فضل الجمعة في الدنيا والآخرة

منذ 2022-02-25

من الغفلةِ أن يسعى المسلمُ في طلب الدنيا مجتهدًا في ذلك طوال الأسبوع، حتى إذا جاء يومُ المزيدِ (الجمعة) اتَّخذه يومًا للراحة والكسل، أو للعب، أو للتسوُّق، أو للنزهة، فتراه في باقي الأيام يجدُّ ويجتهد؛ لينال أجرًا من الدنيا قليلًا وما ذلك إلا {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا}

عن أبي هريرةَ، وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أضلَّ الله عن الجمعةِ مَن كان قبلَنا، فكان لليهود يومُ السبت، وكان للنصارى يومُ الأحد، فجاء اللهُ بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعةَ والسبتَ والأحد، وكذلك هم تَبعٌ لنا يوم القيامة، نحن الآخِرون من أهل الدنيا، والأوَّلون يوم القيامة، المَقضيُّ لهم قبل الخلائقِ»؛ (صحيح مسلم).

 

قال المازري: فيه دليلٌ على فساد تعلُّق اليهود والنصارى بالقياس في هذا الموضع؛ لأن اليهودَ عظَّمت السبتَ لما كان فيه فراغُ الخلق، وظنَّتْ ذلك فضيلةً تُوجِب تعظيمَ اليوم، وعظَّمتِ النصارى الأحدَ لما كان فيه ابتداءُ الخلق، واتَّبع المسلمون الوحيَ والشرع الواردَ بتعظيمِ يومِ الجمعة؛ فعظَّمُوه.

 

قال ابن القيم: فهو اليومُ الذي يُستحبُّ أن يُتفرَّغ فيه للعبادة، وله على سائر الأيام مزيَّة بأنواعٍ من العبادات واجبة ومستحبَّة، فاللهُ سبحانه جعل لأهلِ كلِّ ملَّة يومًا يتفرَّغون فيه للعبادة، ويتخلَّوْن فيه عن أشغالِ الدنيا، فيومُ الجمعة يومُ عبادة، وهو في الأيام كشهرِ رمضانَ في الشهور، وساعة الإجابةِ فيه كليلةِ القدر في رمضان؛ ولهذا مَن صحَّ له يومُ جمعتِه وسَلِم، سَلِمت له سائر جمعته، ومن صحَّ له رمضانُ وسَلِم، سَلِمت له سائر سَنَتِه، ومن صحَّت له حجَّته وسَلِمتْ له، صحَّ له سائر عمرِه؛ فيومُ الجمعة ميزان الأسبوع، ورمضانُ ميزان العام، والحجُّ ميزان العمر.

 

ومن فضائل وخصائص هذا اليوم:

1- أن الله جعله لنا عيدًا أكرمنا به:

عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه قال: عُرضتِ الجمعة على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم جاءه بها جبرائيلُ عليه السلام في كفِّه كالمرآة البيضاءِ، في وسطها كالنُّكْتة السوداء، فقال: «ما هذه يا جبرائيل؟ قال: هذه الجمعةُ، يَعرِضُها عليك ربُّك؛ لتكون لك عيدًا، ولقومك من بعدِك، ولكم فيها خيرٌ، تكون أنت الأولَ، وتكون اليهود والنصارى من بعدِك، وفيها ساعةٌ لا يدعو أحدٌ ربَّه فيها بخيرٍ هو له قَسْمٌ إلا أعطاه، أو يتعوَّذ من شرٍّ إلا دفع عنه ما هو أعظم منه، ونحن ندعوه في الآخرة يومَ المزيد»؛ (صحيح الترغيب والترهيب).

 

2- أنه خيرُ يوم طلعَتْ فيه الشمس:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُهبِط، وفيه تِيب عليه، وفيه قُبِض، وفيه تقوم الساعةُ، ما على وجه الأرض من دابَّة إلا وهي تصبحُ يوم الجمعة مصيخةً حتى تطلع الشمس؛ شفقًا من الساعة إلا ابن آدمَ، وفيه ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه إياه»؛ (صحيح النسائي).

 

مصيخة: أي: مُصغية مستمعة، قال صاحب عون المعبود: لأن القيامةَ تَظهرُ يوم الجمعة بين الصبحِ وطلوع الشمس.

قال الأمين الشنقيطي: فهذا اليومُ تُصبِحُ الدواب مشفقةً فيه من قيام الساعة، فقد جاء في السنة إثباتُ إدراك الحيوانات للمغيَّبات، فضلًا عن المشاهدات... فهذا إدراكٌ وإشفاق من الحيوان، وإيمانٌ بالمغيب، وهو قيام الساعة وإشفاق من الساعة أشد من الإنسان.

 

3- يُسنُّ الغسل فيه، والسواك، والتطيُّب؛ إظهارًا لفضله:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «الغُسْلُ يوم الجمعة واجبٌ على كلِّ محتلم، وأن يستنَّ، وأن يمسَّ طيبًا، إن وجد»؛ (صحيح الجامع).

 

4- صلاةُ صبحِه في جماعةٍ خيرٌ من باقي الصلوات:

عن ابن عمرَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن أفضلَ الصلوات عندَ الله صلاةُ الصبح يومَ الجمعة في جماعة»؛ (سلسلة الأحاديث الصحيحة).

 

5- المُبكِّر للجمعة يكون قد تقرَّب بأعظم قربان:

عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن اغتسل يومَ الجمعة غُسْل الجَنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرَّب بَدَنة، ومَن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرَّب بقرة، ومن راحَ في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشًا أقرنَ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرَّب دجاجةً، ومَن راح في الساعة الخامسةِ فكأنَّما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة؛ يستمعون الذكرَ»؛ (رواه مالك، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذيُّ، والنسائيُّ، وابن ماجه).

 

يقول ابن القيم: إن الجمعةَ لمَّا كان في الأسبوع كالعيدِ في العام، وكان العيدُ مشتملًا على صلاة وقُربانٍ، وكان يومُ الجمعة يومَ صلاةٍ - جعل اللهُ سبحانه التعجيلَ فيه إلى المسجد بدلًا من القربان، وقائمًا مقامَه؛ فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاةُ، والقربان.

 

6- المُبكِّر للجمعة يكون له بكل خطوة إلى المسجد عملُ سنةٍ: صيامِها، وقيامِها:

عن أوسِ بنِ أوسِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن غسَّل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يَركَبْ، ودنا من الإمام، واستمَعَ ولم يَلْغُ - كان له بكلِّ خطوةٍ عمل سنة: أجرُ صيامها، وقيامها»؛ (صحيح المشكاة).

 

وغسَّل: أي: غسَل رأسه، كما دلَّ عليه الحديث الذي رواه أبو داود وصحَّحه الألباني عن أوس الثقفي: ((مَن غسَّل رأسَه يوم الجمعة واغتسل...)) وساق نحوه.

 

ومن قصَّر في التبكير وفرَّط، فهو محرومٌ، قد حَرَم نفسَه من أجرٍ عظيمٍ جدًّا، قد يُقارِبُ أجرَ ليلةِ القدر، كان سينالُه بقليل عملٍ!

قال الشوكانيُّ: والحديث يدلُّ على مشروعية الغُسْل يوم الجمعة.... وعلى مشروعية التبكيرِ، والمَشْيِ، والدُّنوِّ من الإمام، والاستماع وترك اللَّغْو، وإن الجمعَ بين هذه الأمور سببٌ لاستحقاق ذلك الثواب الجزيل.

 

7- من زاد على تبكيرِه أربعَ خصالٍ من خصال الخير، كتب من أصحاب الجنة:

عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمسٌ مَن عملهنَّ في يوم كتبَه اللهُ من أهل الجنة: مَن عاد مريضًا، وشَهِد جِنازةً، وصام يومًا، وراح يوم الجمعة، وأعتق رقبةً»؛ (صحيح الترغيب والترهيب).

 

8- يُسنُّ كثرةُ الصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فيه، ومَن صلَّى عليه صلاة صلى الله عليه عشرًا:

عن أنس رضي الله عنه أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «أَكثِروا الصلاةَ عليَّ يوم الجمعةِ وليلة الجمعة، فمَن صلَّى عليَّ صلاةً صلى الله عليه عشرًا»؛ (سلسلة الأحاديث الصحيحة).

 

9- يُغفَر لمَن شهدها ولم يلغُ فيها ما بينَ الجمعتَيْنِ:

عن سلمانَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَغتسِلُ رجل يومَ الجمعة ويتطهَّر ما استطاع من طهرٍ، ويَدَّهِن من دهنِه، أو يمسُّ من طيبِ بيتِه، ثم يخرج فلا يُفرِّق بين اثنين، ثم يصلِّي ما كتب له، ثم ينصتُ إذا تكلَّم الإمام - إلا غُفِر له ما بينَه وبينَ الجمعة الأخرى»؛ (رواه البخاري).

 

10- قراءة سورة الكهف فيه نور:

عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قرأ سورةَ الكهف في يوم الجمعة، أضاءَ له من النور ما بينَ الجمعتَيْنِ»؛ (صحيح الجامع).

 

11- فيه ساعة إجابة لا يردُّ فيها الدعاء:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يومُ الجمعة اثنتا عَشْرة ساعةً، لا يوجد فيها عبدٌ مسلم يسألُ اللهَ شيئًا، إلا آتاه إيَّاه، فالتمسوها آخرَ ساعةٍ بعد العصر»؛ (صحيح أبي داود).

 

قال ابن رجبٍ: {يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [يونس: 107]، فمن أصابَتْه سَعِد سعادة لا يشقى بعدَها أبدًا؛ فإن أعظمَ نفحاته مصادفةُ دعوة الإجابة، يسألُ العبد فيها الجنة والنجاة من النار؛ فيُجاب سؤاله؛ فيفوز بسعادةِ الأبدِ قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185].

 

وفي هذا الحديث دليلٌ على أن أولَ ساعة فيه تبدأُ من بُزوغ الفجرِ، وليس من شروق الشمس، وفيه أيضًا أنه مَن دخل المسجدَ عند الفجر ينقلب زيادةً على ما سبق بأجرِ حجَّة وعمرة تامَّة؛ فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن صلَّى الفجر في جماعةٍ، ثم قَعد يذكر اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَيْنِ - كانت له كأجرِ حجَّة وعمرة تامَّة تامَّة تامَّة»؛ (صحيح الجامع).

 

12- مَن مات فيه وقاه اللهُ فتنةَ القبرِ: عن عبدِالله بنِ عمرٍو رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن مسلمٍ يموتُ يوم الجمعةِ، أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنةَ القبر»؛ (صحيح الجامع).

 

13- لا يخصُّ ليلَها بقيامٍ، ولا نهارَها بصيام؛ لأنها عيدٌ، وحتى يكون ذلك أجمع لقوى المسلم على كثرةِ الاجتهاد:

عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لا تخصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيامٍ من بين الليالي، ولا تخصُّوا يومَ الجمعة بصيامٍ من بين الأيام، إلا أن يكونَ في صومٍ يصومُه أحدكم»؛ (صحيح مسلم).

 

14- تشهدُ على أهلها يوم القيامة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 1 - 3]: «اليوم الموعودُ يومُ القيامة، واليومُ المشهودُ يوم عرفةَ، والشاهدُ يوم الجمعة، وما طلَعتِ الشمسُ ولا غربَتْ على يوم أفضل منه؛ فيه ساعةٌ لا يُوافِقُها عبدٌ مسلم يدعو اللهَ بخيرٍ، إلا استجابَ اللهُ له، ولا يستعيذُ من شرٍّ إلا أعاذه الله منه»؛ (صحيح الجامع).

 

15- تبعث زهراء منيرة تضيء لأهلها:

عن أبي موسى الأشعريِّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ يبعث الأيامَ يوم القيامة على هيئتِها، ويبعث يوم الجمعة زهراءَ منيرةً، أهلُها يحفُّون بها كالعروس تُهدَى إلى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانُهم كالثلجِ بَياضًا، وريحهم تسطعُ كالمسكِ، يخوضون في جبال الكافورِ، ينظرُ إليهم الثقلان ما يطرقون تعجُّبًا حتى يدخلوا الجنة لا يخالطُهم أحدٌ إلا المؤذِّنون المُحتسِبون»؛ (سلسلة الأحاديث الصحيحة).

 

يقول ابنُ رجب: "جعلَ اللهُ سبحانه وتعالى لبعض الشهور فضلًا على بعضٍ، كما جعل بعضَ الأيام والليالي أفضلَ من بعضٍ، وجعل ليلة القدر خيرًا من ألف شهر... وما من هذه المواسم الفاضلةِ موسمٌ إلا ولله تعالى وظيفةٌ من وظائف طاعاته يُتقرَّبُ بها إليه، ولله فيها لطيفة من نفحاته يُصيب بها من يشاءُ بفضله ورحمته، فالسعيدُ مَن اغتَنم مواسمَ الشهور والساعات، وتقرَّب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبَه نَفحةٌ من تلك النفحات؛ يَسعدُ بها سعادة يأمنُ بعدَها من النار وما فيها من لفحات... هذه النَّفحات بلا شكٍّ ستُصيب من يتعرَّض لها، أما الغافلُ عنها فأحسَن اللهُ عزاءَه.

 

فمن الغفلةِ أن يسعى المسلمُ في طلب الدنيا مجتهدًا في ذلك طوال الأسبوع، حتى إذا جاء يومُ المزيدِ اتَّخذه يومًا للراحة والكسل، أو للعب، أو للتسوُّق، أو للنزهة، فتراه في باقي الأيام يجدُّ ويجتهد؛ لينال أجرًا من الدنيا قليلًا، وما ذلك إلا {إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان: 27].

 

وفيما يلي بعض الأحاديث في الترهيب عن التخلُّف عن الجمعة:

1- عن عقبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلاكُ أمتي في الكِتاب واللَّبَنِ»، فقيل له: يا رسول الله، ما بالُ الكتاب؟ قال: «يتعلَّمُه المنافقون، فيتأوَّلونه على غيرِ ما أنزل الله عز وجل، ثم يجادلون به المؤمنين»، فقيل له: وما بالُ اللَّبَن؟ قال: «أناسٌ يُحبُّون اللبن، فيبتغون الريفَ؛ فيخرجون من الجماعات، ويتركون الجُمُعات»؛ (سلسلة الأحاديث الصحيحة).

 

2- وعن ابن عمر، وأبي هريرة أنهما قالا: سمعنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ على أعوادِ منبره: «ليَنتهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدعِهم الجمعاتِ، أو ليَختِمَنَّ اللهُ على قلوبهم، ثم ليُكونُنَّ من الغافلين»؛ (صحيح مسلم).

 

3- وعن سَمُرة بن جُنْدب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احضروا الذكرَ، وادنوا من الإمام؛ فإن الرجلَ لا يزالُ يتباعدُ حتى يُؤخَّر في الجنَّة، وإن دخلَها»؛  (صحيح أبي داود).

 

ففي هذا أنه من تخلَّف عنها لغيرِ عذرٍ استحقَّ الوعيد الشديد الواردَ فيها من الطَّبْع على قلبه، واتِّصافه بصفات المنافقين، وتأخُّره في الجنة - وإن كان من أهلها - وكونه من الغافلين عن طاعة اللهِ عزَّ وجل، وأن التهاونَ والتكاسل عن أداء ما أوجب الله تعالى من الطاعة سببٌ للطَّبْع على القلب؛ كما قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14].

 

أعاذنا اللهُ تعالى بمنِّه وكرمه من الخِذْلان، وجنَّبَنا أسبابَ السخطِ والحرمان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبُنا ونعم الوكيل.

__________________________________________________
الكاتب: محمد حباش

  • 2
  • 0
  • 2,996

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً