استشهاد عمر المختار
لم يكن إطلاق لقب "أسد الصحراء" عليه من فراغ! فقد حارب المحتل 20 سنة، لم يكلّ فيها ولم يملّ! كما إنه قتل بالفعل أحد الأسود في إحدى رحلاته بالصحراء.
"نحن لا نستسلم. ننتصر أو نموت!"
"كن عزيزا، وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريا. فقد لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى."
"إننا نقاتل لأنّ علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا، حتى نطرد الغزاة أو نموت. وليس لنا أن نختار غير ذلك!"
قائل هذه العبارات، هو "أسد الصحراء" و"شيخ المجاهدين". هو المجاهد الذي خلدت ذكراه، فأطلق على يوم استشهاده: "يوم الشهيد".
كان يتيما، حيث توفى والده في رحلة للحج، ونشأ نشأة إسلامية منذ صغره، فتلقى تعليمه الإسلامي على يد الحركة السنوسية، القائمة على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
لم يكن إطلاق لقب "أسد الصحراء" عليه من فراغ! فقد حارب المحتل 20 سنة، لم يكلّ فيها ولم يملّ! كما إنه قتل بالفعل أحد الأسود في إحدى رحلاته بالصحراء. وكان إذا ذكرت هذه الحادثة أمامه، يقول: "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى."
عندما غزت إيطاليا الدولة العثمانية عام 1911، وأنزلت أسطولها في بنغازي، واحتلت ليبيا، كان عمر المختار يبلغ من العمر في ذلك الوقت 53 عاما. فواصل رحمه الله مقاومة المحتل حتى يوم استشهاده!
كان كالجبل الأشمّ الذي تحطمت على صخوره غطرسة إيطاليا وكبرياؤها الزائفة. فشنّ رحمه الله حرب العصابات عليها، فكشف زيفها وأزهق باطلها. لم تمنعه سنه الكبيرة، أو قلة أنصاره، أو ضعف إمكاناته، أو لهيب صحرائه، من مقاومة المحتل؛ لأنه صاحب رسالة، ولأنه قائل تلك الكلمات عن صدق ويقين.
وعندما وقع في الأسر، قبل 90 عاما، كان أسد الصحراء قد بلغ 73 عاما. وإمعانا في وضاعة المحتل وخسته، عمد إلى حشد أكبر عدد من الأهالي، ليحضروا مشهد إعدامه، حتى يقتل روح الجهاد في نفوسهم، ويوقع اليأس في قلوبهم! لكن جهاده وسيرة حياته، بقيت نبراسا لكل الأحرار!
- التصنيف: