ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه
ينبغي للعبد إذا ابتلي بالوقوع في محل فيه فتنة ، وأسباب معصية ، أن يفر ويهرب غاية ما يمكنه؛ ليتمكن من التخلص من ذلك الشر، كما فر يوسف عليه السلام هاربا للباب
" ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه ! "
هذا جزء من حديث نبوي عظيم ، ينبغي تذكير الناس به ، وأن يتخذه المرء شعارا دائما في التعامل مع فتن الشهوات والشبهات ، التي عمت وطمت في عصرنا هذا .
فمشكلة الفتن هي في الخطوات الأولى ، وفتح الباب المؤدي إليها ، والذي من ولجه تاه وتخبط ، وسقط في بئر لا قرار لها ، أو بحر هائج إذا نزل فيه من لا يحسن العوم خطفته الأمواج وصار من المغرقين .
ومهما تكلم المتكلمون عن وسائل النجاة منها ، فتبقى الوسيلة الأنجح والأقوى هي البعد عن الفتن وأبوابها ووسائلها ، والمجانبة التامة لها بكل طريق ممكن ، وعدم اغترار المرء بنفسه ، وألا يظن أحد قط أنه قوي على الفتنة ، ومحصن من الوقوع فيها .
وهذا المعنى العظيم دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ، ومن لطائف الاستنباطات في تفسير قوله تعالى ( {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} ) أنه " ينبغي للعبد إذا ابتلي بالوقوع في محل فيه فتنة ، وأسباب معصية ، أن يفر ويهرب غاية ما يمكنه؛ ليتمكن من التخلص من ذلك الشر، كما فر يوسف عليه السلام هاربا للباب، وهي تمسك بثوبه وهو مدبر عنها " تفسير السعدي.
وفي فتنة الدجال - وهي أعظم فتنة تواجهها البشرية - قال النبي صلى الله عليه وسلم " «من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات ، أو لما يبعث به من الشبهات» "
وكم من مغرور بنفسه ، أو من استدرجه شيطانه وهواه ، فخاض لجج الفتن من باب الفضول ، أو حب الاستطلاع ، أو التجربة العابرة ، ظنا منه أن الخطب يسير ، وأن العاقبة مأمونة ، وأن خط الرجعة سهل ، فسقط في الوحل ، وتشرب الفتن حتى أدمنها ، وحيل بينه وبين الرجوع ( ألا في الفتنة سقطوا )
فاللهم عفوك وعافيتك !
- التصنيف: