همسات في كلمات 2

منذ 2021-12-25

من الأساليب النافعة في بيان الحق، وتقريبه للخَلْق، ورد شبهات المبطلين، ضرب الأمثال، وهي كثيرة في القرآن

 

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، هذه هي الباقة الثانية في هذه السلسلة المباركة بإذنه الله تعالى، وهي صوت خافت في وسط هدير مزعج، وبصيص نور في مواجهة الظلمات، أسأل الله تعالى أن يكتب لها القبول ويجعلها من الباقيات الصالحات.

  • المنافقون أشد خطراً على الإسلام من الكفار المظهرين للعداوة، فهم أعداء داخل الصف، وطفيليات سامة، وبثور متقيحة بين صفوف المسلمين، لهم الصدارة في العداوة رغم خفائهم، لأجل هذا وغيره نجد في أول سورة البقرة خمس آيات عن المؤمنين، وآيتان عن الكفار، وثلاثة عشر آية عن المنافقين، والله تعالى قال:  {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} وعند الحديث عن الكافرين {(إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)} ، لاحظ الفرق بين (الْعَدُوُّ) و(عَدُوًّا)، فلنحذر أشد الحذر منهم، فخطرهم أشد، وعدواتهم أخفى، وجهادهم أولى، {(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)} .
  • الله خلقنا وخلق كل شيء وكفى، هذا من أعظم الأدلة على عجز الخلق، فمن يستطيع أن يخلُق ذرة من العدم؟ فالمتفرِّد بالخلْق يجب أن يُفْرَد بالعبادة، فهل هناك أحد يخلق غير الله حتى يعبد... {(أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)} ، ومن العبادة الطاعة والتحكيم، فكل حكم خالف أمر الله فهو رجعية وتخلف وجاهلية... {(أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)} .
  • (العاقل لا يرى لنفسه ثمنا إلا الجنة)[1]، فنعيم الدنيا يعقبه فناء، ويتخلله أمراض وأحزان، وهموم غموم، وسبحان الله هذه من أسباب بلوغ نعيم الجنة لمن صبر واحتسب، ففي الحديث «(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) » فالمؤمن بالله واليوم الآخر تكون الأحزان والهموم والغموم زاده للوصول للجنة، فـ (لولا مصائب الدنيا لوردنا يوم القيامة مفاليس) كما قال أحد السلف، وفي كتاب ربنا: {(وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)} .. الخطير في الأمر أنَّ مَن فاتته الجنة فمصيره النار، ولا فريق ثالث ولا توجد مناطق رمادية .. ( {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)} .
  • من الأساليب النافعة في بيان الحق، وتقريبه للخَلْق، ورد شبهات المبطلين، ضرب الأمثال، وهي كثيرة في القرآن، فالعناية بالأمثال تعلًّماً وتعليماً غاية في الأهمية...فكلنا محتاجين لتعلم ضرب الأمثال، الأم مع أولادها، الأب مع أبناءه، الشيخ مع طلابه، المعلم مع تلاميذه، الخطيب مع مستمعيه ... {(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)} .. فالأمثال طريق معبَّد وقصير للوصول إلى الفِطَر الصافية والعقول السليمة، وربطها بخالقها، حيث الطمأنينة والفلاح في الدارين .. {(مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)} .
  • هناك من يقول جهلاً أو خبثاً، أن الشريعة الإسلامية لا دخل لها بالسياسة أو الاقتصاد أو كليهما معاً، والواقع أن هذا من أبطل الباطل إذْ أنَّ أي قضية سياسية أو اقتصادية أو غيرها لا تخرج عن أحد الأوصاف الخمسة: الواجب والمندوب والمحرم والمكروه والمباح، فنتحدَّى أي أحد على وجه الأرض يأتي بقضية سياسية أو اقتصادية أو غيرها من المجالات تخرج عن أحد هذه الأوصاف... فالحمد لله على كمال الشرع، وجلاء الحق، وتمام النعمة، فلو أخذنا السياسة مثلاً فكم هي عدد التفاسير وكلها ذكرت جوانب سياسية، وقل مثل ذلك كتب الحديث وشروحها، والسيرة والفقه وأصول الفقه لو جمعت الكتب الإسلامية التي ذكرت الجوانب السياسية في الشريعة لكانت ناطحة سحاب... ( {وَنَزَّلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء} ).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وإلى اللقاء في الهمسات القادمة بإذن الله تعالى

  • 3
  • 0
  • 973

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً