سطور في سيرة الحجاج الثقفي (4)
** وَعَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانَ قَالَ: أَحْصُوا مَا قَتِلِ الحَجَّاجُ صَبْرًا ، فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ قَتِيلٍ. [رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ].
{بسم الله الرحمن الرحيم }
** وعن مالك بن أوس بن الحدثان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه قال: "الشاب الذيال الميال أمير المِصرين [المصر البلدان. ويريد بهما الكوفة والبصرة]؛ يلبس فروتها، ويأكل خضرتها، ويقتل أشراف أهلها، يشتد منه الفرق، ويكثر منه الأرق، ويسلطه الله على شيعته". [رواه البيهقي في "الدلائل"].
** وعن أم حكيم بنت عمرو بن سنان الجدلية؛ قالت: "استأذن الأشعث بن قيس على علي -رضي الله عنه-، فرده قنبر، فأدمى أنفه، فخرج علي -رضي الله عنه-، فقال ما لك وله يا أشعث؟! أما والله لو بعبد ثقيف تحرشت لاقشعرت شعيرات استك. قيل له: يا أمير المؤمنين ومن عبد ثقيف؟ قال: غلام يليهم لا يبقى أهل بيت من العرب إلا ألبسهم ذلا. قيل: كم يملك؟ قال: عشرين إن بلغ". [رواه الطبراني].
** وعن هشام بن حسان؛ قال: قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-: "لو أن الأمم تخابثت يوم القيامة، فأخرجت كل أمة خبيثها، ثم أخرجنا الحجاج؛ لغلبناهم". [رواه أبو نعيم في "الحلية"، ورواه البيهقي من حديث هشام بن يحيى الغساني عن عمر بن عبد العزيز بنحوه.]
** وقال ابن أبي الدنيا وإبراهيم الحربي: حدثنا سليمان بن أبي سنح: حدثنا صالح بن سليمان؛ قال: قال عمر بن عبد العزيز: "لو تخابثت الأمم، فجاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج؛ لغلبناهم، وما كان الحجاج يصلح لدنيا ولا لآخرة، لقد ولي العراق وهو أوفر ما يكون في العمارة، فأخس به إلى أن صيره إلى أربعين ألف ألف، ولقد أدى إلي عمالي في عامي هذا ثمانين ألف ألف، وإن بقيت إلى قابل؛ رجوت أن يؤدى إلي ما أدي إلى عمر بن الخطاب مائة ألف وعشرة آلاف ألف".
** وعن عمرو بن عثمان عن أبيه عن جده؛ قال: كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى عدي بن أرطاة: "بلغني أنك تستن بسنة الحجاج، فلا تستن بسنته؛ فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها، وكان لما سوى ذلك أضيع". [رواه أبو نعيم في "الحلية"].
** وَعَنْ هِشَامِ بنِ حَسَّانَ قَالَ: أَحْصُوا مَا قَتِلِ الحَجَّاجُ صَبْرًا ، فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ قَتِيلٍ. [رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ].
** وقال الأصمعي: "حدثنا أبو عاصم عن عباد بن كثير عن قحدم؛ قال: أطلق سليمان بن عبد الملك في غداة واحدة أحدا وثمانين ألف أسير كانوا في سجن الحجاج، وقيل: إنه لبث في سجنه ثمانون ألفا، منهم ثلاثون ألف امرأة، وعرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفا لم يجب على أحد منهم قطع ولا صلب، وكان فيمن حبس أعرابي وجد يبول في أصل ربض مدينة واسط، وكان فيمن أطلق، فأنشأ يقول:
إذا نحن جاوزنا مدينة واسط ... خرينا وصلينا بغير حساب
[ذكره ابن كثير في "تاريخه"].
** وقال الرياشي: حدثنا عباس الأزرق عن السري بن يحيى؛ قال: مر الحجاج في يوم الجمعة، فسمع استغاثة، فقال: ما هذا؟ فقيل: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر. فقال: قولوا لهم: اخسؤوا فيها ولا تكلمون. قال: فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة، حتى قصمه الله قاصم كل جبار".
وعن الشعبي: أنه قال: "يأتي على الناس زمان يصلون فيه على الحجاج". [رواه ابن عساكر في "تاريخه"].
في الحجاز
** عن أبي الصديق الناجي؛ قال: "لما ظفر الحجاج بابن الزبير فقتله ومثل به، ثم دخل على أم عبد الله، وهي أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-، فقالت: كيف تستأذن علي وقد قتلت ابني؟! فقال: إن ابنك ألحد في حرم الله فقتلته ملحدا عاصيا، حتى أذاقه الله عذابا أليما، وفعل به وفعل. فقالت: كذبت يا عدو الله وعدو المسلمين! والله لقد قتلته صواما قواما برا بوالديه حافظا لهذا الدين؛ ولئن أفسدت عليه دنياه لقد أفسد عليك آخرتك، ولقد حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنه يخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما أشر من الأول، وهو المبير، وما هو إلا أنت يا حجاج" رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى، والحاكم، وهذا لفظه، وزاد في رواية له: "فقال الحجاج: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصدقت، أنا المبير، أبير المنافقين". [قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه"].
** وعن أبي المحياة عن أمه؛ قالت: لما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-؛ دخل على أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- فقال: يا أمه! إن أمير المؤمنين أوصاني بك؛ فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية، وما لي من حاجة، ولكن انتظر حتى أحدثك ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سمعته يقول: (يخرج من ثقيف كذاب ومبير)، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت. فقال الحجاج : مبير المنافقين. [رواه البيهقي].
** وعن مجاهد؛ قال: قال لي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: انظر إلى المكان الذي به ابن الزبير؛ فلا تمر بي عليه. قال: فسها الغلام؛ فإذا ابن عمر ينظر إلى ابن الزبير مصلوبا. فقال: يغفر الله لك (ثلاثا)، والله ما علمتك إلا كنت صواما قواما وصولا للرحم، أما والله إني لأرجو مع مساوي ما أصبت أن لا يعذبك الله بعدها أبدا. ثم التفت إلي فقال: سمعت أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من يعمل سوءًا يجز به في الدنيا). [رواه: ابن مردويه، والحاكم في "مستدركه"، وابن عساكر في "تاريخه"].
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
- التصنيف: