مدد يا رب !
مدد يا حسين ، أو مدد يا سيدة زينب، أو مدد يا بدوي ، أو مدد يا فلان ، سواء أكان من يطلب منه المدد نبيا كريما ، أو وليا صالحا حقيقيا أو مزعوما .
دائما ما أتعجب ، لماذا يقول إنسان :
مدد يا حسين ، أو مدد يا سيدة زينب، أو مدد يا بدوي ، أو مدد يا فلان ، سواء أكان من يطلب منه المدد نبيا كريما ، أو وليا صالحا حقيقيا أو مزعوما .
ولماذا لا يقول بدلا من ذلك ( مدد يا رب ) مباشرة ، فتخرج الكلمة من القلب صاعدة إلى الرب ، دون وساطة مخلوق ، ولا تعلق القلب بغير ملك الملوك سبحانه .
دعك من خلافات الصوفية والسلفية ، وحجج المانعين ، وتكلفات المجيزين ، وبحثهم عن تأويلات ومخارج لتسويغ تلك العبارة ، وما كتب من ردود مطولة من الطرفين ، وسل نفسك بكل بساطة ودون خوض في كبير جدل ، وأخذ ورد :
أليس الأكثر أمنا ، والأحوط حكما ، والأعظم ثوابا ، والأبعد عن الإشكال والخلاف ، والأجمل لفظا ، والأجدر بالإجابة ، أن تقصد الله وحده ، وتترك سؤال المخلوق مهما عظمت مكانته ، وكثرت فضائله .
هل هناك من هو أقرب لسماع دعائك ، وأعلم بحوائجك ، وأرحم بك حتى من أمك ، وأعلم بما يصلحك من الله ، فلماذا توسط بينك وبينه واسطة .
وهل إذا وقف أمام الله يوم القيامة شخصان ، أحدهما ما لهج إلا بمدد يا رب ، والآخر طلب المدد من المخلوق ، فأي الرجلين أحق بالأمن ، وأيهما الذي يأوي إلى ركن شديد .
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
( إذا سألت فسأل الله )
- التصنيف: