اليقين بالموت
قال أبو حامد الغزالي " كل نفس من الأنفاس يمكن أن يكون فيه الموت فجأة ، فإن لم يكن الموت فجأة فيكون المرض فجأة ، ثم يفضى إلى الموت"
من جميل ما نقل عن التابعي الجليل الحسن البصري - رحمه الله - قوله
" ما رأيت يقيناً لا شك فيه ، أشبه بشك لا يقين فيه من الموت "
وصدق رحمه الله ، فمن الحقائق اليقينية المتفق عليها بين سائر البشر ، ولا يمكن لأحد أن يشكك فيها حتى لو كان من أعتى الملحدين : أننا جميعا سنموت ، طال العمر أم قصر .
ومع ذلك فجلنا يتعامل مع تلك الحقيقة بمنطق عقلي بارد ، حيث نجزم بها لكننا نستبعدها ، أو نتعمد تجاهلها ، وربما كرهنا تذكرها ، وصحيح أننا نراها تصيب غيرنا ، ويتخطف الناس من حولنا ما بين حين وآخر ، لكننا نعلل النفس أنها بعيدة عنا ، وما يزال في العمر متسع ، وفي الأجل بقية .
ولعل في كثرة المتوفين بكورونا هذه الأيام من الشباب والشيوخ - رحمهم الله أجمعين - عظة وعبرة ، وتذكيرا للنفس الغافلة ، والمسكونة بطول الأمل أنه حتى لو افترضنا أن الموت لن يأتي فجأة ، فالمرض يداهم الناس فجأة ، ودونما مقدمات ، ومن يضمن ألا يفضى المرض إلى الموت .
قال أبو حامد الغزالي " كل نفس من الأنفاس يمكن أن يكون فيه الموت فجأة ، فإن لم يكن الموت فجأة فيكون المرض فجأة ، ثم يفضى إلى الموت، فما لك - يا نفس - لا تستعدين للموت وهو أقرب إليك من كل قريب " إحياء علوم الدين 4 / 417 .
- التصنيف: