قصص فيها عبرة وعظة - 3

منذ 2021-09-03

إلى أن أتت بعشرة دنانير وأخيراً جاءت بكيس الدنانير دلالة على أنه انتهى ما عندها والظاهر أنه جازاها كما كان جزاء سنَّمار فقتلهما جميعاً فهذه العشر دنانير تتبعها همة أوساط الناس.

أكلهنَّ جميعاً فتوقف قلبه فمات:

قال الشيخ رحمه الله: يُقال: إن أعرابياً ليس عنده شيء من الوعي أعطاه الطبيب حبوباً تُسكن الألم ومقدارها ست حبَّات وأمره الطبيب أن يأكل بعد كل أربع ساعات حبة واحدة فلما انصرف من عند الطبيب قال الأعرابي : هذا الطبيب يُريدني أن انتظر أربعاً وعشرين ساعة حتى يزول الألم فأنا لست مُنتظراً هذه المُدة فأكلهنَّ جميعاً لكي يحصل له الشفاء سريعاً فلما أكلهن توقف قلبه فمات.

الحمدُ لله الذي جعله في الأصبع لا في النعل:

قال الشيخ رحمه الله: من الناس من يهون عليه أن يصلي ألف ركعة ويشقُّ عليه أن يتصدق بدرهم ويقال: إن رجلاً عثر, وعليه نعل فانقطع أصبعه, فقال: الحمدُ لله الذي جعله في الأصبع لا في النعل, فالأصبع أشدُّ لكن لا يهمُّه الأصبع, بل عنده أن النعل شديد الأهمية.

جزاء سنَّمار:

قال الشيخ رحمه الله: الغالب أن القطَّ لا يأخذ شيئاً تتبعه همة أوساط الناس ولكن الذي يأخذ ما تتبعه همة أوساط الناس الفأرُ فإنه يأخذ الذهب وهذا شيء شاهدته... وذكر لنا أحد علمائنا رحمهم الله أن رجلاً كان يكتب كتاباً, وجاءته فارة ووضع عليها إناءً فحبسها فيه, فجاءت فأرة أخرى تشاهد هذه الفأرة المحبوسة, يقول العالم : فصعدت إلى السقف فجاءت بدينار وألقته بين يديه فداءً لأُختها ولكنه أبى أن يطلقها فذهبت وأتت بدينار آخر إلى أن أتت بعشرة دنانير وأخيراً جاءت بكيس الدنانير دلالة على أنه انتهى ما عندها والظاهر أنه جازاها كما كان جزاء سنَّمار فقتلهما جميعاً فهذه العشر دنانير تتبعها همة أوساط الناس.

أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً:

قال الشيخ رحمه الله: عذاب القبر... الأصل أنه على الروح لأن الحكم بعد الموت للروح والبدن جثة هامدة ولذا لا يحتاج إلى إمداد لبقائه فلا يأكل ولا يشرب بل تأكله الهوام فالأصل أنه على الروح لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن الروح قد تتصل بالبدن فيعذب أو ينعم معها وإن لأهل السنة قولاً آخر بأن العذاب أو النعيم يكون للبدن دون الروح واعتمدوا في ذلك على أن هذا قد رُئي حسًّا في القبر فقد فتحت بعض القبور ورُئي أثر العذاب على الجسم وفتحت بعض القبور ورُئي أثر النعيم على الجسم... وقد حدثني بعض الناس أنهم في هذا البلد هنا في (عنيزة) كانوا يحفرون لسور البلد الخارجي فمروا علي قبر فانفتح اللحد فوجد فيه ميتا قد أكلت كفنَه الأرض وبقي جسمه يابساً لكن لم تأكل منه شيئاً حتى إنهم قالوا إنهم رأوا لحيته وفيها الحنا وفاح عليهم رائحة كأطيب ما يكون من المسك فتوقفوا وذهبوا إلى الشيخ وسألوه فقال: دعوه على ما هو عليه واجنبوا عنه واحفروا من يمين أو من يسار....وقال رحمه الله: فلما انفتح القبر خرج منه رائحة مسك لا يوجد لها نظير ووجدوا شيخاً لم تأكله الأرضُ قد خضب لحيته بالحناء وكان يابساً كاللحم اليابس أما كفنه فقد صار رماداً.

وقال رحمه الله: قد يبقي الجسم كرامة للإنسان وقد حدثنا كثير من الناس أنهم حفروا أساساً لسور البلد فوجدوا رجلاً ميتاً يابساً وشعره باقٍ ولما انفتح اللحد فاح عليهم ريح أطيب من ريح المسك وجدوا الرجل على ما هو عليه لكنه يابس حتى شعر وجهه باقٍ وهذا مندفن من سنوات كثيرة... المهم الذي نجزم به أن الأرض لا تأكلُ أجساد الأنبياء وأما غيرهم فقد لا تأكلهم كرامة لهم.

دعاء مناسب إذا ضاع الإنسان:

قال الشيخ رحمه الله: قال تعالى: ﴿ ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ كان عليه السلام لا يعرفُ شيئاً فهداه الله سبحانه وتعالى ولهذا بعض العلماء يستعمل هذه الآية إذا ضاع في البر أو في البلد إذا كان يبحث عن بيت شخص ولم يهتد إليه فيتلو هذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ وهو دعاء مناسب, وقال: كنا مع شيخنا في سنة من السنوات حُجَّاجاً وكان ذلك الوقت ليس فيه خطوط فتُهنا بعض الشيء فجعل يقول ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾ فهُدينا إلى الطريق فأنت إذا تحيرت عليك بهذه الآية ﴿ عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ﴾  فإذا قلتها مُخلصاً لله مفتقراً إليه هداك الله عز وجل.

حفظ الله عز وجل للعبد من الآفات إذا أتى بأسباب الحفظ:

قال الشيخ رحمه الله: من أسماء الله...الحفيظ والحفيظ له معنيان : حفيظ عليهم, وحفيظ لهم, حفيظ عليهم يعني يحفظ أعمالهم ويُحصيها عليهم وسيخبرهم بها يوم القيامة ويحاسبهم عليها وحفيظ لهم يعني يحفظهم من كل الأمور وهذا يكون بنفسه جل وعلا أو برسله من الملائكة...كذلك يحفظهم من الآفات...إذا هم أتوا بأسباب الحفظ...أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن (من قرأ آية الكرسي لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح) وحدثني مُؤذن هذا المسجد وهو جدُّ مؤذننا الموجود الآن وهو صدوق وعدل قال : إنه كان يحافظ على قراءة آية الكرسي في كل ليلة وفي ليلةٍ من الليالي لدغته عقرب يقولُ : ففكرت وإذا أنا قد نسيتُ آية الكرسي تلك الليلة سبحان الله هذا شيء واقع فدلَّ هذا على أن الله عز وجل يحفظُ الإنسان لكن هناك أسباب كقراءة آية الكرسي.

وقال الشيخ رحمه الله: ذكر أن رجلاً من الناس كان من أورع عباد الله ولا يُمكن أن يُدخل كيسه درهماً واحداً إلا بحق وفي يوم من الأيام خرج إلى البرِّ ليحمل على بعيره خشباً وكان جاره له خشب قريب من أرضه فسها وأناخ البعير عند خشب الجار وحمل الخشب ثم زجر البعير ليقوم فأبى أن يقوم مع أنه كان ذلولاً فجعل يُفكر لماذا لم تقم؟ فألهمه الله أن ينظر إلى الخشب فإذا الذي حمله على البعير خشبُ جاره وإذا خشبه موجود بالأرض فنزَّل الخشب من البعير وحمَّل خشبه هو وزجر البعير فقام في الحال... فهذه من حماية الله للعبد أن الله يُيسر له ما يحميه من المعاصي من غير أن يشعر فإذا علم الله عز وجل من نية العبد حسن النية والبُعد عن المحارم فإن الله تعالى يعصمهُ منها.

كُلُّ شيءٍ يدبُّ على الأرض رزقه على الله:

قال الشيخ رحمه الله: ربنا عز وجل رازق كُلَّ شيءٍ قال تعالى: ﴿ وما من دابةٍ في الأرض إلا على رزقها ويعلم مستقرها ومُستودعها ﴾ [هود:65]. كُلُّ شيءٍ في الأرض يدبُّ على الأرض رزقه على الله, حتى ولو كان من أصغر الحشرات... وتُحكى لنا حكايات عجيبة من هذه الناحية, حتى حكى لي شخص أنه كان في سفر, وكان حول بئر تغطَّت, فخرج منها ثعبان أعمى ينتصب هكذا كالعود, فيُقيضُ الله له طيراً يقعُ عليه, يحسبُ أنه عود, فيأكله الثعبانُ, ثُمَّ يرجع, يقولُ : أدركت هذا عدة أيام، سبحان الله! الله أكبر.

جنين مثل الإصبع:

قال الشيخ رحمه الله: أنا رأيت -سبحان الله العظيم- جنيناً جاء به واحد من الناس إليَّ وقد وضعه في منديل مثل الإصبع ولكن - سبحان الله العظيم - أكبر ما فيه رأسه فرأسه كبير جداً ثم أكبر ما في رأسه عيناه ومن رآه فإنه يقشعرُّ جلده وترى يديه وفيها تخطيط الأصابع وتميُّزُ الأصابع وكذلك الرِّجلان وهذا الرجُلُ أتى به إليَّ يسألُ هل يُصلِّى عليه أم لا ؟ فأجبته : بأنه لا يُصلَّي عليه لأنه أقلُّ من أربعة أشهر

أنا آكل بملعقة لم يأكل بها غيري:

قال الشيخ رحمه الله: قيل لبعضهم: يا فلان إنك لا تأكل بالملعقة؟ قال: أنا آكل بملعقة لا يأكل معي فيها غيري, وأنتم تأكلون بملاعق كلّ يأكل بها, يقصد بالملعقة التي لم يأكل بها غيره يده, فيقول: أنا أعرف أن يدي نظيفة, ولم يأكل بها غيري, أما أنتم فكل شفة أكلت بملعقة صاحبها فسوف تمس هذه الملعقة, فأنا أنظف منكم, وكلامه صحيح.

أول عدل الآخرة القبور:

قال الشيخ رحمه الله: قال بعضهم : إذا أردت صورة مصغرة ليوم القيامة فاخرج إلى المقبرة تجد فيها الشريف والوضيع, والذكر والأنثى, والصغير والكبير, كلهم سواء, كلهم تحت التراب...ما هناك أحد له قصر, ولا أحد عنده خدم, ولا أحد عنده شيء, ولهذا قيل : أول عدل الآخرة القبور, ومما يدل على ذلك قصة الأعرابي حيث جاء أعرابي إلى بلد فيها حاكم, فإذا الحاكم قد مات, فسأل عنه فقالوا : إنه مات, قال : أين ذهب ؟ قالوا : ذهب إلى المقبرة, فجاء إلى المقبرة يري الأبهة يريد الخدم والحشم, فلما دخل لم يجد إلا حفار القبور, قال : أين الحاكم الفلاني ؟ قال  الحاكم الفلاني هذا, قال: يا ويله, ثم قال : وهذا الذي بجواره ما هو ؟ قال : هذه امرأة عجوز ناقصة عقل مشهورة في السوق, وكان قبرها مرشوشاً إذ إنها قد دفنت قريباً, وقبر الحاكم يابس, قال : يا ويله هذه تسقى ماء وهذا لا يسقى ماء, وجلس يتعجب, فقال له حفار القبور : هذا الأمر كما رأيت...فهذا هو العدل رجل حاكم لا يُدخل عليه إلا باستئذان وامرأة ناقصة العقل هما سواء.

إحراجُ الناس بالأقسام عليهم:

قال الشيخ رحمه الله: يُذكر أن أعرابياً نزل بشخص كريم فقدم له.. القهوة فشرب كفايته وقال لصاحب البيت: كَفَى فتكرم صاحب البيت وأَلحَّ عليه بالشُّرب فشرب الأعرابيُّ ثُم صبَّ له من القهوة مرات كثيرةً حتى قال الأعرابيُّ : لا أستطيع فحلف صاحب البيت على الأعرابيِّ وكان مع الأعرابيِّ عصا كبيرة فقال الأعرابيُّ: ما حملت هذه إلا من ضيم الرجال ثم ضرب المُضيف صاحب القهوة فهنا كيف كان الإحراج يُؤدِّي إلى مثل هذا العمل فلا ينبغي إحراجُ الناس بالأقسام عليهم.

أكل التمر الذي في الزنبيل ولم يشبع:

قال الشيخ رحمه الله: القاعدة ( كلُّ من أخذ المال بغير حقه فإنه يُبتلى بالشُّحِّ كالذي يأكل ولا يشبع, لا ينفعه أكله, ولقد حدثنا أكابرنا سنّاً أنه أتى على أهل نجد زمان يسمى سنة الجوع, يأكل الإنسان الأكل الكثير الذي لا يأكله الجمل, بل أكثر مما يأكل الجمل نفسه, بالليل والنهار, ولكن لا يشبع أحداً, سبحان الله!

وحدثونا عن رجل كان عنده عُمَّال, ونزل إلى البلد, واشترى لهم تمراً, في زنبيل كبير, وحمله على رأسه... من البلد إلى بستانه ليعطي العمال, وبدأ يمشي ويأكل, ومع أنه قد أفطر في الصباح, فلما وصل إلى بستانه إذا التمر قد انتهى وهو لم يشبع, فتحير ماذا يصنع في العمال؟ يُقال: إنه جعل الزنبيل عند الماشية من أجل أنه إذا قالوا: هات الغذاء, قال تأويلاً: أكلته الماشية.

النمل يفهم ما يقوله لهُ الإنسان:

قال الشيخ رحمه الله: أخبرني بعض الطلاب من دولة مجاورة لنا أن بعض الإخوة يأتي إلى بيت النمل ويكلمه يقول: أسألكم بالله أن تخرجوا ويعطيهم زاداً ويقرأ بعض آيات من سورة النمل يقول: فيخرج النمل من مزرعته. وأيضاً مما أخبرني به قال : إنه كان عندنا في مسجد الحي عند باب المسجد نمل كثير, وهذا المسجد في دولة فيها صوفية فجاء أحد الإخوان المستقيمين من أهل السنة, وقال للنمل : أسألكم بالله أن تخرجوا من هذا المكان قال: فجئنا في اليوم الثاني فلم نجد النمل وكان مؤذن المسجد صوفياً فلما رأى رحيل النمل قال لهذا الأخ: أنت ولي, وسمعنا أن بعض الإخوان كان يجلس على كرسي صغير, ثم يقرأ آيات من القرآن فيرحل النمل عن بيته-الله أكبر- وهذا يدل على أن يفهم, وقصة سليمان دليل واضح على أنه يفهم

معرفة الإبل مورد الماء:

قال الشيخ رحمه الله: الإبل... تشرب الماء وتروي, ثم تبقى تأخذ خمسة أيام في أيام الصيف مع أن أشعة الشمس متسلطة عليها, وتأكل ترم حتى من اليابس, ويكفيها ما بطنها من الماء....وليس أدلَّ منها على الماء, فهي تدل الماء, ويذكرون قصصاً كثيرة, أنه إذا ضاع الناس تركوا الإبل على هواها, ثم لا يدرون إلا وقد أوقفتهم على الماء, وهذا صحيح, والقصة المشهورة من أهل بلد ذهبوا وضاعوا في صحراء الدهناء, ولحقهم العطش, فأحدهم ألهمه الله عز وجل فربط نفسه على رحل البعير وتركه, وإخوانه الآخرون لم ينتبهوا لهذا, أو كانوا في طريق ثان, المهم أنهم لم يربطوا أنفسهم, فصار الواحد منهم يغمى عليه فيسقط ويموت, ومات نحو ثلاثة عشر رجلاً, وهذا الرجل بقي مغمى عليه لا يدري, ومشت الإبل حتى أناخت عند المورد, وإذا عنده أناس يسقون, فأدركوا هذا الرجل, فقال لهم: أدركوا أصحابي إنهم ورائي, فذهبوا إليهم فوجدوهم قد ماتوا, الشاهد من هذا أن الإبل دلت الماء.

الفحل من الإبل من أكثر الحيوانات حقداً:

قال الشيخ رحمه الله: الفحل الإبل عضُّه شديد, فهو من أكثر الحيوانات حقداً, ولا ينسى حقده أبداً, وقد ذُكر لنا أن رجلاً كان في أحد أسواق الغنم والإبل, وكان مع الناس واقفاً ليشتري بعيراً, فإذا بجمل جاء مُنصباً إلى دماغ هذا الرجل فأمسكه بفمه, وضرب به الأرض, وبرك عليه, لولا أن الله تعالى يسّر أن تكون عادة الناس الذين يبتاعون الإبل ويشترونها يكون معهم عصي شديدة, فضربوا بها هذا الجمل حتى مات, وإلا لمات الرجل, فسئل الرجل عن السبب, قال : في مرة من المرات أراد هذا الجمل ناقة فمنعته عنها, فجعل هذا الجمل الحقد في قلبه حتى وجده.

  • 7
  • 0
  • 2,084

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً