فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي - المقدمة..
وقد يسّر الله الكريم لي فاخترتُ بعضاً من تلك الفوائد التي ذكرها في تفسيره, أسأل الله أن ينفعني وجميع المسلمين بها.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فلا يخفى كثرة تفاسير القرآن الكريم, وهي تفاسير مختلفة في اتجاهاتها, متباينة في عقائد أصحابها, مما يحتم على المسلم أن يحرص على التفاسير النافعة التي هي على منهج أهل السنة والجماعة.
ومن أفضل التفاسير المختصرة في ذلك, والتي كُتبت بأسلوب سهل, تفسير العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي, رحمه الله, المسمى بـــــــ " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان "
ومن مميزات تفسيره عنايته رحمه الله, باستنباط الفوائد من الآيات, قال في تفسير سورة يوسف: فصل, في ذكر شيء من العبر والفوائد التي اشتملت عليها هذه القصة العظيمة, وقال في تفسير سورة الكهف: وفي هذه القصة العجيبة الجليلة من الفوائد والأحكام, والقواعد شيء كثير, ننبه على بعضه بعون الله, وقال في تفسير سورة القصص: فصل, في ذكر بعض الفوائد والعبر من هذه القصة العجيبة, وقال في تفسير سورة الأحزاب: وفي هذه الآيات المشتملات على هذه القصة فوائد, وقال في تفسير سورة "ص": فصل, فيما تبين لنا من الفوائد والحكم في قصة داود وسليمان عليهما السلام.
وقد يسّر الله الكريم لي فاخترتُ بعضاً من تلك الفوائد التي ذكرها في تفسيره, أسأل الله أن ينفعني وجميع المسلمين بها.
فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء الأول
* المتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية, والآيات الكونية.
* المؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به, أو أخبر به رسوله, سواء شاهده, أو لم يشاهده, وسواء فهمه وعقله, أو لم يهتد إليه عقله وفهمه.
* إقامة الصلاة, إقامتها ظاهراً, بإتمام أركانها, وواجباتها, وشروطها, وإقامتها باطناً. بإقامة روحها, وهو حضور القلب فيها, وتدبر ما يقوله ويفعله منها.
* عنوان سعادة العبد, إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق, كما عنوان شقاوة العبد, عدم هذين الأمرين منه, فلا إخلاص ولا إحسان.
* وصفت أعمال الخير بالصالحات, لأن بها تصلح أحوال العبد, وأمور دينه ودنياه, وحياته الدنيوية الأخروية, ويزول بها عنه فساد الأحوال, فيكون بذلك من الصالحين, الذين يصلحون لمجاورة الرحمن في جنته.
* استحباب بشارة المؤمنين, وتنشيطهم على الأعمال بذكر جزائها وثمراتها, فإنها بذلك تخف وتسهل.
* الحكمة: وضع الشيء في موضعه اللائق به.
* العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالواجب عليه التسليم, واتهام عقله, والإقرار لله بالحكمة.
* من اتبع هداه, حصل له الأمن والسعادة الدنيوية, والأخروية, والهدى, وانتفى عنه كل مكروه, من الخوف, والحزن, والضلال, والشقاء, فحصل له المرغوب, واندفع عنه المرهوب.
* من أمر غيره بالخير ولم يفعله, أو نهاه عن الشر فلم يتركه, دلّ على عدم عقله وجهله, خصوصاً إذا كان عالماً بذلك.
* الخشوع هو: خضوع القلب وطمأنينته, وسكونه لله تعالى, وانكساره بين يديه, ذلاً وافتقاراً, وإيماناً به وبلقائه.
* المعاصي يجر بعضها بعضاً, فالغفلة ينشأ عنها الذنب الصغير, ثم ينشأ عنه الذنب الكبير, ثم ينشأ عنها أنواع البدع والكفر, وغير ذلك, فنسأل الله العافية من كل بلاء
* الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس, وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل استهزاءه بمن هو آدمي مثله, وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله عليه يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: