براهين علوم القرآن لزيادة عطاء الإيمان - المقال الأول: المقدمة والهدف من البحث

منذ 2020-09-29

نظرا لما طرأ من حدة فى اختلاف العلماء بما عندهم المعارف والعلوم جعلت هدفى من هذا البحث : اتخاذ منهج سلف الأمة الصالح نبراسا للعمل فى مجال بيان الآيات العلمية والبراهين العلمية دون نزاع أو خلاف

 

أ.د./ حنفى مدبولى

مقدمة:

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم  الذى جاء بهداية الناس إلى رب العالمين عن طريق العلم وبعد:

الأغلبية الساحقة من المشتغلين والمتخصصين فى الكثير من العلوم الفيزيائية وعلوم الحياة ، وعلوم الشريعة من المحدثين([1]) متفقون على أن القرآن الكريم فيه اشارات علمية دقيقة لم تتوفر لها أدوات العلم لانكشافها وقت نزول الوحى ولعدة قرون تلت هذا التنزيل على قلب النبى محمد صلى الله عليه وسلم  . وهذه الآيات العلمية أجملها الله تعالى فى قوله ( {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [(93) سورة النمل] ، وفى قوله تعالى ( {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)} [سورة ص] ، وفى قوله تعالى ( {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [(53) سورة فصلت] . وجاءت الاشارة إليها فى مواضع كثيرة من السور والآيات عن الكثير من علوم الكون والفلك والطبيعة والحياة. 

وقد بين بعض علماء التفسير القدامى أن القرآن العظيم يحتوى على آيات علمية / أوغيبية فقد روى الطبري عن ابن أبي نجيح وابن جريج عن مجاهد، أنه قال في تفسير هذه الآية: {سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا}  قال: في أنفسكم والسماء والأرض والرزق ([2]).

ولقد نقل الإمام القرطبى عن عطاء وابن يزيد أن معنى (الآفَاقِ) المذكورة في الآية ( {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ} ) يعني أقطار السموات والأرض، من الشمس والقمر، والنجوم والليل والنهار، والرياح والأمطار، والرعد والبرق، والصواعق، والنبات والأشجار، والجبال والبحار، وغيرها (([3] وروى هذا عنهما عدد من أئمة التفسير ([4]) إلا أن علماء التفسير لم يخوضوا فى تفاصيلها العلمية فى ذلك الوقت.

وقد يتفاوت الفهم عند علماء التفسير من شخص إلى آخر، ومن جيل إلى آخر؛ ، بل لقد فهم - أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  والتابعون لهمبإحسان من سلف الأمة الصالح - ألفاظاً من كتاب االله تعالى بمفاهيم متعددة، ولذلك اختلف المفسرون أيضاًفي تفسير كثير من آيات القرآن الكريم([5]) وتعددت الأقوال في معنى الآية الواحدة وفى الحكم الواحد.

وحصر العلماء عدد الآيات التى بها اشارات علمية فى حوالى 1300 آية من جملة آيات القرآن الكريم([6]). وقد ذكر رب العزة سبحانه وتعالى هذه الآيات فى الآفاق وفى الأنفس منذ 1442 سنة بينما  تكشفت هذه الآيات للعلماء بعد اكتشاف أدوات العلم التى ساعدت على تبيانها منذ القرن التاسع عشر والقرن العشرين أى منذ قرنين من الزمان .

ومن هنا بدأ مصطلح (التفسير العلمى) لبعض آيات القرآن الكريم والتى تتكلم عن خلق الكون والحياة والإنسان وغيرها من الآيات التى بها اشارات علمية دقيقة. وتبنى هذا المصطلح بعض علماء التفسير المحدثين  كمـا صـنع طنطـاويجوهري في كتابه : "الجواهر" والشيخ الشعراوى فى خواطره عن القرآن الكريم بالرغم من أن الإمام الفخر الرازى فى تفسيره معالم الغيب أشار إلى نواحى استنتاجية من الآيات العلمية فى كتاب الله عز وجل لم يلتفت أيها  المشتغلون بعلوم الإعجاز العلمى /أو التفسير العلمى([7]).

يقول الدكتور صالح يحيى صواب([8]) أنني لم أجد من فسر كتاب االله تعالىفي ضوء الاكتشافات العلمية، ولربما تحدثوا عن الإعجاز دون الإشارة إلىإبطال بعض الأقوال أو تضعيفها أو غير ذلك، وربما أشار إليها بعض المفسرينالمعاصرين، لكنهم لم يبرزوها ولم يقارنوها بما قاله المفسرون القدامى، فلمتأخذ هذه الأقوال مكانها في كتب التفسير كما ينبغي أن يكون، وبقيالمفسرون في جانب وعلماء الإعجاز العلمي في جانب آخر، فهذا متخصصفي التفسير، وهذا متخصص في الإعجاز العلمي، بل - ومع الأسف – فإنبعض المتخصصين في الدراسات القرآنية لا يزالون ينتقدون علماء الإعجازالعلمي إلى اليوم في كثير من القضايا، مما أوجد فجوة بين الطرفين، وجعلالقارئ في حيرة واضطراب في اختيار القول الصحيح بين ما قاله المفسرونوما قاله المتخصصون في الإعجاز العلمي.

وبعد الاطلاع على كتب المفسرين رأيت من بعضهم ترجيح قولا يصطدم مع مكتشفات العلم رغم سردهم لقول آخر يتفق مع هذه المكتشفات إلا إنهم جعلوه مرجوحا كاختلافهم فى معنى البحر المسجور.

ومن أجل بيان أهمية الربط بين أقوال المفسرين والمكتشفات العلمية الدقيقة وجب علينا اعادة النظر فى معطيات الأبحاث العلمية  أوالمكتشفات العلمية وآراء المفسرين سواء من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين أو من التابعين لهم أو ممن نقل عنهم من المفسرين القدامى وحتى وقتنا المعاصر. وهذا الربط لابد أن ينبنى على حقائق العلم وليس على الفرضية أو النظرية العلمية مع البقاء على المفهوم اللغوى للمصطلح العلمى بحده وموضعه فى كتاب الله عز وجل وبما هو معلوم من لغة  العرب - سواء كان اللفظ حمالا لعدة أوجه([9])أو وجها أو وجهين- للأخذ بالقول الراجح وترك المرجوح بما يتفق مع معطيات العلم الحديث.   

 

الهدف من هذا البحث:

 

نظرا لما طرأ من حدة فى اختلاف العلماء بما عندهم المعارف والعلوم جعلت هدفى من هذا البحث : اتخاذ منهج سلف الأمة الصالح نبراسا للعمل فى مجال بيان الآيات العلمية والبراهين العلمية دون نزاع أو خلاف بين المشتغلين سواء فى التفسير العلمى أو الإعجاز العلمى أو بين كلا الفريقين.

قال الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة:  أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، والاقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة.وترك الخصومات ، وترك الجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدالوالخصومات في الدين. ولبيان هذا الهدف وضعت فى بحثى هذا العناصر التالية:

عناصر هذا البحث:

    1. اختلاف الصحابة اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد
    2. الصحابة عدول وليسوا بمعصومين من الخطأ
    3. تحرير الخلاف في قول الصحابي
    4. اختلافهم فى تأويل بعض الأحكام الفقهية
    5. اختلافهم فى تأويل بعض آيات الصفات
    6. اختلافهم فى تأويل بعض الآيات التى فيها اشارات علمية
    7. احترام الخلاف فى الأراء دون تبديع أو تفسيق أو تجريح

 

  1. اختلاف الصحابة اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد

 

منهج أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة أن الخلاف بين أهل الإسلام في فهم كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم  -وإن كان واسعا- فإنه بحمد لله لم يوجب شقاقا ولا نزاعا؛ لأنه بقي في دائرة البحث العلمي والنظر الفقهي، الذي تتعدد فيه الرؤى وتتنوع الاعتبارات، وهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  وسلف الأمة من القرون المفضلة، ثم من تبعهم من علماء المسلمين وأئمة الدين، لم يقع بينهم شقاق أو نزاع، يخرج عن دائرة الاجتهاد والنظر في فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم  لأنهم متفقون على أصول الاعتقاد، وأصول العبادة، وأمهات المسائل الشرعية، والخلاف الذي وقع بينهم سائغ في أصله، لم يوجب أن يضلِّل أو يُبَدِّع بعضهم بعضا.

قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية: الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب مايصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع، لا اختلاف تضاد([10])... ثم ذكر -رحمه الله- أن اختلاف التنوع يرجع إلى أمرين: الأول: أن يعبر كل واحد من السلف بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على المعنى في المسمى غير المعنى الآخر، مع اتحاد المسمى مثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم فيقول بعضهم: بأنه هوالقرآن أواتباع القرآن، ويقول آخر: هوالإسلام، أودين الإسلام، ويقول آخر: هو السنة والجماعة، ويقول آخر: طريق العبودية، أوطريق الخوف والرجاء والحب، أوامتثال المأمور واجتناب المحظور، أومتابعة الكتاب والسنة أوالعمل بطاعة الله أو نحوهذه الأسماء والعبارات ... والثاني: أن يذكر كل واحد من السلف الاسم العام ببعض أنواعه على سبيل التمثيل، وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه، مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ (الخبز) فأُري رغيفاً وقيل له: هذا فالإشارة إلى نوع هذا، لا إلى هذا الرغيف وحده([11]). وقال: ومن هنا يظهر أن هذا النوع من الاختلاف - وهوالغالب على ما ينقل عن الصحابة من اختلاف في التفسير- لا أثر له في الاختلاف في استنباط الأحكام من الآيات ، وتنازع الأمة من بعدهم في ذلك، فضلاً أن يكون سبباً لنشأة الفرق والنحل، والمدارس الفلسفية والكلامية كما يدعي الرافضة.

أما اختلاف الصحابة الراجع إلى القسم الثاني وهواختلاف التضاد فما يثبت عنهم من ذلك سواء في التفسير، أوفي الأحكام، فقليل وهو ليس في الأصول العامة المشهورة في الدين، وإنما في بعض المسائل الدقيقة التي هي محل اجتهاد ونظر. ويقول :... ثم اختلاف الصحابة في الجد والإخوة، وفي المشركة ونحوذلك لايوجب ريباً في جمهور مسائل الفرائض([12]). وهذا النوع من الاختلاف بين الصحابة -- رضي الله عنه -- لم يكن سبباً في تفرقة الأمة ، ونشأة البدع كما زعم الرافضة ، ذلك أنه لم يكن في الأصول العامة لهذا الدين، التي حصل الخلاف فيها بين أهل السنة وأهل البدع ، وإنما كان في مسائل جزئية ودقيقة، الاجتهاد فيها سائغ والخطأ فيها مغفور، لأنه ناشئ عن اجتهاد من غير تعمد للمخالفة، وقد ثبت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم  أن أفراداً منهم أخطأوا في بعض المسائل مجتهدين، كما في قصة عدي بن حاتم -- رضي الله عنه -- لما اتخذ عقالين أحدهما أسود، والآخر أبيض، فجعل ينظر إليهما([13]) ظناً منه أن هذا هوالمقصود من قوله تعالى: { {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} } (سورة البقرة آية 187.)

 واختلف الصحابة إلى فريقين في فهم قصد النبي صلى الله عليه وسلم  من قوله: (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة([14]) ، فصلى فريق منهم في الطريق، وفريق آخر لم يصل إلا في بني قريظة.

كما حصل لبعضهم - رضي الله عنهم - بعض المخالفات متأولين، كما في قصة حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه  ([15])، ومع هذا لم يؤثمهم النبي صلى الله عليه وسلم  أغير الأمة على دين الله، لأن أخطاءهم نشأت عن اجتهاد أو تأويل، قد رفع الحرج فيه عن الأمة.

 وقال الامام قوام السنة: «إنا وجدنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  ورضي عنهم اختلفوا في أحكام الدين، فلم يفترقوا، ولم يصيروا شيعاً، لأنهم لم يفارقوا الدين، ونظروا فيما أذن لهم([16]) فإذا كان التنازع منتفياً في حقهم، بل الثابت عنهم هوالتآلف والاتفاق، والمحبة والتواد، كما وصفهم ربهم بقوله:( {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [(29) سورة الفتح] .ولم يكن أبدا  اختلافهم في الاجهتاد سبب في تنازع الأمة وتفرقها.  بل إن الأمة استفادت بسبب اختلاف الصحابة في الاجتهاد، مع عدم التفرق والتمزق، من الدروس والعبر، ما كان سبباً في اجتماع الأمة لا تفرقها، ووحدتها لا تمزقها.  

عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: (ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  لم يختلفوا([17]). وقال القاسم بن محمد -رحمه الله-: (لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم، إلا رأى أنه في سعة ورأى خيراً منه قد عمله) ، وقال أيضاً: (لقد أعجبني قول عمر بن عبد العزيز: ما أحب أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم  لم يختلفوا، لأنه لوكان قولاً واحداً، كان الناس في ضيق، وإنهم أئمة يقتدى بهم، فلو أخذ بقوله رجل منهم كان في سعة([18])

 

  1. الصحابة عدول وليسوا بمعصومين من الخطأ:

 

التلقي عن الصحابة والاحتجاج بأقوالهم، هي مسألة أصولية بسطت في محلها من كتب الأصول ولها قيود وضوابط، ومن المهم أن نعلم أن الاحتجاج بأقوالهم، ليس لأنهم بشر مقدس لا يخطئ، بل هم يخطئون ويصيبون، ويؤخذ من قولهم ويرد، لا يختلف في ذلك أهل العلم، وإنما كان لأقوالهم في تفسير كلام الله تعالى مزية عن غيرهم لأمور، من أهمها:

أولا: أنهم أهل اللغة العربية الناطقون بها والتى نزل بها القرآن ، فكانوا أولى بفهم كلام الله عن غيرهم.

ثانيا: أنهم قد عايشوا التنزيل وأسبابه ومواقعه، وهذه مزية تجعلهم أعلم بمعاني الكلام، ومراد المتكلم به.

ثالثا: أنهم لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم  وطول ملازمتهم له، كانوا أعلم الناس بهذه الشريعة ([19]).

عدالة الصحابة هي:

الصحابة رضوان الله عليهم لا يتعمدون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم  لما اتصفوا به من قوة الإيمان والتزام التقوى والمروءة وَسُمُوِّ الأخلاق والترفع عن سفاسف الأمور. وليس معنى عدالة الصحابة أنهم معصومون من المعاصي أو من السهو أو الغلط فإن ذلك لم يقل به أحد من أهل العلم، ولم يخالف في عدالتهم إِلاَّ شذاذ من المبتدعة وأهل الأهواء([20]).وتواتر عنه صلى الله عليه وسلم  قوله: “ «خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قالَ عِمْرانُ: لا أدْرِي: ذَكَرَ ثِنْتَيْنِ أوْ ثَلاثًا بَعْدَ قَرْنِهِ - ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ، يَنْذِرُونَ ولا يَفُونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ، ويَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ، ويَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ» ([21]

وقال ابن الصلاح:” إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة. ومن لابس الفتن منهم : فكذلك ؛ بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع ، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر ، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة(([22]

ويقول النووي رحمه الله : “الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتنة وغيرهم، بإجماع من يعتد به([23])” . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : “اتفق أهل السنة على أن الجميع – أي الصحابة- عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة([24])” ,وقال ابن القيِّم: ” قد يغلط في مسمى العدالة فيظن أن المراد بالعدل من لا ذنب له، وليس كذلك، بل هو عدل مؤتمن على الدين، وإن كان منه ما يتوب إلى الله منه، فإن هذا لا ينافي العدالة كما لا ينافي الإيمان والولاية([25])”

 

[1]) أول مؤتمر عقد عن الإعجاز العلمى فى القرآن والسنة كان فى اسلام أباد فى الفترة من 18 – 21 أكتوبر لعام 1987 م

[2]) ( الطبري 20/18

[3]) القرطبي 15 / 374 - 375 .

[4]) انظر: الطبري 25 / 24 ؛ أبو حيان 7/ 505 ؛ الخازن في مجموعة من التفاسير 5/ 395 ؛الشوكاني 4/ 523 .

[5]) مقدمة في أصول التفسير ص .٢٩

[6]) عدد آيات القرآن هو 6236 آية وأنه نزل في 23 سنة.. ولكن الذي يتأمل القرآن يجد أن هناك آيات لم ترقم وهي البسملات ال 112 في مقدمات سور القرآن.. فجميع سور القرآن بدأت ب (بسم الله الرحمن الرحيم) ما عدا سورة التوبة. ولذلك نجد أن بعض قراء القرآن يعتبر أن البسملة آية من كل سورة.

فإذا أضفنا هذه البسملات لعدد الآيات.. سوف نجد عدد آيات القرآن مع البسملات جميعاً هو 6236 + 112 = 6348 آية

 

 

[7]) كاشارته لعلم الوراثة عندما تكلم عن تفسير قوله تعالى(وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ) .. لأن الإنسان يحتاج إلى التمييز بين الأشخاص ليعرف صاحب الحق من غيره والعدو من الصديق ليحترز قبل وصول العدو إليه، وليقبل على الصديق قبل أن يفوته الإقبال عليه، وذلك قد يكون بالبصر فخلق اختلاف الصور وقد يكون بالسمع فخلق اختلاف الأصوات، وأما اللمس والشم والذوق فلا يفيد فائدة في معرفة العدو والصديق فلا يقع بها التمييز، ومن الناس من قال المراد اختلاف اللغة كالعربية والفارسية والرومية وغيرها والأول أصح، ثم قال تعالى: {لأيات للعالمين} لما كان خلق السموات والأرض لم يحتمل الاحتمالات البعيدة التي يقولها أصحاب الطبائع واختلاف الألوان كذلك واختلاف الأصوات كذلك قال: {للعالمين} لعموم العلم بذلك.

[8]) الدكتور صالح يحيى صواب (أثر الاكتشافات العلمية في تفسير القرآن الكريم) مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية العدد الخامس (جمادى الآخرة ١٤٢٩ه)

[9]) لفظ (فإنه رجس) المذكور عن لحم الخنزير يحمل ثلاثة معانى القذر والنجس ومنه الضرر وكلها متحققة فى تجريم لحم الخنزير

[10]) انظر: مجموع الفتاوى 6/ 58

[11]) (مقدمة في أصول التفسير لشيخ الاسلام ابن تيمية ص1 - 12،... ومجموع الفتاوى 13/ 381 – 382).

[12]) (مقدمة التفسير ص17.)

[13]) الشيخان البخارى ومسلم (صحيح البخاري: (كتاب الصوم، باب قول الله تعالى:... {وكلوا واشربوا} الآية)، فتح الباري 4/ 133، ح1916، وصحيح... مسلم: (كتاب الصوم، باب أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر)... 2/ 766.))

[14]) (البخاري من حديث ابن عمر: (كتاب المغازي، باب مرجع... النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب) فتح الباري 7/ 48، ح4119.)

[15]) (انظر: الحديث في هذا في صحيح البخاري: (كتاب استتابة المرتدين، باب... ما جاء في المتأولين) فتح الباري 12/ 34، ح 939، صحيح مسلم:... (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر... ) 4/ 1941،... ح2494.)،

[16]) (الحجة في بيان المحجة 2/ 227 – 228).إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة (المتوفى: 535هـ) المحقق: محمد بن ربيع بن هادي عمير المدخلي الناشر: دار الراية - السعودية / الرياض الطبعة: الثانية، 1419هـ - 1999م

[17]) (نقله شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 3/ 8، والشاطبي في الموافقات... 4/ 125.) وفي رواية أخرى عنه: (ما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم). (ذكره الشاطبي في الموفقات 4/ 125.)

[18]) قال الشاطبي-رحمه الله-: «وبمثل ذلك قال جماعةمن العلماء». (ذكره الشاطبي في الموفقات 4/ 125.)

[19]) د. ناصر بن محمد الماجدعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي http://www.islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-97253.htm

[20]) أبو شهبة، محمد، دفاع عن السنة ورد شبه المستشرقين والكتاب المعاصرين، مكتبة السنة، الطبعة الأولى 1989م، صفحة (92).

[21]) أخرجه البخارى بسنده عن عمران بن حصين البخاري الصفحة أو الرقم: 6695 وهو في الصحيحين وكتب السنن المعتمدة. وفى جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلىالصفحة أو الرقم: 2/477 https://www.dorar.net/hadith/sharh/79751 

[22] ) “علوم الحديث” (ص171)

[23]) التقريب والتيسير” (ص92)                                                                                                                          

[24]) الإصابة في تمييز الصحابة  (1/10).

[25]) (مفتاح دار السعادة (1/463))

حنفي محمود مدبولى

- عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي فى القرآن والسنة

  • 1
  • 0
  • 4,873
 
المقال التالي
المقال الثاني : العصمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً