الهمم العالية للصحابة رضي الله عنهم

منذ 2020-11-17

عنه رضي الله عنه، قال: " «كنت أبيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم، آتيه بوضوئه فقال: ((سلني))، قلتُ: مرافقتك في الجنة، قال: ((أو غير ذلك))، قلتُ: هو ذاك، قال: ((فأعنِّي على ذلك بكثرة السجود))» ؛ [أخرجه أبو داود].

{بسم الله الرحمن الرحيم }

اغتنام الفرص لسؤال المغفرة:

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للأنصار رضي الله عنهم: ((والله، لا تسألوني اليوم شيئًا إلا أعطيتكموه))، فماذا سألوا ؟ قالوا: اغتنموا الأمر، واسألوا الرسول عليه الصلاة والسلام أن يدعو لكم بالمغفرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: شقَّ على الأنصار النواضح، فاجتمعوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، يسألونه أن يكري لهم نهرًا سيحًا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «((مرحبًا بالأنصار، مرحبًا بالأنصار، والله لا تسألوني اليوم شيئًا إلا أعطيتكموه، ولا أسألُ الله لكم شيئًا إلا أعطانيه))، فقال بعضهم لبعض: اغتنموها، وسلوا المغفرة، فقالوا: يا رسول الله ادْعُ الله لنا بالمغفرة، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار))» ؛ [أخرجه أحمد].

أمنية عمر رجالٌ مثل أبي عبيدة ومعاذ وحذيفة وسالم رضي الله عنهم:

عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأصحابه "تمنوا فقال بعضهم: أتمنَّى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله، وأتصدَّق، وقال رجل أتمنَّى لو أنها مملوءة زبرجدًا وجوهرًا، فأنفقه في سبيل الله وأتصدَّق، فقال عمر: أتمنَّى لو أنها مملوءة رجالًا مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان[أخرجه الحاكم]

طلب ربيعة الأسلمي رضي الله عنه مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة:

عنه رضي الله عنه، قال: " «كنت أبيتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم، آتيه بوضوئه فقال: ((سلني))، قلتُ: مرافقتك في الجنة، قال: ((أو غير ذلك))، قلتُ: هو ذاك، قال: ((فأعنِّي على ذلك بكثرة السجود))» ؛ [أخرجه أبو داود].

تمنِّي عوف بن مالك رضي الله عنه الموت ليدعو له الرسول عليه الصلاة والسلام:

عن عوف بن مالك رضي الله عنه، قال: " «سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى على جنازة، يقول: ((اللهم اغفر له، وارحمه، واعف عنه، وعافه، وأكرم نزله، ووسِّع مدخله، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقِّه من الخطايا، كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وقِهِ فتنة القبر، وعذاب النار))، قال عوف: فتمنَّيْتُ أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الميت» "؛ [أخرجه مسلم].

طلب عكاشة رضي الله عنه أن يكون مع السبعين الألف الذين يدخلون الجنة:

عن ابن عباس رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «((يدخل الجنة من أُمَّتي سبعون ألفًا بغير حساب))، فقال عكاشة بن محصن رضي الله عنه: يا رسول الله، ادْعُ الله أن أكون منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت منهم)) فقام آخر، فقال ادعُ أن أكون منهم، قال:(سبقك بها عكاشة)» [متفق عليه]

 طلب عمير بن الحمام رضي الله عنه أن يكون من أهل الجنة:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «((قوموا إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض))، فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: ((نعم))، فقال: بخ بخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك على قول بخ بخ؟)) قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: ((فإنك من أهلها))، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم رمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل» "؛ [أخرجه مسلم].

الصبر على الحاجة والفاقة رغبة في المسابقة إلى الجنة:

جاء ثلاثة نفر إلى عبدالله بن عمرو بن العاص، فقالوا: "يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيءٍ، لا نفقة، ولا دابَّة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسَّر الله، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم؛ فإني سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: « ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا))» ، قالوا: فإنا نصبر لا نسألُ شيئًا"؛ [أخرجه مسلم].

محبة عمرو بن تغلب رضي الله عنه للكلمة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام:

عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى بمال، أو سبي، فقسمه، فأعطى رجالًا وترك رجالًا، فبلغه أن الذين تَرَكَ عتبوا، فحمد الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: (أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل، وأدعُ الرجل، والذي أدْعُ أحَبُّ إليَّ من الذي أُعطي ولكن أُعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأكِلُ أقوامًا إلى ما جعل في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو بن تغلب) فوالله ما أُحِبُّ أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمر النعم» [أخرجه البخاري]

غبطة ابن مسعود للمقداد رضي الله عنهما:

«عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحَبُّ إليَّ مما عُدِلَ به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى ﴿ {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا}  ﴾ [المائدة: 24]؛ ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أشرق وجهُه وسرَّه؛ يعني: قوله» "؛ [أخرجه البخاري].

الشجاعة من أجل الفوز بالجنة:

عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: « سمِعتُ أبي تجاه العدو يقول: سمِعْت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن السيوف مفاتيح الجنة))، فقال له رجل رثُّ الثياب: يا أبا موسى، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فسلَّ سيفَه وكسر غمده، والتفت إلى أصحابه، وقال: أقرأ عليكم السلام، ثم تقدَّم إلى العدوِّ فقاتل حتى قُتِل» "؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

                                       كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 3
  • 0
  • 3,496

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً