آداب النوم
"استحضِرْ نية النوم - الوضوء قبل النوم - النوم على الشق الأيمن - ضَعْ يدَك اليمنى تحت خدك الأيمن - دعاء قبل النوم - قراءة بعض القرآن قبل النوم - صلاة الوتر - قراءة المعوِّذات ومسح الجسد بها - ما يقال عند الفزع أثناء النوم..."
آداب النوم:
1- استحضِرْ نية النوم:
فقد سبق أن بينا وأكدنا على أمر النية؛ فهي شرطٌ قبل أي عمل، ومهمة قبل الشروع في أي واجب، فعلى المسلم أن يستحضر نيته عند النوم، ويسأل نفسه: لماذا سأنام؟ وما النية التي أستحضرها للنوم؟ فإذا فعل ذلك كان نومه بعد استحضار النية في ميزان حسناته.
2- الوضوء قبل النوم:
عن البراء بن عازبٍ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأَ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، وبنبيِّك الذي أرسلت، فإن متَّ من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت»[18].
3- النوم على الشق الأيمن:
من حديث البراء السابق، بعد أن أوصاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوضوء، قال له: «ثم اضطجع على شقك الأيمن..».
4- ضَعْ يدَك اليمنى تحت خدك الأيمن:
عن حفصةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: «اللهم قِنِي عذابَك يوم تبعث عبادك» ثلاث مِرارٍ[19].
5- دعاء قبل النوم:
وبعد أن أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم البراء بالوضوء، ثم الاضطجاع على الشق الأيمن، طلب منه أن يقول دعاء قبل النوم، وهو: «اللهم أسلمتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن متَّ من ليلتك، فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»، قال: فرددتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت: اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، قلت: ورسولك، قال: «لا، ونبيك الذي أرسلت».
وعن أنسٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، قال: «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤويَ»[20].
6- قراءة بعض القرآن قبل النوم:
عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ {الم * تَنْزِيلُ} [السجدة: 1، 2]، {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1][21].
وعن العرباض بن سارية: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ المسبحات، ويقول: «فيها آيةٌ خيرٌ من ألف آيةٍ»[22]، وفي رواية ثالثة، قالت عائشة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر"[23].
وبجمع الروايات المتقدمة، يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ السجدة، والمُلْك، والمسبِّحات - السور التي تبدأ بـ: سبَّح، أو يُسبِّح - وسورة الإسراء والزمر، وكل هذه مستحبات، فمن فعلها كانت له، وإلا فلا شيء عليه.
7- صلاة الوتر:
عن أبي هريرة، قال: "أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ لا أدعهن في سفرٍ ولا حضرٍ: ركعتي الضحى، وصوم ثلاثة أيامٍ من الشهر، وألا أنام إلا على وترٍ"[24].
8- قراءة المعوِّذات ومسح الجسد بها:
عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلةٍ جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق: 1]، {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مراتٍ"[25].
9- احذَرِ النومَ على بطنك:
عن أبي هريرة، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا مضطجعًا على بطنه فقال: «إن هذه ضِجْعةٌ لا يحبها الله»[26].
10- أذكار النوم:
ومنها: عن أبي هريرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربِّ وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين»[27].
ومنها: عن حذيفة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: «باسمك اللهم أموت وأحيا»، وإذا استيقظ من منامه قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»[28].
ومنها: كان عبدالله بن عمر إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم أنتَ خلقتَ نفسي، وأنت تتوفاها، لك محياها ومماتها، اللهم إن توفيتَها فاغفر لها، وإن أحييتَها فاحفظها، اللهم إني أسألك العافية، فقال له رجلٌ من ولده: يا أبة، أكان عمر يقول هذا؟ قال: بل خيرٌ من عمر كان يقوله، قال: فظننا أنه عن النبي صلى الله عليه وسلم [29].
ومنها: عن البراء بن عازبٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا فلانُ، إذا أويتَ إلى فراشك فقل: اللهم أسلمتُ نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت أجرًا»[30].
11- قراءة آية الكرسي وأواخر البقرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كَذُوبٌ، ذاك شيطانٌ»[31].
وعن أبي مسعودٍ البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، مَن قرأهما في ليلةٍ كفَتاه»[32].
12- ما يقال عند الفزع أثناء النوم:
عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا فزع أحدكم في النوم، فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومِن همزات الشياطين وأن يحضرونِ، فإنها لن تضرَّه»[33].
13- لا تنَمْ بعد أكل، ولا تسرف في نوم:
فأكلك قبل النوم قد يعوق قيام الليل، والاستيقاظ لصلاة الفجر، أما الإسراف فنحن منهيُّون عنه بكل صُوَره، وفي جميع ما يتعلق به، فلا تسرف في الطعام ولا في الشراب، ولا تسرف في النوم، أو الراحة، فكل شيء بتوازن واعتدال.
14- لا تنَمْ وحدك:
فلو أن إنسانًا لا يحب الوحدة، ويخاف من العزلة، فليجتنب النوم منفردًا في بيت؛ حتى لا يتلاعب به الشيطان؛ فذلك مما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوَحْدة؛ أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده"[34].
15- حاسِبْ نفسك قبل أن تنام:
وهذا مِن أجمل ما تختم به يومك، فبعد أن مضى يومك وانتهى وفعلت فيه ما فعلت، قد تذكر ذنبًا وقد لا تذكر، وقد تكون تعمَّدت فعل معصية، أو أخطأت فلم تدرِ ما المعصية، فاخلُ بنفسك قبل نومك، واستغفر الله مما تعمدت ومما أخطأت، حتى تنام وأنت مطمئن، ولتكن هذه المحاسبة دافعةً لك في أن تستقبل يومًا جديدًا بعد الاستيقاظ، وتتذكر أنك حاسبت نفسك.
16- لا تنَمْ وفي قلبك غلٌّ لأحد.
♦♦♦
__________________________________
[17] انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد، للإمام ابن القيم، ج1/ ص81، 82، مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان، ط27/ 1415ه/ 1994م.
[18] البخاري 247، 6311، ومسلم 2710.
[19] أبو داود 5045، وصححه الألباني.
[20] مسلم 2715.
[21] الترمذي 2892، وأحمد 14659، حديث صحيح.
[22] الترمذي 3406، وحسنه الألباني.
[23] الترمذي 2920، وقال: حسن غريب.
[24] أبو داود 1432، وصححه الأرناؤوط.
[25] البخاري 5017.
[26] الترمذي 2768، وقال الألباني: حسن صحيح.
[27] البخاري 6320.
[28] البخاري 6324.
[29] صحيح ابن حبان 5541، ومسند أبي يعلى 5676، وإسناده صحيح.
[30] البخاري 7488.
[31] البخاري 3275.
[32] البخاري 4008 ، ومسلم 807.
[33] الترمذي 3528، وحسنه الألباني.
[34] مسند أحمد 5650، وقال العلامة/ أحمد محمد شاكر: إسناده صحيح.
[35] البخاري 1977، مسلم 1159.
[36] مسند أحمد 10424، وإسناده صحيح.
[37] سنن أبي داود، وقال الألباني: صحيح.
[38] البخاري 1961.
[39] مسلم 1164.
[40] سنن أبي داود 2437، وقال الألباني: صحيح.
[41] مسلم 1162.
[42] البخاري 3397.
[43] مسلم 1162.
[44] سنن الترمذي 745، وقال الألباني: صحيح.
[45] سنن الترمذي 747، وقال الألباني: صحيح.
[46] البخاري 1178.
[47] مسلم 1159.
[48] مسلم 1156.
[49] سنن النسائي 2357، وقال الألباني: حسن.
[50] البخاري 2840، مسلم 1153.
- التصنيف: