توجيهات للدعاة إلى الله عز وجل من مصنفات العلامة الفوزان

منذ 2021-09-28

قال الشيخ: المداولات بين الحق والباطل ليست مستغربة, إنما الذي يستغرب هو ضعف المسلمين, وإخلاد المسلمين, وتخاذل المسلمين ومعهم الحق.

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن العلماء المتأخرين: العلامة صالح بن فوزان الفوزان والشيخ له مصنفات كثيرة, يسّر الله الكريم لي فقرأت بعضها, وانتقيت منها بعض التوجيهات للداعية إلى الله عز وجل, أسأل الله أن ينفع الجميع بها.

كل دعوة تهمش التوحيد ولا تهتم به, فهي دعوة خاسرة:

قال الشيخ: كل دعوة لا تقوم على التوحيد فإنها دعوة فاشلة, لا تحقق أهدافها, ولا تكون لها نتيجة, كل دعوة تهمش التوحيد ولا تهتم به, فإنها تكون دعوة خاسرة في نتائجها, وهذا شيء مشاهد معروف. وكل دعوة تركز على التوحيد فإنها تنجح بإذن الله وتثمر وتفيد المجتمع كما معروف من قضايا التاريخ.[دروس من القرآن الكريم:7]

يجب على الدعاة ألا يغفلوا عن هذا الأمر ويهتموا بأمور أُخرى ويبذلوا جهودهم فيها ولا يغطوا أعينهم عن واقع الناس الواقعين في الشرك وعبادة الأضرحة, واستيلاء الخُرافيين وطواغيت الصوفية على عقول الناس. هذا أمر لا يجوز السكوت عليه, وكل دعوة لا تتجه للنهي عنه فهي دعوة ناقصة.[شرح كشف الشبهات:24]

الإخلاص في الدعوة إلى الله عز وجل:

قال الشيخ: من شروط الدعوة إلى الله أن تكون خالصة لوجه الله, لا يراد منها رياء, ولا سمعة, ولا ظهوراً, ولا تعاظماً على الناس, وإنما غرض الداعية نفع الناس, وإنقاذهم من الظلمات إلى النور, هذه هي الدعوة إلى الله, أما الذي يدعو ليعظم, أو ليجل, أو ليحترم, أو ليعطى مالاً, أو ليترأس, أو يدعو إلى حزبية, أو إلى جماعة غير أهل السنة, أو إلى طائفة من الناس, أو إلى مذهب, فهذا لا يدعو إلى الله, وإنما يدعو إلى غير الله, فليس كل من دعا يكون داعياً إلى الله إلا إذا أخلص نيته لله عز وجل, وصار قصده تعريف الناس بالله, وردهم إلى الله, وتبصير الناس بالحق, وتنفيرهم من الشرك والبدع, هذا هو الذي يدعو إلى الله حقيقة ما أكثر الدعاة ولكن الذي يدعو إلى الله قليل.[التعليقات الواضحة على مقدمة الفتوى الحموية:46]

مناصحة ولاة الأمر بالطرق الشرعية:

قال الشيخ: يجب مناصحة ولاة الأمور بالطريقة اللائقة التي تحببهم في الخير وتحذرهم من الشر, فالمناصحة واجبة بالطرق الشرعية, لا نقول: إنه يُسكت عن أخطائهم وعن مخالفتهم, بل يناصحون بالطرق اللائقة التي كان السلف يناصحون بها ولاة الأمور من غير إظهار للإنكار عليهم أو الحديث عنهم في المجالس, أو غير ذلك, فإن هذا ليس من هدي السلف وهذا لا يأتي بخير, وإنما يزيد الشر شراً, لكن إذا وصلت النصيحة لهم بطريقة سرية تكون بينهم وبين الناصح, فهذا هو هدي السلف, وهذا هو منهج السلف الصالح, فإن قبلوا فالحمد لله, وإن لم يقبلوا برئت الذمة ومسؤوليتهم تكون عليهم. لكن المصلحة في طاعتهم والمصلحة في موافقتهم فيما وافقوا فيه الحق, يترتب عليه مصالح عظيمة, والإغضاء عن بعض أخطائهم وهفواتهم هذا من ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما.[شرح لمعة الاعتقاد:246]  

إذا ظهر النور اختفى أهل الباطل:

قال الشيخ: المداولات بين الحق والباطل ليست مستغربة, إنما الذي يستغرب هو ضعف المسلمين, وإخلاد المسلمين, وتخاذل المسلمين ومعهم الحق.

والذي يستغرب هو صمود أهل الباطل, وتكاتف أهل الباطل وليس معهم إلا الباطل, فأهل الباطل إنما يعيشون في الظلام, إذا اختفى النور ظهر أهل الباطل, لأنهم لا يعيشون إلا في الظلام.

أما إذا ظهر النور فإن أهل الباطل يختفون, والنور هو الحق, والذي يظهر النور إنما هو أهله المستمسكون به.[ محاضرات في العقيدة والدعوة:1/216]

وظيفة الإمام والمؤذن أفضل وأشرف الوظائف:

قال الشيخ: وظيفة الإمام هي أفضل الوظائف, وهي عمل الرسول صلى الله عليه وسلم, وكذلك وظيفة المؤذن, فأشرف وظيفة هي وظيفة الإمام والمؤذن, فهما أشرف من عمل الوزير, وأشرف من جميع الأعمال.[شرح مسائل الجاهلية:260]

الجمع بين الترغيب والترهيب في دعوة الناس:

قال الشيخ: ينبغي على الدُّعاة والوعّاظ أن لا يعتمدوا على آيات الوعيد فحسب, وأن لا يبالغوا في تخويف الناس, وإنما عليهم أن يبادروا إلى فتح الرجاء والطمع في رحمة الله, وعليه فإن الأصل في ذلك ترغيبهم وترهيبهم, فيجمعون بين هذا وهذا, وعدم اقتصارهم على ذكر آيات العذاب والوعيد, أو الاقتصار على ذِكر آيات الرحمة والثواب, هذا هو المطلوب من الدُّعاة والوعّاظ والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.[شرح أصول الإيمان:109]

الدعوة المبنية على الكتاب والسنة لا يمكن القضاء عليها:

قال الشيخ: الدعوة لا أحد يفضي عليها, لأنها مبنية على الكتاب والسنة, فهي دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم, فلا يمكن القضاء عليها أبداً, لأن الله سبحانه سيحميها, وإن أصابها أهلها شيء من القتل, أو الاستيلاء من قبل عدوهم, فإن الدعوة لن تتضرر أبداً, بل هذا يزيدها قوة وصلابة, لأنها دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم, والله تكفل بنصرتها وأنها ستبقى.[شرح رسالة الدلالة في حكم موالاة أهل الإشراك لسليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب: 16]

                     كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 3
  • 0
  • 1,660

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً