قصص فيها عبرة وعظة - 2

منذ 2021-09-01

قال الشيخ رحمه الله : يتخوف الناس من اليمين في الخصومة إذا كان صاحبها كاذباً, فإن العقوبة أسرع إليه من ظله, وقد حكيت حالات تؤيد هذا التخوف, وكما قال بعض السلف : اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع يعنى خاليه من الناس.

بركة الله عز وجل لا حدُّ ولا نهاية لها:

قال رحمه الله: وذكر لنا من نثق به من كبرائنا في السِّنِّ أن شخصين تقاسما ثمر بستان لهما, وأن أحدهما خيَّر الآخر, قال له: اختر, فقال الآخر: أختار هذا الجانب الشرقي, لأنه رأى أنه أحسن وأكثر, فقال الثاني: وأنا أختار الغربي والملك بينهما أنصافاً فقال أحدهما: سأجذُّه في نهار رمضان, لأجل ألاَّ يأكل الفقر فواعد الذين يجذُّون في النهار فجذَّوه وأدخل التمر وأمَّا الثاني فقال: لن أجذَّه حتى يفطر الناس, فلما أفطروا قال لأهل حيِّه –وكان الناس في ذلك الوقت في فقر شديد- قال لهم: إني سأجذَُ النخل في اليوم الفلاني بعد العيد, فمن شاء منكم أن يحضر فليحضر فحضر الفقراء, وامتلأ البستان, وصاروا يأكلون حتى أن الزنابيل امتلأت من النوى, ولكن مع ذلك أنزل الله عز وجل فيه البركة, فجاء شريكه وقال له: إننا قد أخطأنا في القسمة وأنا أدعى أنني مغبون, وكيف يأكل الناس منك هذا الأكل الكثير وتُدخل من التمر أكثر مما أدخلت أنا ؟!قال الآخر: نحن قسمنا جميعاً وخيَّرتُك واخترت نصيبك معتقداً أنه أكثر ولكن بركة الله لا حدَّ لها قال بل غلبتني ورُفع الأمر إلى القاضي وحضرا فقال يا أيُّها القاضي! اقتسمنا التمر نصفين وأدخلت تمري وبلغ من الزنابيل كذا وكذا وهو تأخر حتى أفطر الناس  وجاؤوا يأكلون وملؤوا الزنابيل نوى وأدخل من التمر أكثر مما أدخلت وهذا يعني أنني مغبون فكان القاضي ذكياً فقال له: أقرأ: { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة}  [القلم:17]وكأنه يقول له احمد ربك أنك حصلت على هذا التمر لأن أصحاب الجنة لم يحصلوا على شيء وأنت قلت أجذُّها في نهار رمضان, لئلا يدخلنَّها اليوم عليك مسكين فهذا جزاؤك وهذا أنزل الله عز وجل له البركة وبركة الله لا نهاية لها

النفع المتعدي يؤجر عليه الإنسان ولو كان بلا قصد:

قال الشيخ رحمه الله: أتذكر قصة قرأتها من قديم, يقولون : إن رجلاً ذبح ولد البعير عندها, فجعلت أُمُّ البعير تتمرغ على ولدها مذبوحاً أو منحوراً, حتى ماتت من شدة وجدها, فأُصيب هذا الرجل بالجنون – والعياذُ بالله – وصار يخرج إلى البرِّ هائماً, وفي أثناء خروجه البرَّ وجد حُمرةً, - والحمرة طائر معروف – قد سقط عُشُّها تحت الشجرة وفيه أولادها , وهي تحوم تُريدُ أن تحمل الأولاد تجعلهم في مأمن في الشجر, وعجزت وهي تحوم على أولادها, وتصرف هذا الرجل المجنون تصرفاً بغير عقلٍ, بأن أخذ الأولاد بعشهم ووضعه على غصن في مكانه من الشجرة, فنزل هذا الطائر – الحمرة – على أولاده مسروراً, فردَّ الله عليه عقله – سبحان الله – لأنه أحسن إليها ولو كان بغير قصد أثابه الله عز وجل, لأن النفع المتعدي يؤجر الإنسان عليه ولو كان بغير قصد.

خطر الخادمات الكافرات:

قال الشيخ رحمه الله: حدثني بعض الناس عن شخص كان حريصاً على أولاده الصغار, وعلى تعلمهم, وكان إذا جلس معهم يلقنهم التوحيد, كأن يقول لهم: من ربك؟ فيقول الولد: ربي الله, من نبينك؟ نبيي محمد, ما دينك؟ ديني الإسلام, وفي يوم من الأيام قال لأحد الأبناء الصغار: من ربك؟ قال: ربي عيسى, لأن الخادمة التي عنده كانت من النصارى, ولعلها قالت له: إن ربك عيسى, إحساناً إلى هذه الولد, لأنها تعتقد أن هذا هو الدين, وهو الحق, قد لا يكون لديها نية سيئة, وقد يكون لديها نيئة سيئة, ولكن المهم أن النتيجة والأثر كان سيئاً...وهذه مسألة عظيمة يجب علينا أن نعتبر بها, وأن نعلم أننا مسؤولون أمام الله عز وجل.

تزوج فوجد زيادة في رزقه:

قال الشيخ رحمه الله: لقد حدثني من أثق به رجل يقول: إنه كان قليل ذات اليد, وكان بعض الناس يُحذر من الزواج, يقولون: من تزوج فقد ركب السفينة, ومن ركب السفينة أوشك على الغرق فلا تتزوج, تنفق على نفسك كل يوم مثلاً درهماً فإذا جاءت الزوجة فستنفق درهمين وإن كانت أكولةً فثلاثة دراهم!! فيقول: لا تتزوج, فيقول هذا الرجل – وكان قليل ذات اليد – إنه تزوج يقول: والله إني رأيتُ زيادة الرزق من حين أن تزوجت, وكان سمساراً يبيع المشالح ويبيع الثياب, فيقول: فصارت الثياب والمشالح تنهال عليَّ أبيعها, يقول: فولد ابني عبدالله – وهو أكبر أولاده- فلما وُلِدَ والله لقد رأيت الرزق زاد, يُقسمُ لي وهو صادق وأعرفُه ثقة.

أنقذه الله عز وجل من شدته لمعرفته لربه تعالى في الرخاء:

قال الشيخ رحمه الله: قول النبي صلى الله عليه وسلم:( تعرف إليه- يعني إلى الله- في الرخاء يعرفك في الشدة )..فإذا تعرفت إلى الله في الرخاء فإن الله يرأف بك في حال الشدة ويذكرك حتى يزيل شدَّتك, وكم من إنسان لم ينقذه من شدته إلا معرفته لربه تعالى في الرخاء, وحدثنا من نثق به أنه في زمان نقل البضائع على الإبل – قبل وجود السيارات- انقطع به السفر في الدهناء- والدهناء ليس فيها ماء في ذلك الوقت- وأنه نام على عطش شديد وجوع, فرأى في المنام أن رجلاً جاء إليه بقدح من لبن, فشربه, فقام نشيطاً شعبان ريان, وقال: إن القدح الذي جيء به إلى المنام مثل القدح الذي كنت أسقي به عجوزاً لنا من جيراننا, وهذا مصداق الحديث: ( تعرف إليه- يعني إلى الله- في الرخاء يعرفك في الشدة )

أمر قائد الطائرة الركاب أن يدعو الله ويكبروا فنجوا بإذن الله:

قال الشيخ رحمه الله: أنا قرأتُ في بعض الصحف منذُ سنوات أن الطائرة السودانية, أو التي كان قائدها سودانياً, تعطلت محركاتها, لكن الرجل قائد الطائرة أمرهم أن يكبروا الله, وأن يهللوا, وأن يسألوا الله الفرج, وبإذن الله الله عز وجل هبطت الطائرة على الأرض, فكان جناحها على الأرض, وهيكلها في نهر النيل, لكنها لم تتحطم, لأنها سقطت على ماء, وجعل الله جناحها جسراً يعبرون منه إلى البر.

قال كلمةً عظيمةً فأصبح أعمى البصر:

قال الشيخ رحمه الله: الماء الذي يُشرب, وهو ينبع من الأرض, أصله من السماء, كما قال الله سبحانه وتعالى:  {فأنزلنا من السماء ماءً فأسقيناكموه  وما أنتم له بخازنين}  [الحجر:22]

وقوله:  { لو نشاء جعلناه أُجاجاً }  أي: مرًّا, لا يُستطاع شرباً, وهذا حق, فإن الله لو شاء لجعل هذا الماء الذي نشرب – وهو عذب فُرات- جعله مُرًّا ملحاً...فيجب علينا الشكر, ولهذا قال:  {فلولا تشكرون} وكما أن الله عز وجل منَّ على عباده بإنزاله منَّ عليهم في سورة تبارك بإخراجه, فقال:  {قُل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين}  ويقال: إن بعض المُتهورين قل: تأتي به المعاول والمساحي, فأصبح ماء عينيه غائراً, والعياذ بالله, أي: أنه أصبح أعمى.

أخوان الرخاء لا خير فيهم وليسوا أصحاباً:

قال الشيخ رحمه الله: صادق الودِّ هو الذي يتَّبع في ساعة العسرة, لقوله:  { الذين اتبعوه في ساعة العسرة}  إما أخوان الرخاء فهؤلاء لا خير فيهم, وليسوا أصحاباً, فالذين يستدرُّونك ما دمت تُعطيهم فهم أصحابك, وإذا لم يعطوا إذا هم يسخطون, ويسمون عند العامة: أصحاب الهيم! يقولون: إن رجلاً فقيراً دعا بعض أصحابه إلى وليمة, فرأوا فيها خبزةً مثلومةً, فقالوا: كيف تقدم لنا خبزاً مثلوماً ؟ قال: هذا من الفأر! قالوا: لا يمكن أن يأكل الفأر هذا! ولكن هذا استخفاف منك بنا, واحتقار لنا, ثم قاموا وتركوا أكله, فقدَّر الله عليه فاغتنى, فدعا يوماً من الأيام هؤلاء الجماعة أو غيرهم, ورأوا حجراً مثلوماً, قالوا البيت كله جيد, لكن ما الذي ثَلَم هذا الحجر ؟ قال: ثلمه الفأر! فقالوا: نعم, الفأر رُبما يثلم الحجر, مع أنه في الأول لا يثلم الخبز, أما الآن فيثلم الهيم.

من حلف بالله كاذباً فالعقوبة أسرع إليه من ظله:

قال الشيخ رحمه الله : يتخوف الناس من اليمين في الخصومة إذا كان صاحبها كاذباً, فإن العقوبة أسرع إليه من ظله, وقد حكيت حالات تؤيد هذا التخوف, وكما قال بعض السلف : اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع يعنى خاليه من الناس.

قال الشيخ رحمه الله: بحسب ما سمعنا أن الإنسان إذا حلف كاذباً فإن العقوبة أقرب إليه من قدميه, ولها شواهد ليس هذا موضع ذكرها, فيمن يحلفون وهم كاذبون, فإن العقوبة لا تتجاوزهم إلا قليلاً, وتحيط بهم, إما بفقد المال الذي حلفوا عليه, أو بفقد أولادهم أحياناً, يحلفون, ثم يخرجون بأولادهم للنزهة, والفرح بنجاحهم بهذه القضية, وإذا بهم يُصابون بحادث يعدمهم- والعياذ بالله- وهذا له شواهد قوية....وقال الشيخ رحمه الله: قلَّ من يحلف بالله كاذباً إلا أصيب في الدنيا قبل الآخرة, وفي الآخرة إصابته واضحة, وهو أنه يلقى الله وهو عليه غضبان, لكن الغالب أنه تُعجل له العقوبة في الدنيا, فقد حدثني إنسان أنه كان بينه وبين شخص خصومة في الخارج, فتخاصموا عند القاضي, فأنكر حقه, وحلف المُدعى عليه, لكنه في اليوم التالي خرج هو عائلته إلى الرياض, فحصل لهم حادث وماتت العائلة كلها, ما بقي إلا هو وهذه عقوبة مُعجلة... ذكر بعض السلف أن اليمين الغموس تدعُ الديار بلاقع أي خالية من أهلها تُدمر.

  • 1
  • 0
  • 2,228

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً