مختصر آداب و أوقات الدعاء

منذ 2022-03-29

الدعاء نعمة عظيمة امتنَّ الله بها على عباده، حيث دعاهم بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ووعدهم أن يستجيب لهم. وتوعد من استكبر الدعاء بالذلة والإهانة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم. أما بعد:

فالدعاء نعمة عظيمة امتنَّ الله بها على عباده، حيث دعاهم بقوله:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ووعدهم أن يستجيب لهم. وتوعد من استكبر الدعاء بالذلة والإهانة. فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. [غافر:60]. وأخبر سبحانه وتعالى بأنه قريب يُجيب دعوة الداعي: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، ثم أخبر سبحانه بسببين من أسباب إجابة الدعاء: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. [البقرة/186]، الإيمان والاستجابة لله تعالى. ولأهمية الدعاء وفضله قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة». (رواه البخاري).

ـ من شروط الدعاء:
التوحيد.
الإخلاص لله فيه.
قال تعالى:
{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ}. [الزمر:14-15]

ـ آداب الدعاء
1ـ الإخلاص لله تعالى
2ـ حضور القلب في الدعاء، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«... واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب لاه».
3ـ حُسن الظن بالله، قال صلى الله عليه وسلم:
«ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة».
4ـ سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلي. قال تعالى:
{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. [الأعراف:180]
5ـ الثناء على الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء وآخره.
6ـ أن يسأل الله بعزم. قال صلى الله عليه وسلم:
«إذا سأل أحدكم فليعزم المسالة، ولا يقل: إن شئت فأعطني، فإن الله لا مُستكره له».
7ـ الاعتراف بالذنوب والخطايا. كما جاء في حديث سيد الاستغفار.
8ـ دعاء الله في الرخاء والشدة
9ـ أن يكون المأكل والمشرب والملبس حلالاً.
10ـ الوضوء واستقبال القبلة.
11ـ رفع اليدين، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله حييٌ كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين».
12ـ خفض الصوت. قال تعالى:
{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}. [الأعراف:55]
13ـ تكرار الدعاء ثلاثاً والإلحاح فيه.
14ـ ألا يدعو بإثم أو قطيعة رحمٍ، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم».
15ـ أن يتوسل إلى الله تعالى بصالح عمله.
16ـ أن يتحرى في دعائه الجوامع منه. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يستحب الجوامع من الدعاء، ويدعُ ما سوى ذلك.

ـ أوقات وأماكن إجابة الدعاء:
1ـ ليلة القدر.
2ـ يوم عرفة في عرفات.
3ـ آخر ساعة من الجمعة.
4ـ جوف الليل الآخر.
5ـ عند النداء للصلاة المكتوبة.
6ـ بين الأذان والإقامة.
7ـ بعد الصلوات المكتوبة.
8ـ في السجود.
9ـ في شهر رمضان.
10ـ عند صياح الديكة.
11ـ عند نزول الغيب.
12ـ عند التحام الصفوف.
13ـ عند شرب ماء زمزم.
14ـ بعد رمي الجمرة الصغرى.
15ـ بعد رمي الجمرة الوسطى.
16ـ داخل الكعبة، والحِجر من الكعبة.
17ـ على الصفا.
18ـ على المروة.
19ـ عند المشعر الحرام.
20ـ عند الدعاء بـ (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
21ـ الدعاء عند المريض.
22ـ إذا وقعت عليه مصيبة فدعا بـ (إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها)
23ـ الدعاء باسم الله الأعظم.

ـ الدعوات المستجابات:
1ـ دعوة المضطر، لقوله تعالى: 
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. [النمل:62]
2ـ دعوة المظلوم، لقوله صلى الله عليه وسلم: 
«اتقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».
3ـ دعوة الوالد على ولده، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده».
4ـ دعوة الولد لوالده، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد فيقول، أي رب، أنَّى لي هذه الدرجة؟ فيقول: بدعاء ولدك لك».
5ـ دعوة الإمام العادل: لقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم».
6ـ دعوة المسافر، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«ثلاث دعوات لا شك في إجابتهن (وعد منهن) ودعوة المسافر».
7ـ دعوة الصائم، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر...» الحديث).
8ـ دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«ما من عبدٍ مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل ذلك».
9ـ دعوة من لم يستبطئ الإجابة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت ربي فلم يستجب لي).
10ـ دعوة من استيقظ من نومه وهو يذكر الله، لقوله صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ تَعَارَّ ( أي : استيقظ ) مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ». (رواه البخاري 1154).
___________________________________________________________________
 (1) كتاب جوامع الدعاء من الكتاب والسنة – منصور الراشد

 (2) كتاب جوامع الدعاء حياة القلوب وجلاء للذنوب – د. خالد الجريسي
_______________________________________________________________
كتبة: أحمد خالد العتيبي.

  • 1
  • 0
  • 1,881

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً