الصدقة في رمضان وفضلها(٢) صدقتك سنابل خير في رمضان
• واحتساب النفقة على أهل بيتك صدقة؛ عن عقبة بن عمرو رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أنفق الرجلُ على أهلِه نفقةً وهو يحتَسِبُها، كانت له صدقةً» (صححه الألباني).
وأعمال الصدقة كثيرة في رمضان؛ منها: إطعام الطعام؛ قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 8 - 12]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنًا على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم» (صحَّحه الألباني).
أتريد الجنة؟ أتريد أن يطعمك الله من ثمارها؟ هيَّا إخوتي في الله، فلنتصدق من مال الله، هيا لنكفل أسرة، فهناك الكثير من المسلمين والمحتاجين والفقراء، جوعى وعطشى، فكن يد الخير والأمل التي تمتد إليهم، وتزيل عن أطفالهم آهات الجوع، كن لهم سنبلة خيرٍ، فيتضاعف لك الأجر والثواب مما أنفقت.
وأما تفطير الصائمين فقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: «مَن فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» (رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
ولا تحقرن من المعروف شيئًا: تعين الرجل على دابته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، وهذه أوجه كثيرة من سنابل الخير وإخراج الصدقة، وشربة ماء تضعها لطائر أو حيوان في رمد الحر تبتغي بها وجه الله تكون في ميزانك صدقة.
المهم أن تُخرج صدقتك مما تحب، فهذا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما كان يتصدق على من يقابله بالسكر، فكان يحمل قطعة سكر في جيبه ويتصدق بها، فسُئِلَ عن ذلك، فقال: قال الله عز وجل: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وأنا أحب السكر.
ومن فوائد الصدقة وإكثارك من إخراج سنابل الخير في شهر رمضان:
• أنها وقاية من عذاب النار؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " «يا معشر النساء، تصدقنَ ولو مِن حُليكنَّ؛ فإني رأيتكنَّ أكثر حطب جهنم، فقامت امرأة منهن سفعاء الخدين، فقالت: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأنكن تُكثرنَ الشكاة، وتكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر كله، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط» "، ففي هذا الحديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمات بالصدقة، والمرء في ظل صدقته يوم القيامة تدفع عنه بها حرَّ النار، سواء كان ذكرًا أو أنثى.
• أنها تدفع عنا البلاء والوباء والمرض بإذن الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة» (حسنه الألباني في صحيح الجامع).
وأيضًا لها أثر طيب في قبول الدعوات، وقد أكد ابن القيم أن للصدقة أثرًا عجيبًا في قبول الدعاء، وفي فعل المعروف أيًّا كان، (فصنائع المعروف تقي مصارع السوء).
• زيادة في الرزق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " «ما نقص مالٌ من صدقة، بل تزده، بل تزده، بل تزده» "، فإذا أردت زيادةً ومضاعفة لسنابلك في رمضان، فلتُكثر من إخراج الصدقات.
• الصدقة سبب لدخول الجنة: عن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن قال: لا إله إلا الله، خُتِم له بها دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاءَ وجه الله خُتِم له به دخلَ الجنة، ومَن تصدَّق بصدقةٍ ابتغاءَ وجه الله، خُتِم له بها دخل الجنة» (صححه الألباني).
• واحتساب النفقة على أهل بيتك صدقة؛ عن عقبة بن عمرو رضي الله تعالى عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أنفق الرجلُ على أهلِه نفقةً وهو يحتَسِبُها، كانت له صدقةً» (صححه الألباني).
• ويوم يضم عليك القبر لا يوسعه عليك إلا الصدقة، يوم تدنو الشمس من الرؤوس، ويبلغ الكرب النفوس، فتكون يوم القيامة في ظل صدقتك تُزيل بها عنك أهوال هذا اليوم.
• ويقول النبي أيضًا في فضل الصدقة: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة الرحم» فلنجمع إخوتي في الله بين العبادتين، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح» أي: الذي يُضمر لك الكره والعداوة، فلنُكثِر من الصدقة إخوتي في الله، فالجنة سلعة غالية، وما أعده الله للصائم فيها يجعلنا ننفق بسخاء؛ روِي عن النبي أنه قال: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام، وصلى والناس نيامٌ» .
هيَّا لنكن من أصحاب الهِمم العالية والغايات السامية، لنكن يد العون التي تمتد إلى كل نفس تعففت في طلب السؤال، وكتمتْ آهات الذل والفقر والجوع، ابحثوا عمن لا يسألون الناس إلحافًا، قدموا الخير لأنفسكم، ورققوا القلوب، وخفِّفوا من معالم البؤس والحزن في النفوس؛ {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ} [البقرة: 272].
فاطمة الأمير
كاتبة أسعى للتغيير و الإصلاح، وهدفي الدعوة إلى الله، لدي بفضل الله العديد من المقالات وبعض الكتب منها: رمضان بداية حياة، هل يستويان؟!، حتى لا تغتال البراءة.
- التصنيف: