إبراهيم أبي

منذ 2021-01-14

كان يحمل التوحيد وحده، ويدعو قومه وحده، ويحطم الأصنام وحده، ويُلقى في النار وحده.

 

دائما أحببته وشعرت أنه أبي. فإذا قرأت عنه، شعرت أنني معه، أقف وأحطم الأصنام معه.

إنه أبي.

ذلك الذي كان أمّة وحده.

كان يحمل التوحيد وحده، ويدعو قومه وحده، ويحطم الأصنام وحده، ويُلقى في النار وحده.

كان يواجه أقرب المقربين إليه؛ أباه وقومه. وكان يجادلهم ويستدرج عقولهم الساذجة وقلوبهم الغافلة، لكي تنطق بحقيقة التوحيد. كان يفتح آذانا صمّا وعيونا عميا على رسالة السماء.

إنه يقول لنا: لا تيأسوا مهما كان أقرب المقربين إليكم على غير التوحيد، لا تيأسوا ولو تنكر لكم أقرب المقربين، لا تيأسوا ولو واجهتم قلوبا منطمسة، وعقولا منكفئة، لا تيأسوا ولو رأيتم الناس يتساقطون من حولكم بعيدا عن التوحيد إلى هوة العلمانية وتشويه الإسلام وطمس معالمه، لا تيأسوا ولو رأيتم عقولا تحارب الإسلام وهي واعية، وهي من أهله، وهي تقرأ القرآن.

كان أمّة وحده! إنه أبي!

كان شجاعا ينطق في صراحة: لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين. كان شجاعا لا يخاف: وتالله لأكيدن أصنامكم.

لم يكن ليسكت عن الحق! لم يكن يسكن ويستذل للباطل في سبيل علاقات اجتماعية، أو منافع دنيوية. كان قدوة لنا نحن المسلمين.

كان يقف في ثبات مجادلا قومه، ساخرا من تفاهة عقولهم، غير منكر لتحطيم أصنامهم، ليلقي في وجوههم الدميمة، وعلى عقولهم البليدة، قذيفة مدوية، تهدم غباء منطقهم وسماجة فكرهم: بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون... أف لكم ولما تعبدون من دون الله. أفلا تعقلون؟

كان مثالا للشجاعة في الحق، حتى ألقوه في النار. إنه عليه السلام يقول لنا: سحقا للجبناء، الذين يداهنون الباطل ويدافعون عنه، سحقا للخونة الذين يخضعون للعلمانية وسطوتها، ولا يشعرون بالغيرة على هذا الدين.

إنه أبي!

  • 8
  • 0
  • 1,833

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً