الـولاء والبـراء
فالولاء والبراء قضيةٌ عقدية، مُرتبطة بالنُّصرة للدِّين والمتابعة للحق، وهو أمرٌ لا تهاون فيه ولا تنازل؛ فالمسلم مُطالَب بنصرة أخيه المسلم وموالاته ضدَّ أعدائه من المحاربين سواء بالسلاح أو بالكلمة..
الولاء والبراء ركنٌ ركين وأصلٌ أصيل في عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فبها يكون ولاء العبد لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولدينه وللمؤمنين، ويكون البراء من أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وأهل السنة والجماعة هم أكثر الخلق تطبيقًا لقضية الولاء والبراء، فهم يوالون في الله تعالى ويتبرَّؤون لله تعالى، معيارهم ومقياسهم واحد، وهو مدى التزام مَنْ يُوالون بمنهج الله تعالى والتمسُّك بالعقيدة الصحيحة؛ مُعلين بذلك أواصر المودَّة والرحمة والمحبة في الله على كلِّ ما عداها من عصبيةٍ أو قبليةٍ أو حتى رحم، وقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم خير مَثَلٍ في هذا الأمر؛ ومن ذلك ما أورده ابن كثير رحمه الله في سبب نزول الآية، حيث قال: (أُنزلت هذه الآية: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ...} إلى آخرها [المجادلة: 22]، في أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح، حين قَتَل أباه يوم بدر؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين جعل الأمرَ شورى بعده في أولئك الستة رضي الله عنهم: "ولو كان أبو عبيدةَ حيًّا لاستخلفته".
وقيل في قوله: {وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ}: نزلت في أبي عبيدة، قتل أباه يوم بدر. {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ}: في الصديق، هَمَّ يومئذٍ بقتل ابنه عبدِ الرحمن، {أَوْ إِخْوَانَهُمْ}: في مصعب بن عمير، قَتَل أخاه عبيد بن عمير يومئذٍ. {أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}: في عمر، قَتَل قريبًا له يومئذٍ أيضًا، وفي حمزةَ وعليٍّ وعبيدةَ بنِ الحارث، قَتَلوا عتبةَ وشيبةَ والوليدَ بنَ عتبة يومئذٍ، والله أعلم.
قلت: ومن هذا القبيل حين استشار رسولُ الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في أُسارى بدر، فأشار الصديقُ بأن يفادوا، فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين، وهم بنو العمِّ والعشيرة، ولعلَّ اللهَ أنْ يهديهم. وقال عمر: لا أرى ما رأى يا رسول الله، هل تُمكِّنني من فلانٍ - قريب لعمر - فأقتله، وتمكِّن عليًّا من عقيلٍ، وتمكِّن فلانًا من فلانٍ؛ ليعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادةٌ للمشركين... القصة بكمالها)[1]. والحديث عن "الولاء والبراء" يُجمع في أربعة أمور:
أولًا: تعريف الولاء والبراء:
• الولاء في اللغة: يُطلق الوليُّ على: النَّاصرِ، والتَّابعِ المُحِبِ، والصَّاحبِ، والوليُّ: ضِدُّ العدو، والولايةُ: النُّصرة والمحبَّة[2].
• الولاء في الاصطلاح: هو التَّناصر والتَّعاضد عن حبٍّ في الله، وترابطٍ في دينه، إذْ قد يكون التناصر والتعاضد بسبب تحالفٍ أو عصبيةٍ من نوعٍ مَّا، أو غيرِ ذلك من الأسباب الدنيوية[3]، ومنه قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71]، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [الأنفال: 73]. (أي: يتناصرون ويتعاضَدون)[4].
• البراء في اللغة: من بَرِئَ إذا تخلَّص، وإذا تنزَّه، وتباعد[5].
• والبراء في الاصطلاح: (هو البُعد، والخَلاص، والعداوة بعد الإعذار والإنذار) [6]، ومنه قوله سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الممتحنة: 4].
والخلاصة: أنَّ مدار الولاء والبراء على المحبَّة والبغض؛ المحبَّة والوِلاية لله ورسوله ولأهل الإيمان، والكراهة والعداوة لعدوِّ الله ورسوله وللكفار[7].
ثانيًا: قواعد مهمة في (الولاء والبراء):
القاعدة الأُولى: لا يتمُّ الإسلام إلاَّ بالبراءة ممَّا سواه. ودليلها: قوله سبحانه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِي * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الزخرف: 26-28].
القاعدة الثانية: الولاء والبراء يكون لله تعالى. ودليلها: قوله تعالى: {وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]. فالأصل أنَّ المسلم يُوالي كلَّ مَنْ والاه الله، ويُعادي كلَّ مَنْ عاداه الله، ويتبرَّأ منه؛ فإنَّ مَنْ والى في الله تعالى، وعادى في الله سبحانه، وأحبَّ في الله، وأبغض في الله فقد حقَّق ولاية الله تعالى.
القاعدة الثالثة: البراءة من الكفار، ومُعاداة العاصي بحسب معصيته: ودليلها: قوله سبحانه: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22].
قال ابن تيمية رحمه الله: (إذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور، وطاعة ومعصية، وسُنَّة وبدعة، استحقَّ من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا؛ كاللِّص الفقير تُقطع يدُه لسرقته، ويُعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومَنْ وافقهم)[8].
ثالثًا: وجوب موالاة المؤمنين:
تضافرت نصوص الكتاب والسنة على وجوب موالاة المؤمنين، وأنَّ الولاء إنما يكون بالحق والعدل الموافق لمرضاة الله تعالى، بعيدًا عن الظلم والجور:
1- قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
وجه الدلالة: موالاة المؤمنين والمؤمنات بعضُهم لبعض في المحبة والانتماء والنصرة، مع اتِّصافهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الصلاة، وملازمة طاعة الله ورسوله على الدوام.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مقتضيات الولاء؛ إذ أنه لحبِّه إيَّاه وحِرصِه على ما فيه مصلحته ومنفعته أمَرَه بالمعروف الذي يُقرِّبه من الله سبحانه ومن الفوز بنعيمه، ونهاه عن المنكر الذي يُباعد بينه وبين الله سبحانه، ثم يُدخله النار.
2- وقال تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» )[9]. وجه الدلالة: المؤمنون والمؤمنات يُوالي بعضُهم بعضًا في التحابِّ والتَّراحم والتعاطف؛ كالجسد الواحد يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ولا يرى الكفار منهم إلاَّ غلظةً وشدَّة.
3- وقال تعالى: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54]. وجه الدلالة: من موالاة المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض أنهم للمؤمنين أذلةً؛ من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولِينهم، ورِفقهم، ورأفتهم، ورحمتهم بهم وسهولة جانبهم، وعلى الكافرين بالله، المعاندين لآياته، المكذبين لرسله أعزة، قد اجتمعت هِمَمُهم وعزائمهم على معاداتهم[10].
4- وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ... وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ} [الأنفال: 72].
وجه الدلالة: أنَّ النُّصرة من حقيقة الموالاة بين المؤمنين، و(هذا عقدُ موالاةٍ ومحبة، عَقَدَها الله بين المهاجرين، الذين آمنوا وهاجروا في سبيل الله، وتركوا أوطانهم لله؛ لأجل الجهاد في سبيل الله، وبين الأنصار الذين آووا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه وأعانوهم في ديارهم وأموالهم وأنفسهم، فهؤلاء بعضهم أولياء بعض؛ لكمال إيمانهم، وتمام اتِّصال بعضهم ببعض)[11].
رابعًا: وجوب البراءة من الكافرين وأعداء الدِّين:
دلَّت النصوص الشرعية على وجوب براءة المؤمنين والمؤمنات من الشرك وأهله وعموم أعداء الدِّين:
1- قال تعالى: {لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28].
وجه الدلالة: نهى الله تعالى المؤمنين عن موالاة الكافرين؛ بالمحبة، والنصرة، والاستعانة بهم على أمرٍ من أمور المسلمين، وتوعَّد مَنْ يفعل ذلك بأنْ ينقطع عن الله سبحانه، وليس له في دين الله نصيب؛ لأنَّ موالاة الكافرين لا تجتمع مع الإيمان، الذي يأمر بموالاة الله، وموالاة أوليائه المؤمنين المتعاونين على إقامة دين الله، وجهاد أعدائه[12].
2- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]. وجه الدلالة: في الآية الكريمة دليل على الابتعاد عن الكفار، وعن معاشرتهم وصداقتهم، والميل إليهم، فلا يتولاهم إلاَّ مَنْ هو مِثْلُهم.
قال ابن عطية رحمه الله: (مَنْ تولاَّهم بمعتقده ودينه فهو منهم في الكفر واستحقاق النِّقمة والخلود في النار، ومَنْ تولاهم بأفعاله من العَضْد ونحوه دون معتقد، ولا إخلالٍ بإيمان فهو منهم في المَقْت والمَذَمَّة الواقعة عليهم)[13].
3- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 57].
وجه الدلالة: نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن سائر الكفار؛ أولياء، يحبونهم، ويتولَّونهم، ويُبدون لهم أسرارَ المؤمنين، ويُعاونونهم على بعض أمورهم، التي تضرُّ الإسلام والمسلمين، وأنَّ ما معهم من الإيمان، يوجب عليهم ترك موالاتهم، ويحثهم على معاداتهم[14].
4- قوله تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22].
وجه الدلالة: (لا يكون العبدُ مؤمنًا بالله واليومِ الآخِرِ حقيقةً، إلاَّ كان عاملًا على مقتضى إيمانِه ولوازمِه؛ من محبةِ مَنْ قام بالإيمان وموالاتِه، وبُغْضِ مَنْ لم يقم به ومُعاداتِه، ولو كان أقربَ الناس إليه)[15].
قال ابن تيمية رحمه الله: (فأخبَرَ أنك لا تجدُ مؤمنًا يُوادَّ المُحادِّين لله ورسوله؛ فإنَّ نَفْسَ الإيمان يُنافي مُوادَّتَه كما ينفي أحدُ الضِّدَّين الآخَرَ، فإذا وُجِدَ الإيمانُ انتفى ضِدُّه وهو موالاة أعداء الله، فإذا كان الرجل يُوالي أعداءَ اللهِ بقلبِه كان ذلك دليلًا على أنَّ قلبَه ليس فيه الإيمانُ الواجب)[16].
ويجب أن نُشير إلى أمر غاية في الأهمية، وهو أنَّ أهل السنة يُفرِّقون بين الولاء والبراء عقيدةً، وبين حسن التعامل وآداب التواصل مع غير المسلمين سلوكًا.
فالولاء والبراء قضيةٌ عقدية، مُرتبطة بالنُّصرة للدِّين والمتابعة للحق، وهو أمرٌ لا تهاون فيه ولا تنازل؛ فالمسلم مُطالَب بنصرة أخيه المسلم وموالاته ضدَّ أعدائه من المحاربين سواء بالسلاح أو بالكلمة؛ من التشنيع والتشهير والتلبيس على الناس وبثِّ الشُّبه وغير ذلك من وسائل الغزو الفكري والثقافي التي يتستَّرون خلفها بغيةَ محاربة الدِّين.
ومن ثَمَّ، فالولاء والبراء يكون من أعداء الدِّين الذين يُظهرون عداوتهم للدِّين ويحاربوه بأيِّ وسيلةٍ من الوسائل. ولكن الإسلام ذاته قد ندب المسلمين إلى حسن معاملة غير المسلمين، والإحسان إليهم، طالما لم يُظهِروا عداوتهم للدِّين.
وعلى هذا المنهج المعتدل المُتَّزن بميزان الشريعة سار أهل السنة والجماعة، وكتُبُهم خيرُ شاهدٍ على ذلك لما فيها من فقه التعامل مع غير المسلمين من تأصيلٍ شرعي مُتَّسع لما أشرنا إليه بصورة تعكس مدى سعة أُفقهم، وقوة استدلالهم، ورجاحة منطقهم فيما أقرُّوه في هذا الشأن، حتى شهد لهم المُنصِفون من أصحاب الدِّيانات الأخرى، ومن المستشرقين مِمَّا يضيق المقام عن ذِكره هنا.
[1] تفسير ابن كثير، (8 /54).
[2] انظر: لسان العرب، (15 /411).
[3] انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطال (10 /18).
[4] تفسير ابن كثير، (2 /370).
[5] انظر: تهذيب اللغة، (15 /193).
[6] الولاء والبراء، د. محمد بن سعيد القحطاني (ص70).
[7] انظر: أهل السنة والجماعة، د. صالح الدخيل. (ص238).
[8] مجموع الفتاوى، (28 /209).
[9] رواه البخاري، (2 /863)، (ح2314)؛ ومسلم، (4 /1999)، (ح2585).
[10] انظر: تفسير السعدي، (ص236).
[11] تفسير السعدي، (ص327).
[12] انظر: تفسير السعدي، (ص127).
[13] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، (2 /204).
[14] انظر: تفسير السعدي، (ص236).
[15] تفسير السعدي، (ص848).
[16] مجموع الفتاوى، (7 /17).
- التصنيف: