خطر الألعاب الإلكترونية على عقيدة الطفل المسلم
الألعاب الإلكترونية تشكِّل خطرًا بالغًا على الأطفال، ولها آثارًا سلبية كبيرة؛ فهي تؤثِّر على مستواهم العقليِّ، وتحُدُّ من نشاطهم الحركي، وتَعزِلُهم عن محيطهم الاجتماعيِّ والعائلي، بالإضافة إلى تأثيرها البدنيِّ والنفسي، حتى وصل تأثيرها إلى الدين والعقيدة، وهو أخطرها على الإطلاق.
أثبتت الدراسات والبحوث التي أُجرِيتْ في العديد من دول العالم حولَ الألعاب الإلكترونية: أنها تشكِّل خطرًا بالغًا على الأطفال، وأن لها آثارًا سلبية كبيرة؛ فهي تؤثِّر على مستواهم العقليِّ، وتحُدُّ من نشاطهم الحركي، وتَعزِلُهم عن محيطهم الاجتماعيِّ والعائلي، بالإضافة إلى تأثيرها البدنيِّ والنفسي، حتى وصل تأثيرها إلى الدين والعقيدة، وهو أخطرها على الإطلاق.
فهذه الألعاب لم يقتصر ضررُها على جانب معيَّن فقط، بل شمل جميع الجوانب، وتَعدَّى كلَّ الحدود؛ فكم نسمع في الصحف والمجلات من جرائمِ قتل بسبب لعبة معيَّنة، أو انتحار طفل متأثرًا بإحدى الألعاب التي تشجِّع على العنف والقتل! وكم هي حالات التشنجات العصبية، والاضطرابات العقلية، والشحنات الزائدة التي تصيب الأطفال الذين يُدمنون على لعبها، أو يقضون ساعاتٍ طويلة معها! وهذا كلُّه جانب يسيرٌ مما تُخفيهِ هذه الألعاب من أضرار، وما تحمله من دمار.
أما كيفية مواجهتها، فأقول: إن الواجب علينا جميعًا بيانُ هذه الأضرار ونشرها بين الناس، وحماية الأطفال والأُسَر في مجتمعاتنا من التفكُّك والمعاناة في المستقبل، فهؤلاء الأطفال هم صغار اليوم يُوشِك أن يكونوا رجالًا غدًا، يُكوِّنون أُسرًا، ويَبْنون مجتمعات، فإذا عاشوا من صِغَرِهم وهم يَحمِلون معهم هذه الأضرار، ويتعرَّضون لهذه الأفكار، انعكس ذلك على حياتهم الأسريَّة، وتربيتِهم لأبنائهم في المستقبل، فالجميع مطالب ببيان آثارها والتحذير منها، كل واحد في مكانه، وحسب تخصصه وما له، فاليوم لا بد أن تتضافر الجهود، ويُنسَّق العمل لإنقاذ أطفالنا من شرِّ هذه الألعاب وخطرها، وبيان ما تحمله من أفكار دخيلة وغريبة على مجتمعاتنا وديننا، فمعرفة ضررها للحذر منها منهجٌ أصيل، وتصرُّف صائب، يقول الشاعر:
عرَفتُ الشَّرَّ لا للشَّـرْ *** رِ لكــنْ لِـتَـوَقِّـيــهِ
ومَنْ لم يَعرِفْ الشَّرَّ *** مِن الخيرِ يَقَعْ فيهِ
ويتنبه لها الآباء، فمعرفةُ الشيء والعلم به خيرٌ من الجهل الذي يؤدي بنا إلى الضياع والهلاك.
فهذه الألعاب هي سلاح ذو حدَّينِ؛ إن أُخِذتْ كما هي دون رقابة ومتابعة ضرَّتْ وأهلكت، وإن مرَّتْ على مقص الرقيب وغربلة الآباء؛ للوقوف على أضرارها، وتفادي سلبياتها، ومعرفة مدى مناسبتها للطفل، نفَعتْ وأصلَحت، وتجنَّبَ المجتمع كثيرًا من الآثار المدمرة، والظواهر المرَضيَّة الخطيرة، فالأمر مرهون بمدى متابعة الأسرة للأبناء ومراقبتها لهم، دون أن يُشعِرَهم ذلك بأن الآباء يتجسَّسون عليهم، أو يحسسهم بأنهم لا يَثِقون بهم.
ويمكن إزالة ذلك بالنقاش والحوار، والبعد عن الجمود وسياسة القطب الواحد {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر: 29]، ومحاولة التقرُّب من الأبناء؛ لمعرفة ما يتصفَّحون، أو الألعاب التي يلعبون بها، فنجاح الأسرة مرهون بمدى تقبُّل الآباء للأبناء، والنقاش معهم، وفتح باب الحوار، وسماع وجهات النظر لجميع الأطراف، واحترام بعضهم بعضًا ضمن إطار الأسرة الواحدة بالرفق والحب، اللذين هما مداخل للقلوب؛ يقول عليه الصلاة والسلام: «ما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه».
ولما توسَّعت هذه الأضرار فشَمِلتْ جميع جوانب الطفل، وإنْ روَّج لها البعض بأن لها فوائدَ، ويكتسب الطفل منها مهاراتٍ ومنافع، ولكن أين تجدها بين هذا الكمِّ الهائل من الألعاب، وتحت هذا الركام الفظيع من المخاطر والأضرار، ففرزُ النافع يحتاج إلى مجهود كبير، ومتابعة دقيقة، قد لا يستطيع الجميع تحصيلها إلا بشِقِّ النفس ومضاعفة الجهد، وليت هذه الأضرار اقتصرت على الجوانب العقلية أو الاجتماعية والنفسية فقط، بل وصل ضررُها إلى الدِّين، الذي هو أغلى ما يملكه الإنسان، والذي بخسارته خسارة الدنيا والآخرة، فالحفاظُ على الدين عند أبنائنا واجبٌ لا تهاون فيه أو جدال.
وقد بحثتُ في بعض هذه الألعاب المشهورة منها، التي يتداولها الكبار والصغار؛ لعلي أقف على بعض آثارها المدمِّرة على عقائد أبنائنا، وذكرت بعضًا منها في هذا المقال على سبيل العموم والإيجاز، وإلا فالضرر أكبرُ، والخطر أعظم، ولا أخفيكم أنني خلال قراءتي المحدودة وجدت أن كثيرًا من هذه الألعاب جاءت لهدم أصول الإسلام والعقيدة الصحيحة، أو تشويهها والتشكيك فيها لدى أبنائنا، بل إنها تُزعزِع الإيمان، وتهدم الإسلام في نفوس أطفالنا؛ عن طريق عرضها كلَّ ما يتنافى مع مبادئ الإسلام، والطعن في ثوابته وأركانه.
فخصصت هذا المقال لعرض بعض هذه الأضرار، وبيَّنت بعض الوسائل التي تتنافى مع عقيدة الإسلام، بل وتضادها جملةً وتفصيلًا، والتي ما جاء الإسلام إلا لتحريمها، والتحذير من اتِّباعها، مراعيًا فيها الإيجاز، ودون الإطالة؛ فالعناوين تكفي أن تصيبك بذهول، وتشعرك بالكآبة، فمصيبة الدنيا أهوَنُ بكثير من مصيبة الدين، كما كان يدعو نبيُّنا عليه الصلاة والسلام: «ولا تجعل مصيبتنا في ديننا …»، وإن تيسَّرَ لنا في مقالات أخرى أن نعرض جوانبَ أخرى من أضرارها على الأطفال، وخطرها على حياتهم النفسية والعقلية والاجتماعية والعلمية.
أولًا: الأضرار الدينية:
لا يُساوِرُ المتابعَ لهذه الألعاب أدنى شك في ضررها على الدين، وخطرها على العقيدة الصحيحة، فليس كما يظن أغلب أولياء الأمور أنها مجرد ألعاب يتسلَّى بها الأبناء، ويقضون الأوقات أمامها فقط؛ فقد تبيَّن أن هذه الألعاب ما هي إلا طُعمٌ يصطاد بها الغرب فرائسه، وينصب فيها حباله وشباكة، حتى إذا تعلق الطفل بها، وأدمَنَ على لعبها، جاءت التحديثات الجديدة لهذه اللعبة تُملي عليه ما يريدون، وتَعرِض أمامه ما يَسعَوْن إليه، فيتقبَّلها الطفل دون علمه بما تنطوي عليه من مخالفات شرعية وعقدية خطيرة، كما حدث قبل فترة في تحديثات اللعبة الشهيرة - PUBG MOBILE- فهذه الألعاب وغيرها ما هي إلا كالعسل الحلو المذاق، ولكنه مدسوس فيه السم الزُّعاف القاتل، وانظر إلى أول هذه المنكَرات، وهو أخطرها وأعظمها جُرمًا، فهي:
• تشتمل على السجود لغير الله وتعليم الشرك به، وتهوينه في النفوس، والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، فأعظم ذنبٍ هو الشِّرك بالله، واتخاذ النِّدِّ له في الاعتقاد والعبادة، مهما صغُرت أو خفيت؛ ففي الأثر عن سلمان الفارسي أنه قال: (دخل رجلٌ النارَ في ذبابة....) قرَّبَها لغير الله، فأشرَكَ بالله، فكيف بهذه الألعاب التي تأمُرُ الطفل أو اللاعب أنه إذا أراد أن ينتقل من مستوى إلى آخر عليه أن يسجُدَ لصنم، أو يقف في موقف صلاة خاضعًا مستسلمًا لوثن؟! ثم يفتح له وينتقل إلى المستوى الأعلى، كما في لعبة "Sekiro ShadowDia Twice"؛ فمن محتوياتها جعلها الصلاة للأصنام من الممارسات المطلوبة للتزود بالقوة واستكمال اللعب.
ولقد كنا نتحدث مع مجموعة من الشباب عن هذا الأمر، فقال: إنها مجرد لعبة فقط وليست حقيقة، وما عَلِموا أن المصيبة هي رضاك وموافقتك للفعل، وإن كان افتراضيًّا وهميًّا كما يقولون، بل إن هناك مصيبةً أكبر وأمرًا جللًا، وهو أن هناك ألعابًا تظهر فيها تقديس وعبادة الأشخاص كما في لعبة "The Last of Us Part 2"؛ حيث تُقدَّس وتُعبد فيها فتاة تدعى النبي.
تخيَّلْ! إلى هذا الحد وصل الأمر؛ أن تُقدَّس امرأة وتُعبَد كالإله، أين التوحيد؟ أين الاعتزاز بالله ربًّا سبحانه؟ أين البعد عن كلِّ ما يعكِّر صفو التوحيد، ويسهِّل الشرك للأطفال؟ دمَّرتها هذه الألعاب، وألقتْها هذه البرامج والتطبيقات، فقلَّ تعظيم الله في النفوس، وهانت مكانة الله في القلوب، فلا تدري بعدها بأيِّ وادٍ هلك ذلك الشخص؛ فهو بالدين إنسان، فإذا ضيَّعه هوى إلى منزلة الحيوانات، ونزل لمرتبة البهائم.
• كثرة عرض الصليب أمام الأطفال بأشكاله المختلفة، وصوره المتعددة، ومن باب (بالمثال يتضح المقال) كما في لعبة “Grand Theft Auto V GTAV “؛ ليعتاد الطفل على رؤيته وشكله، فهو حاضر في أغلب الألعاب من بدايتها وحتى نهايتها، والهدف من ذلك هو ربط الطفل في مراحل اللعبة بهذا الصليب الذي من خلاله يوصِّلون رسالة للطفل أن السلاح الذي يكون فيه صليب سلاحٌ لا يُقهَر أو يُهزَم أبدًا، وأن هذا الصليب يزيد من قوة السلاح، ويعطي حامِلَه روحًا أخرى وقوة مضاعفة، وأنه يحتوي على طاقة روحية تنقذ العالم من الدمار، والبشريةَ من الهلاك، فيألف الطفل هذا الصليب ويميل قلبُه إليه، ويتعلَّق ذهنه به، فينجذب تجاهه إذا رآه، ويخفُّ إنكاره له إذا صادفه.
وما مظاهر الشباب اليوم وهم يرتدون بعض السلاسل التي ظهَرت في هذه الألعاب إلا محاكاة لهذه الألعاب، وتقليدٌ لهذه الأدوار التي شاهَدوها في هذه الألعاب، فإذا سألتَه وقلت له: إن هذا صليب! قال: هذا في لعبة كذا وكذا، الله المستعان، انظر كيف يحبِّبون الأطفال في الصُّلْبان، ويعلِّقونهم بها، ويرغِّبونهم في احترامها؟!
• ومن مظاهر عبثِها بالعقيدة تمجيدُها للسِّحر وتقديس السحَرة، وكثرة عرض المَشاهد أمام الأطفال في هذه الألعاب، فترى أن الجيش أو الجندي إذا لم يستطع الاقتحام، ذهب إلى هؤلاء السحرة فيُتمتِم له بكلام ورموز، فينتصر الجيش ويقتحم الأعداء ويكون النصر حليفه، فكيف يا ترى يستقبل الطفلُ هذا المشهد، وكيف يترجم هذه اللقطات في حياته، وكيف بعدها ترتسم الصورة عن السحَرة في ذهنه وعقله؟ أهي كما يصوِّرُها ربُّنا أن هؤلاء مفسدون مجرمون يجب أن يُحارَبوا لضررهم على المجتمع وخطرهم على العقيدة {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة: 102]، أو كما تصوِّرُه هذه اللعبةُ من أنه المنقذ والمخلِّص ومن بيده النصر والغلَبة؟!
• وأيضًا من حربها على العقيدة، وضررِها على الدين: أنها تُضفي مرتبة القُدسية على شخصيات، وتُظهِرهم بأنهم مقدَّسون، لا يُعصى لهم أمر، أو يُرَدُّ لهم طلب، وإعطاؤهم أسماء كأسماء الله تعالى، وتعويدهم على بعض الطقوس في العبادة، كما يفعله عبَّاد الأوثان من البوذية والمجوسية.
• ومن خطرها أيضًا على الدين كثرةُ رؤية علامة التثليث والأضرحة والتماثيل، وكثرة القصص حول هذه التماثيل أنها تزيد من قوة اللاعب؛ كما في لعبة اGhost of Tsushima، التي تمارسها هذه الشخصيات، سواء كانوا لاعبي كرة القدم أو أبطال حروب كما يسمُّونهم، فلا يخلو مشهدٌ من هذا الثالوث المقدس أو التماثيل والأضرحة، التي تُضفى عليها صِبغة دينية وقداسة معيَّنة؛ ففي لعبة Nioh2 يلجأ اللاعب فيها للأضرحة لاستعادة طاقته وكسبِ قوَّتِه.
وقد أُخبِرت أن الأطفال إذا لَعِبوا يفعلون ذلك محاكاةً للاعب المشهور الذي رأوه في اللعبة، وهذه عقيدة فاسدة تدَّعي أن لله ابنًا وروح قدس، وأن الله ثالث ثلاثة، وهذه العقيدة مصادمة للقرآن الكريم والسنة النبوية، التي تبيِّن أن الله واحد لا شريك له، وليس له ند ولا ولد، ولم يتخذ زوجة، ولم يكن له شبيه أو مثيل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4]، وقوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73].
• ومن أضرار هذه الألعاب الإلكترونية تصويرُ مَن في السماء مِن الملائكة الكرام بصورة الغُزاة المغتصبين للأرض، الذي من الواجب محاربتُهم والوقوف في وجههم، وإظهارهم بأنهم أعداء البشرية، يأتون بالفساد والدمار، وتدعو إلى أن يأخذ الإنسان احتياطات ويعد أدواته للدفاع عن الأرض من هؤلاء الأشرار، وتخليص الناس من شرِّهم ومكرهم، فإذا سمع الطفل يومًا أبًا أو معلِّمًا يذكُر الملائكة في السماء، تبادَرت تلك الصورة إلى ذهن ذلك الطفل، وتجسَّدت أعمالهم بما رآه أو شاهَدَه، فعندما يرى الطفل مثل هذه القصص التي تتنافى مع ما يتعلمه في بيته أو مدرسته، فتتعارض لديه ما يراه مع ما يسمعه، فيكون اعتقاده بهم مشوَّشًا، أو يشوبه كثير من الضبابية والغشاوة.
• إهانتها للمقدَّسات الإسلامية كالمساجد والقرآن؛ حيث إن بعض هذه الألعاب يظهر فيها أن هذه المساجد ملجأ للإرهابيين، وأنها مكان يحتمي فيه المجرمون، فيدمِّرونها على من فيها، ويبيِّنون أن ذلك من باب محاربة الشر والقضاء على الأشرار، ومنها ما يكون مكانًا يعتلي عليه القناصة لقتل الناس وتدمير المدن والبلدان، وهذا كله من باب محاولة تشويه صورة هذه الأماكن التي يُرفَع فيها اسمُ الله، ويُذكَر فيها اسمه سبحانه، وتشويه صورتها في أذهان الأبناء، وأنها لم تكن يومًا من الأيام دار عبادة، بل هي مكان يلجأ إليه الأشرار، ويتخرج منه الإرهاب، والله تعالى يقول: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا} [النور: 36، 37].
وقد خصَّصت هذا المقال لبيان أثر الألعاب وخطرها على العقيدة الإسلامية، وما ترَكتُ أكثرُ مما ذكَرتُ؛ ففي هذه الألعاب حديث عن تحضير الأرواح، وكثرة ظهور الخنزير، والاستغاثة بالمسيح، وإنكار الإيمان باليوم الآخر، والدعوة إلى وحدة الوجود، وإظهار الأديان بأنها تقوم على عبادة الأوثان، والدعوة لتعدُّد الآلهة، وإحياء أسماء هذه الآلهة التي كانت تُعبَد في الحضارات السابقة.
فإبراز مثل هذه المخاطر وبيانها أمر مهمٌّ؛ ليعلم الناس مصدر الخطر القادم الذي يحاول سلخ أبنائنا من دينهم، وهدم العقيدة في نفوسهم، وإبعادهم عن دينهم ومعتقداتهم، والاستهانة بمقدَّساتهم، فإذا هُدمت هذه العقيدة في نفس الأطفال سهُل التحكم بهم، والوقوع في شباكهم ومصايدهم، وهذا هو ما يريدون، والهدف الذي من أجله يعملون {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120].
فالأضرار شاملةٌ كلَّ مناحي الطفل الصحية والجسدية والعقلية والاجتماعية، بل لها أضرار خفيَّة لا تزال قيد الدراسة والبحث، ولا يزال العلماء يُطلِعونَنا على بعضها بين فترة وأخرى، ولا أقول إلا كما قال الشاعر:
ستُبدِي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلًا *** ويأتيكَ بالأنباءِ مالم تُزَوِّدِ
___________________________________________________
الكاتب: محمد علي الخلاقي
- التصنيف:
- المصدر: