عبرة الطفل ريان

منذ 2022-02-07

وكم من أطفال ماتوا في ظروف قاسية وفي أماكن مجهولة وبحوادث وجرائم مروعة ولا أحد يعرف عنهم شيئا ولم تسمع بهم قناة ولا صحيفة

في قرية نائية شمال المغرب، خرج هذا الطفل الثلاثاء الماضي من منزله ولم يكن يعلم أنه لن يبقى ماشيا على سطح الأرض كثيرا، ولن يجتمع مع أقرانه ليلهو معهم، ولن يصل إلى الدكان ليشتري له الحلوى، ولن يرجع إلى بيته مرة أخرى، بل سيسقط في بئر ضيق عميق، لا طعام فيه ولا ماء ولا فراش، وحيد شريد لا يرى أو يسمع فيه صوت أحد.

وقريب من ذلك حدث مع يوسف - عليه السلام - الذي ألقاه إخوته في بئر أيضا، بيد أن يوسف وجد من يدلوا دلوه إليه فخرج، أما في عصر التقنية والآلات والأقمار الاصطناعية فلم يتمكن أحد من النزول إلى الطفل ريان أو أن يمد له حبلا.

نعم جلبو المهندسين ومعهم معداتهم ومكثو خمسة أيام بالياليها يعملون بلا كلل أو ملل يحفرون منفذا أفقي أملا في إنقاذ روح عاجزة لا حول لها ولا قوة، لكن قدر الله يمشي بلا استئذان من أحد ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئه، فالذي قدر ليوسف - عليه السلام - البقاء قدر لغيره الفناء، لقد وصلوا إليه وقد لفظ أنفاسه الأخيرة.

وهذه هي الحياة، لا أحد يرى صفحات قدره، ومحال أن يعلم أحد ما الذي سيحدث له غدا وبعد غد، وأين سيمون وكيف..؟  

وكم من أطفال ماتوا في ظروف قاسية وفي أماكن مجهولة وبحوادث وجرائم مروعة ولا أحد يعرف عنهم شيئا ولم تسمع بهم قناة ولا صحيفة، لكن الطفل ريان جعل العالم كله يحكي قصته، لماذا؟ ما الذي عمل وما شأن والديه، لا جواب لدي. 

وكم هي الأزمات والفتن والحروب التي يتلظى بنارها المسلمون اليوم حتى يترأى للناظر أن لا أمل في اجتماع كلمتهم وتوحد صفهم، لكن الإهتمام الكبير من العرب والمسلمين بما حدث وتضامنهم ودعوات الأمهات يذكرنا بقول النبي ﷺ:  (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ).

  • 8
  • 0
  • 1,628

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً