الأمن والاستقرار

منذ 2021-11-09

إن من حق كل إنسان أن ينجح، وأن يحقق النجاح لنفسه وفي وطنه، وأن يسهم في نجاح غيره، لا أن يكون عائقًا، يوفر كل أسباب الفشل، قاطعًا للطريق، وإن ضعفت همته، عن عمل الخير، يكف عن الناس أذاه...

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد الأمين؛ أما بعد:

قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا» إن من حق كل إنسان أن ينجح، وأن يحقق النجاح لنفسه وفي وطنه، وأن يسهم في نجاح غيره، لا أن يكون عائقًا، يوفر كل أسباب الفشل، قاطعًا للطريق، وإن ضعفت همته، عن عمل الخير، يكف عن الناس أذاه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك» وقال: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت»، فالإسلام دين يوصل إلى الخير، ويسعى إلى كبح الشر، ونشر السلم، إلى الاستقرار، وإلى تحقيق أمن بفكر آمن يلازمه، ونهى بذلك عن التحاسد والتباغض، والتدابر، فالتنافس له ضوابط شرعية وإخلاص، ولا يتكلم في العقاب والحدود إلا خاصته، العارفون به، والراسخون في العلم لتنفيذه؛ قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82]، وفساد ذات البين تحلق الدين، وتدفع إلى زرع روح الانتقام في النفوس، قال الله سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

 

وقال أيضًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أُحدثكم بما هو خيرٌ لكم من الصدقة والصيام، صلاح ذات البين، ألا وإن البغضة هي الحالقة»، قدَّم ذلك على الصيام والصدقة، إن كانت البغضاء موجودة جعل لها الدواء أولًا؛ لأنها تقضي على الدين وتستأصله، وخسارة الإنسان الحقيقية هي خسارة دينه، وجاء أيضًا في الحديث: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يَخذله» )، وقال: ( «لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه»، وصلاح الفرد من صلاح المجتمع، والمجتمع الذي لا يسعى إلى فكر آمن إلى السلم والاستقرار؛ لتسلَم القلوب والنفوس للنجاة إلى المصالح الكلية التي هي قوام الدنيا بالدين، يعيش هذا المجتمع في صراع نفسي يحمل هم العداوات والبغضاء والشحناء التي لا تنتهي يفشل لا محالة وإن توفرت له أسباب النجاح.

______________________________________
الكاتب: فضيلة بنت محمد

  • 0
  • 0
  • 1,287

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً