مواقف النبل والشرف في حياة النبي صلي الله عليه وسلم
الرجولة مروءة وشهامة الرجوله أن تكون صادقا مع الله تعالي أن تقول الحق وأن تحكم بالعدل وأن تتحمل في سبيل الله ولا تأخذك في الله لومة لائم
أيها الإخوة المؤمنون عاش العرب في الجاهلية قبل الإسلام حياة طويلة عاشوا فيها بعادات وتقاليد وأخلاق منها ما هو محمود ومنها ما هو مذموم
كانوا يأكلون الميتة ويئدون البنات ويعبدون الأوثان ويشربون الخمر ويقطعون السبيل ويأكل القوي فيهم الضعيف..
هذه العادات وهذه الأخلاق المذمومة عمل الإسلام علي الخلاص منها أما عادات العرب وأخلاق العرب المحمودة فكان منها الكرم والشهامة والشرف والنبل والرجولة وعزة النفس وهذه العادات وهذه الأخلاق مدحها الإسلام وأقرّ العرب عليها ورغب في المزيد منها...
رغب الإسلام في أن يكون المسلم
في قوله وفي فعله وفي سلوكه رجلاً نبيلا شريفا شهماً شجاعاً قوي الشكيمة عزيز النفس يفعل الخيرات ويأتي الصالحات ويتعفف عن مواضع التهم وينزه نفسه عن المنكرات ويبذل المعروف عن طيب نفس منه..
أسوته وقدوته في ذلك سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلي الله عليه وسلم وقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِى طَلْحَةَ عُرْىٍ فِى عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا »
وعن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أشجع الناس وكنا إذا حمي الوطيس اتقينا به صلي الله عليه وسلم
الإسلام يربي في المسلم أن يكون رجلاً ونعني بالرجولة هنا تلك القوة الروحية التي تدفع صاحبها لأن يتحصل علي نصيب الأسد من الفضائل والمكارم والمعالي هو يرحم الصغير ويوقر الكبير لأنه رجل شهم
هو يحفظ الرأس وما وعي ويحفظ البطن وما حوي ويستحي من الله تعالي حق الحياء لأنه رجل شهم
هو لا يلعن هو لا يطعن هو لا يسب ولا يشتم هو لا يغمز ولا يلمز ولا يظلم ولا يبغي ولا يجهل ولا يرفث ولا يفسق ولا يصخب لأنه رجل شهم
هو لا يمد يده علي ما ليس له ولا يطمع ولا يمد عينيه إلي ما متع الله به أزواجاً من الناس لأنه رجل شهم .
الرجولة والبطولة والشرف الشهامة في الاسلاظ أن يكون نصيبك هو الأوفر من مكارم الأخلاق وصالح الأعمال الرجولة البطولة الشهامة أن يكون بينك وبين ما لا يحبه الله كما بين المشرق والمغرب
نعني بالرجولة تلك القوة النفسية التي تجعل من المرء كبيرا في صغره وتجعل منه غنيا في فقره وتجعل منه قويا في ضعفه قد يكون أشعث أغبر ذو طُمرين لا يبالي الناس به لكنه عند ربه رجلاً بطلاً يوزن بمائة ألف من الناس أو يزيدون
مر رجل من وجهاء القوم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو بين أصحابه فقال ما تقولون في هذا قالوا حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع وإن قال أن يسمع . فسكت النبي عليه الصلاة والسلام حتي مر به رجل من فقراء المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه ما تقولون في هذا قالوا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا خير من ملء الأرض مثل هذا )
رجولة المسلم وشهامته لا تقاس
بالطول ولا تقاس بالعرض رجولة المسلم وشهامته لا تقاس بسنوات العمر فليس كل من طرّ شاربه رجلاً وليس كل من نبتت لحيته رجلاً فكم من طويل عريض عظيم الخلقة سمين يوضع في الميزان يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة واقرؤا إن شئتم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }
إنما الرجولة أخلاق
الرجولة مروءة وشهامة الرجوله أن تكون صادقا مع الله تعالي أن تقول الحق وأن تحكم بالعدل وأن تتحمل في سبيل الله ولا تأخذك في الله لومة لائم.. وهذا ما زرعة الرسول بفعله وقوله في النفوس المؤمنه
في بيت من بيوتات المدينة
اجتمع عمر بن الخطاب بناس من أصحابه فقال تمنوا فقال أحدهم أتمني أن تمنى أن يكون معي ملء هذا البيت جواهر فأنفقها في سبيل الله.فيقول الآخر: أتمنى أن يكون معي ملء هذا البيت ذهباً أنفقه في سبيل الله.فيقول عمر : لكني أتمنى أن يكون معي ملء هذا البيت رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولي أبي حذيفة أستعملهم جميعاً في طاعة الله.
أيها الكرام إن بين الله وبين المؤمنين بيعة مفادها قول الله تعالي ( {إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } ) المشتري هو الله والبائع فيها هو المؤمن والسلعة هي الأنفس والأموال والثمن هو الجنة .. الله تعالي يعلمنا أن الرجال من المؤمنين هم الذين يصدقون الله في بيعتهم وليس كل الناس رجال
بأمثال هؤلاء الرجال تحيا الأمم وتتقدم الدول الرجل منهم يساوي ألفاً وقد يزن الرجل منهم شعباً بأسره وقد قيل رجل ذو همه يحي أمة .
الخطبة الثانية
بقي لنا في ختام الحديث عن الشهامة والرجولة والنبل والشرف كصفة من صفات المؤمن قدوته فيها رسول الله صلي الله عليه وسلم والصحب الكرةم بقي لنا أن نقول إن الرجولة مواقف الرجولة أفعال وليست أقوال ليست مناظر ليست مظاهر ومن هنا كان لكثير من النساء مواقف بطوليه مواقف رجولية مواقف شرف فاقت بسببها كثيرا من الرجال
فالمرأة التي تقوم من الليل فتتوضأ وتصلي ثم توقظ زوجها ليتوضأ ويصلي موقفها هذا موقف بطولي موقف رجولي المرأة التي تصوم شهرها وتصلي خمسها وتحفظ فرجها وتسمع وتطيع لزوجها موقفها هذا يدل علي شهامتها وبطولتها
المرأة التي يموت عنها زوجها فتترمل علي عيالها فتعلمهم وتأدبهم وتحسن إليهم هذا برهان علي شهامتها وأصالة معدنها
المرأة التي تصبر مع زوجها علي ضيق ذات اليد وتصبر علي قلة المال من غير أن تحمله ما لا يطيق ومن غير أن تطالبه بما لا يملك هذا دليل علي شهامتها ومروءتها
المرأة التي تحافظ علي بيتها وتتكتم علي أسرار بيتها وتستر عيوب زوجها وتنشر بين الناس الحسنات المرأة التي إن نظر إليها زوجها سرته وإن أمرها أطاعته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وفي ماله وعياله هذه امرأة أصيلة وهي خير النساء كما أشار إلي ذلك حديث النبي صلي الله عليه وسلم ورحم الله من قال:
فلو كان النساء كمن ذكرنا ** لفضلت النساء علي الرجال
فما التأنيث لاسم الشمس عيب ** ولا التذكير فخر للهلال .
- التصنيف: