امنح نفسك السعادة كل صباح
الابتسامةُ وصيةٌ مِن أُمناءِ السماء الأنبياءِ عليهم الصلاة والسلام؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تبسُّمُكَ في وجهِ أخيك صدقةٌ».
عفوًا، ليس كل صباحٍ فقط، بل كل حين..
كثيرًا ما تشُدُّني (الابتسامة)؛ لكوني أنظر إليها من زاوية أخرى، الابتسامة عندي إحدى نوافذِ الغيب المشرق، أو هكذا أظن...
هي شديدةُ الإغـراء حين ترتسِمُ على شِفاهِ الأطفالِ.
أما حين تحضُرُ عند التعاتُبِ بين الأحباب، فيصعُبُ وصفُ وقعِها.
هي إِذْنٌ لحياةٍ جديدةٍ أن تبدأ.
ولك في الحياةِ الزوجية آلافُ المواقف والأمثلة.
الابتسامةُ وصيةٌ مِن أُمناءِ السماء الأنبياءِ عليهم الصلاة والسلام؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «تبسُّمُكَ في وجهِ أخيك صدقةٌ».
لكن لا تحدِّثْني عن الابتسامة الخجولِ المرسومة على وجهِ فتاةٍ مخطوبة؛ لأنها إحدى لوحاتِ الجمال اللانهائية في خباياها وأسرارها.
الابتسامةُ عند اللقاء - يا سادة - حِضنٌ دافئٌ قبل المصافحة.
الابتسامةُ مِن وراء سماعة الهاتف أثناء المكالمة، أو مِن وراء لوحة المفاتيح حين المحادثة - تواصلٌ مؤثِّرٌ من نوع خاص.
أمُّ بني إسرائيل العجوز (سارة) عليها السلام انفتحَتْ أمامها نافذةُ بُشرَى مِن نوافذ الغيب بعد أن ضحِكَتْ: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا} [هود: 71].
نحن نضحك حين نسمع لهجاتِ بعضنا البعض، لكن الابتسامة تقفز على كل اللهجات واللغات، أظن أن هذه القفزةَ تُدخِلها موسوعة جينيس.
يقول الله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا} [النمل: 19]، المتبسِّم سليمانُ النبي عليه السلام، والطرف الآخر نملةٌ مِن جنسِ خَلْقٍ آخر.
بالفعل، الابتسامةُ تخطَّتْ كل اللغات واللهجات.
الابتسامة لغةٌ مشتركة، ونَغَمٌ تذوبُ فيه أجناسُ المخلوقات والجمادات..
فإذا كان الجِذعُ الذي كان يخطب عليه الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم قد حَنَّ كالطفل، وصار له خنينٌ وأنين - فإني أظن أن المنبرَ الآخر في حالةٍ من التبسُّم والفرح بمنصبه الجديد.. أو هكذا أعتقد! وما أدراك؟! فلعل الجماداتِ لها ابتسامٌ مِن لون آخر.
أصنافُ الابتسامات كثيرة، وألوانها غيرُ محصورة؛ فكلُّ لونٍ تمزجُه بغيره يُحدِثُ نوعًا جديدًا مِن الابتسامات.
أعجبتني الـ: (س) الواردة في أول اسمٍ ما مِن أسماء الضاحكين المتبسِّمين في القرآن (سارة)، و(سليمان) عليهم السلام.
ولا تنسَ حرف (S) الوارد في كلمة (smile).؟؟!!
عمومًا، لا تذهب بعيدًا في التفسير، فأنا تستوقفُني مثلُ هذه المصادفات الجميلة لا أكثر!
لكن نوعًا من الابتسامات كثيرًا ما يبهرُني، يستهويني، ويُغريني إلى حَدِّ التفلُّت.
حين أرى أحدهم يبتسم؛ لأنه وقَف على معلومةٍ علمية، أو قيمةٍ فكرية تسمى (الحكمة)، هنا فقط أشرَقُ بحُلو المذاق لهذه الابتسامة؛ شِفاهٌ تبتسمُ مِن أجل معلومةٍ أو حكمة؟
يا ألله، ما هذه اللوحة الربَّانية الساحرة؟!
إنها ابتسامة بمئات الملايين من الدولارات.
فكم كان وراء هذه الابتسامات مِن اكتشافات علمية، وحكمة ازدهرت بالنوع البشري، وقدمته على غيرِه مِن المخلوقات.
بقِيَ أن تعرفَ أن أعظمَ ضحِكٍ له خصوصيةٌ مِن دون مشابهةٍ أو مماثلةٍ هو حين يضحَكُ الذي خَلَقَ الضحك؛ ففي الحديث: (يضحَكُ ربُّك ...).
أما لَفْتةُ الأعرابي، فقد كانت أشبَهَ بالمتحدث الرسمي عمَّا في نفوسِنا: (لن نعدمَ خيرًا مِن ربٍّ يضحَكُ).
نسيتُ أن أخبرَك أن الابتسامةَ تَزيدُ مِن نسبة الأوكسجين في ......
لعلك أن تُكمِلَ قراءة الفوائد الصحيَّة للابتسامة على هاتفِك الذَّكي ...
دُمْتَ بابتسامةٍ!
_________________________________________________________
الكاتب:خالد يحيى محرق
- التصنيف:
عنان عوني العنزي
منذ