شعائر يوم العيد
قال - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر» (أخرجه أبو داود بإسناد جيد).
عن عبدالله بن قرط - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر» أخرجه أبو داود بإسناد جيد[1].
الحديث دليل على فضل يوم النحر وأنه أعظم الأيام عند الله تعالى، وهو يوم الحج الأكبر، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يوم الحج الأكبر يوم النحر» (أخرجه أبو داود بسند صحيح) [2].
وعن عقبة بن عامر- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يوم عرفه، يوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام...» أخرجه أصحاب السنن، إلا ابن ماجه بإسناد صحيح[3].
وعيد النحر أفضل من عيد الفطر، لأن عيد النحر فيه الصلاة والذبح، وذلك فيه الصدقة والصلاة، والنحر أفضل من الصدقة، كما أن يوم النحر يجتمع فيه شرف المكان والزمان لأهل الموسم.
وفي هذا اليوم وظائف نرتبها كما يلي:
1- الخروج إلى مصلى العيد على أحسن هيئة، متزينًا بما يُباح، تأسيًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يترك التنظيف والتزين حتى يذبح أضحيته، كما يفعله بعض الناس، ويبكر إلى المصلى، ليحصل له الدنو من الإمام، وفضل انتظار الصلاة.
2- يسن التكبير في طريقة إلى المصلى حتى يخرج الإمام للصلاة، وإذا شرع الإمام في الخطبة ترك التكبير، إلا إذا كبر فيكبر معه.
3- تسن مخالفة الطريق، وهو أن يذهب من طريق ويرجع من آخر؛ لما ورد عن جابر بن عبدالله بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال (كان النبي- صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق) أخرجه البخاري[4].
4- يسن في عيد الأضحى ألا يأكل شيئًا حتى يصلي، لما ورد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: (كان النبي- صلى الله عليه وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي) أخرجه الترمذي[5].
5- صلاة العيد سنة مؤكدة يحرص المسلم على أدائها، وينبغي حث الأولاد على حضورها، حتى الصبيان، إظهارًا لشعائر الإسلام، ومن أهل العلم من قال بوجوبها.
6- بعد الصلاة والخطبة يذبح أضحيته بيده إن كان يحسن الذبح، ويأكل منها، ويهدي للأقارب والجيران، ويتصدق على الفقراء، ويجوز ادخار لحوم الأضاحي، وأما النهي عن الادخار وعن أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاث فهو منسوخ على قول الجمهور، ويرى بعض أهل العلم أنه غير منسوخ بل متى وجد بالناس حاجة حرم الادخار.
ولا تجوز الاستهانة بلحوم الأضاحي أو رمي ما يحتاج منها إلى تنظيف بحجة مشقة تنظيفه، بل من تمام الشكر الاستفادة منها كلها أو إعطائها من يستفيد منها ولو كلف ذلك جهدًا.
7- لا بأس بالتهنئة بالعيد، وتجب زيارة الوالدين والأقارب للتهنئة بالعيد، وزيارتهم تقدم على الأخوة في الله، لأن الواجب على المسلم أن يبدأ بمن حقهم آكد، وصلتهم أوجب.
اللهم أت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الأخرة، واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين، وصلي وسلم على نبينا محمد...
[1] أخرجه أبو داود (184/5) بإسناد جيد، كما قال الألباني في تخريج المشكاة (810/2)، ويوم القر: هو اليوم الذي يلي يوم النحر، لأن الناس يقرون بمنى.
[2] أخرجه أبو داود (420/5) وابن ماجه (1016/2)، وأخرجه البخاري تعليقًا (320/8).
انظر: إرواء الغليل (300/4).
[3] أخرجه أبو داود (2419) والترمذي (773) والنسائي (252/5) وأحمد (605/28) وقال الترمذي: "حديث صحيح حسن " وصححه ابن خزيمة (2100) وابن حبان (368/8).
[4] أخرجه البخاري (472/2 فتح).
[5] أخرجه الترمذي (98/3) وابن ماجه (292/1) وأحمد (87/28) من طريق ثواب بن عتبة، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه مدفوعا، وإسناده حسن، ثواب بن عتبه متكلم فيه، وقد وثقه ابن معين، وقال أبو داود: (ليس به بأس) وعليه فهو صدوق، حسن الحديث، وهذا الحديث صححه الحاكم (294/1) ووافقه الذهبي، وكذا ابن حبان وابن ماجه وابن القطان.
______________________________________________
- التصنيف:
- المصدر: