئي بها روحك ونفسك،
أمسح بيدي دمعك وأرسم بسمة الرضا على محياك
و اعلمي أخيتي أنني لست صاحبة فضل بذالك فحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أمرني بنصحك عندما قال لي
(ولعامة المسلمين وخاصتهم)
أختي الحبيبة ..ما نحن إلا ركاب سفينة ننجو جميعا أو نغرق جميعا فارأفي بي وخذي بيدي إلى شاطيء الأمان إلى شاطيء الطاعة والإحسان فربما تكونين لوح النجاة الوحيد وأنت لا تدرين.
ارحميني إن رأيتيني عاصية وتضرعي إلى الله أن يهديني ،فأنا لست سعيدة بمعصيتي ولا أحبها ولكنها قيود الشيطان وسلاسله فساعديني على فكها
وخذي بيدي ظالمة أو مظلومة،كما طلب منك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يارسول الله كيف ننصره ظالما قال بحجزه عن ظلمه..
أخيتي الحبيبة: لا تنتظريني حتى أبكي على عتبة بابك وأتسول منك مؤازرتك ومساعدتك بادري أنت إلي ،وهاتي يدك وأنقذيني من نفسي ،ولا تغرنك كثرة عبادتي فلاتعلمين مابقلبي من خوف وأسى ، وربما قد سقطت في غياهب الجب وأنت لاتدرين عن حالي شيئا،
ولاتنسي أن الكلمة الطيبة صدقة وأنها كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ها أنت ذا ترين وعد الله بالنتيجة فلا تبخلي بالبذل حبيبتي
أحدثك بعيون ملؤها الدموع..وقلب ملؤه الرجاء أن تصل رسالتي إلى قلبك
وسأبقى بانتظارك حبيبتي فربما تسقين حلما قديما منسيا في قلبي،
وتوقظين همة نامت على أعتاب الحياة ومصاعبها
فاطمة محمد عبود
- التصنيف: