اليوم عيدنا

منذ 2020-07-30

اليوم عيدنا؛ فافرحوا به وأظهروا الفرح والسرور والسعادة على مُحيَّاكم، والابتسامة والبِشْرَ على وجوهكم، واستشعروه بوجدانكم، وتواصلوا فيما بينكم محبةً وودًّا،

اليوم عيدنا

الحمد لله الكريم المنان، ذي الجود والإحسان، فارج الكرب غافر الذنب، ذي الطول لا إله إلا هو الرحيم المتعال، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

 

فيا عباد الله: اليوم عيدنا؛ فافرحوا به وأظهروا الفرح والسرور والسعادة على مُحيَّاكم، والابتسامة والبِشْرَ على وجوهكم، واستشعروه بوجدانكم، وتواصلوا فيما بينكم محبةً وودًّا، إن كان اليوم تصعب المصافحة، ويشق علينا العناق، واكتفينا من السلام بالنظر حتى نعود بحذر، لكن لا يمنع مقابلة الأحبة والأخوة والأصحاب بالترحيب والتهنئة، والابتسامة بكل حب وترحاب، وإن لم تتصافح أكفُّنا، فلتتصافَ قلوبنا.

 

إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» ؛ [رواه مسلم].

 

والفرحة لا تكتمل إلا بصفاء النفس تجاه الإخوة، فاليوم عيدٌ نصِلُ فيه كل قريب، ونجدد العهد بكل صديق، نصلح أنفسنا ونردها عن غيِّها.

 

يا أخا الإيمان، بادر بالاتصال، وقدم الاعتذار، واقبل الأعذار؛ فاليوم عيد فرح وسرور، لا مكان فيه للشحناء والبغضاء، إنما هو برٌّ بالوالدين، وصلة للأرحام، وإحسان للجيران، ننسى ما كان، ونصلح ما فسد، فلا أحد يعلم متى يرتحل؛ {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}  [البقرة: 237]، وأحق الناس بك أهل بيتك؛ فكن لهم أحبَّ حبيبٍ وأقرب قريب؛ قال عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»؛ [رواه الترمذي، حديث صحيح]، وكونوا لهم الفرح والسعادة في صورة إنسان.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

خير أعمالكم اليوم ذبح الأضحية فهي سُنَّةٌ، وقال بعض أهل العلم: واجبة على القادر، فهي قربة لله عز وجل القائل: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37]، ووقت الذبح بعد صلاة العيد إلى آخر أيام التشريق، وما لا يجزئ من الأضاحي أربع ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {أربع لا يجزئن: العوراء البيِّن عورها، والعرجاء البين ظَلْعُها، والمريضة البين مرضها، والكسير التي لا تُنقِي}؛ [رواه الدارمي، وإسناده صحيح].

 

ويُسنُّ من كان اليوم مضحيًا أن أول ما يأكله اليوم من أضحيته، ويسن أن يأكل ويُهدِي ويتصدق أثلاثًا؛ وقال عليه الصلاة والسلام: «كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث؛ ليتسع ذو الطَّولِ على من لا طَول له، فكلوا ما بدا لكم، وأطعموا وادخروا»؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح]، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، وهذا الحديث ناسخ لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث، وهي شبهة وجب التنبه لها.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

إن الحلال بيِّنٌ والحرام بيِّنٌ، فافرحوا بعيدكم فيما شُرع لكم، وأكثروا من ذكر ربكم في هذه الأيام، فهي أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، واتقوا الله تفلحوا، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين.

 

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، يُحمد في السراء والضراء، وفي العافية والبلاء، ولا يُحمد على كل حال سواه، وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

 

فاتقوا الله تعالى؛ فتقواه فيها الفلاح وبها تُنال رحمته، وقابلوا النعم بالشكر تدوم، وازدادوا لربكم طاعة، تزدادوا منه قربًا ومحبة، فإن أحبكم، فقد أفلحتم في الدنيا والآخرة.

 

أيها المسلمون: إن من أجلِّ العبادات لهذا اليوم ذبحُ الأضاحي، ولكل عبادة شروط لا تتحقق إلا بها، وللذكاة شروط؛ وهي:

أولًا: التسمية، وهي واجبة عند إرادة الذبح، وهي أن يوجه البهيمة للقبلة ويقول: بسم الله، والأكمل أن يقول: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا منك ولك.

 

ثانيًا: إنهار الدم، ولا يتحقق إلا بقطع الودجين، وإذا كان الذابح يذبح باليد اليمنى، فليضجعها على الجنب الأيسر، ثم يضع رجله على رقبتها، ثم يمسك برأسها ويذبح، وإذا كان الذابح أعسر، فليضجعها على الجنب الأيمن، ثم إن الأفضل أن تبقى قوائمها مطلقة لا تقيد ولا يمسك بها، وذلك أريح للبهيمة، وأشد في إخراج الدم من البدن.

 

ثالثًا: لا بد أن يكون الذابح عاقلًا؛ فإن المجنون لا تصح تذكيته ولو سمَّى؛ لأنه لا قصد له.

 

رابعًا: أن يكون مسلمًا، والأفضل أن يتولاها صاحبها، أو يوكل مسلمًا ويشهدها.

 

عباد الله: افرحوا بالعيد، فإن الفرح يجلو الأحزان، وينشط الأبدان لعبادة الرحمن.

__________________________________________
 

الداعية: أحمد بن علوان السهيمي

 

  • 2
  • 0
  • 2,258

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً