من أقوال السلف في البركة

منذ 2022-07-28

للسلف أقوال في البركة, يسّر الله الكريم, فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:فالبركة هي الخير الكثير الدائم, وهي من نعم الله عز وجل الكثيرة على عباده, وتكون في كل شيء, في الوقت, وفي العلم, وفي الأبناء, وفي المال, وفي التجارة, وفي الرزق, قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: الكرامة أمر خارق عن المعتاد يتفضل الله به على بعض عباده المؤمنين...ولها صور متعددة  فمن ذلك: البركة سواء في الوقت, أو في المال, أو في القدرة, والولاية.

وبركة الله عز وجل لا نهاية لها, قال العلامة السعدي رحمه الله: بركة الله لا نهاية لها, وجوده لا حد له, والقليل إذا بارك فيه صار كثيراً, ولا قليل في نعم ربنا, فله الحمد والشكر بجميع أنوعهما حمداً على ما له من أنواع الكمالات.

وقال العلامة العثيمين رحمه الله: الله تعالى إذا أنزل البركة في شيء سدَّ ما يسده غيره بأضعاف مضاعفة, وإذا نُزعت البركةُ من شيء, فما أسرع ما يزول, ولا ينتفع به الإنسان, وقال رحمه الله: إذا أنزل اللهُ البركة لشخص فيما أعطاه, صار القليلُ منه كثيرًا, وإذا نُزعت البركة صار الكثيرُ قليلًا, وكم من إنسان يجعل الله على يديه من الخير في أيام قليلة ما لا يجعل على يد غيره في أيام كثيرة, وكم من إنسان يكون المال عنده قليلًا لكنه مُتنعِّم في بيته, قد بارك الله في ماله, وأحيانًا تُحسُّ بأن الله بارك لك في هذا الشيء, بحيث يبقى عندك مُدَّةً طويلة.

للسلف أقوال في البركة, يسّر الله الكريم, فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

 

  • البركة في اتباع ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

** قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: من مشى في نعل أو خف واحدة, أو بدأ في انتعاله بشماله, فقد أساء وخالف السنة وبسئما صنع إذا كان بالنهي عالماً, ولا يحرم عليه مع ذلك لباس نعله ولا خفه, ولكنه لا ينبغي له أن يعود, فالبركة والخير كله في أتباع أدب رسول الله وامتثال أمره.

** قال العلامة العثيمين رحمه الله: وأهم شيءٍ أن يسير الإنسان في عباداته وَفْقَ ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو الخير والبركة فليست العبادة ذوقًا إذا استحسَنه الإنسان، تعبَّد لله به.

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: البركة في الزمان, وفي الرزق, وفي النبت, إنما يكون من طريق قوة الإيمان, واتباع الأمر, واجتناب النهي.

** قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: المؤمن الصالح التقي يكون مباركاً أينما كان, مباركاً على أهله, مباركاً على أصحابه, لا يُسمع منه إلا القول السديد, ولا يحصل منه إلا الإحسان فتجده ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء, بل هو كريم الأخلاق.

  • العدل سبب للبركات:

قال ابن حجر رحمه الله كثرة نزول الخيرات وتوالي البركات بسبب العدل وعدم الظلم

  • ترك المعاصي سبب للبركة:

قال العلامة السعدي رحمه الله: من ترك معاصي الله, ونفسه تشتهيها عوضه الله إيماناً في قلبه, وسعة, وانشراحاً, وبركة في رزقه.

من بركة الطاعة:

قال الإمام الغزالي رحمه الله: المطيع من بركة طاعته أن تكون كل نعمة في حقه جزاء على طاعته, ويوفق لشكرها, وكل بلية كفارة لذنوبه, وزيادة في درجاته.

  • من بركة صلاح الآباء على الأبناء

قال العلامة العثيمين رحمه الله: قال الله عز وجل: { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}   [الكهف: 82]، قال الشيخ رحمه الله: فكان من شكر الله عز وجل لهذا الأب الصالح أن يكون رؤوفًا بأبنائه، وهذا من بركة الصلاح في الآباء أن يحفظ الله الأبناء.

  • من بركة وجود الصالحين في المجتمع:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: قول زينب رضي الله عنها: "يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون" الصالح كل من قام بحق الله، وحق العباد، وفي هذا: دليل على أن وجود الصالحين في المجتمع يكون سببًا لمنعهم من الهلاك، وهذا من بركة الصلاح أن يدفع الله السوء عن الناس بسبب هؤلاء الصالحين.

  • من بركة الأبناء:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: أما بركة الولد فإن يجعل الله تعالى في ذلك معونة على طاعة الله، ويساعدك في أمورك، ومن بركة الأولاد أن يكونوا من طلبة العلم، وينفع الله بهم الناس.

  • من البركة التي يفيضها الله عز وجل على عبده أن يجعله محباً للعلم:

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: من أنواع البركة, التي يفيضها الله عز وجل على خاصة عباده: أن يمنّ عليهم بمحبة العلم, ومحبة تدارسه, والإقبال على ذلك.

 

قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : من أعظم أسباب البركة في العلم أن تكون نيتك صالحة فيه,...والنية الصالحة في العلم أن تنوى أن ترفع الجهل عن نفسك, ثم تنوى رفع الجهل عن عيرك, فمن استقام له هذان الأمران, أو الأول منهما, فهو على نية صالحة في العلم, فيرجى له القبول, وهذا القصد وهذه النية ينفعانك كثيراً إذا استحضرتهما في العلم.

  • من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله:

قال الإمام القرطبي رحمه الله: شرطي في هذا الكتاب: إضافة الأقوال إلى قائليها, والأحاديث إلى مصنفيها, فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله.

  • من بركة العلم: نشره وتعليمه:

** قال العلامة السعدي رحمه الله: من آداب العالم والمتعلم النصح وبث العلوم النافعة بحسب الإمكان حتى لو تعلم الإنسان مسألة وبثها كان ذلك من بركة العلم.

** قال العلامة العثيمين رحمه الله: البركة التي يجعلها الله تعالى على يد الإنسان أنواع: البركة في علمه، بحيث لا يجلس مجلسًا إلا انتفع الناس بعلمه، ولا شك أن من بركات الإنسان أن يكون حريصًا على نشر العلم، ويسلك في نشره الوسائل التي تُشوِّق الناس إلى العلم، ولا تُملُّهم. 

  • مجالس أهل العلم فيها البركة:

قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك: مجالسة أهل العلم والصلاح فيها خير وبركة لمجالسيهم.

  • أمور تحرم العبد من بركة العلم:

** قال الأوزاعي: إن الله إذا أراد أن يحرم عبده بركة العلم, ألقى على لسانه المغاليط, فلقد رأيتهم أقل الناس علماً.

** قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله: حب الظهور, والتفوق على الأقران, وجعله سلماً لأغراض وأعراض, من جاهٍ, أو مال, أو تعظيم, أو سمعة, أو طلب محمدة, أو صرف وجوه الناس إليك, فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية أفسدتها, وذهبت بركة العلم

** قال العلامة السعدي رحمه الله: لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن, فإن كل خير ونعمة وزيادة دينية أو دنيوية, أو أخروية, فإنها بسببه, وأثر من العمل به.

** قال العلامة العثيمين رحمه الله:

& بركة القرآن من حيث الأثر المترتِّب على تلاوته، سواء كان عامًّا أم خاصًّا، فالخاص ما يحصل للإنسان بتلاوة القرآن من انشراح الصدر، ونور القلب وطمأنينته كما هو مجرب لمن قرأ القرآن بتدبُّر.

& وبركة القرآن ما يحصل للمتمسِّك به من صحة القصد، وسلامة المنهج، والسعادة في الدنيا والآخرة.

  • بركة قراءة القرآن في البيوت:

قال العلامة ابن باز رحمه الله: القراءة في البيوت والصلاة فيها,...من القربات, ومما يحبُّه الله عز وجل, وهي سبب من أسباب وجود البركة في البيت, ومن أسباب قلَّة الشياطين فيها, لأنها تنفر من سماع ذِكر الله, فهي تكره سماع الخير وتحبُّ سماع الشر.

  • بركة الدعوة إلى الله, وتعليم الخير, والنهي عن الشر:

قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله عز وجل: ﴿ {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} ﴾ [مريم:31] أي: في أي مكان, وأي زمان, فالبركة جعلها الله في تعليم الخير والدعوة إليه, والنهي عن الشر, والدعوة إلى الله في أقواله وأفعاله.

  • بركة الأخلاق:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: البركة التي يجعلها الله تعالى على يد الإنسان أنواع: البركة في أخلاقه، بحيث تكون أخلاقه أخلاقًا حسنة، ففيه: السماح، والصدق، ولين الجانب، وما أشبه ذلك، فيقتدي الناس به، وإننا نقتدي بعوامٍّ ليس عندهم علم، نقتدي بأخلاقهم.

  • بركة الرزق:

قال العلامة السعدي رحمه الله: أول بركة الرزق: أن يكون مؤسساً على التقوى والنية الصالحة, ومن بركة الرزق: أن يوفق العبد لوضعه في مواضعه الواجبة والمستحبة, ومن بركة الرزق: أن لا ينسي العبد الفضل في المعاملة, كما قال تعالى:  { وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}    [البقرة:237] بالتيسير على المُوسرين, وإنظار المعسرين, والمحاباة عند البيع والشراء, بما تيسر من قليل أو كثير, فبذلك ينال العبد خيراً كثيراً.

  • بركة الوقت:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: الله تعالى قد ينزل البركة للإنسان في وقته, بحيث يفعل في الوقت القصير ما لا يفعل في الوقت الكثير ومن أعظم ما يعينك على هذا أن تستعين بالله عز وجل في جميع أفعالك وإن أعانك الله فلا تسأل عما يحصل لك من العمل والبركة فيه.

 

قال العلامة السعدي رحمه الله: من بركة الشام, أن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها, وأن الله اختارها مهاجراً لخليله, وفيها أحد البيوت الثلاثة المقدسة, وهو بيت المقدس.

  • بركة البكور:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: خصّ البكور بالبركة لكونه وقت نشاط.

قال العلامة العثيمين رحمه الله: أهيبُ بإخواني...أن تكون لديهم العزيمة والشجاعة في تقليل المهور ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً لأن ذلك أعظم بركة في النكاح.

  • بركة المال:

قال العلامة السعدي رحمه الله: من البركة: التَّهني بالمال, وبذله فيما يقرب إلى الله, وأن يكون زاداً لصاحبه إلى الجنة.

  • الزكاة والصدقة من أسباب البركة في المال:

** قال العلامة السعدي رحمه الله: في الزكاة والصدقة ووجوه الإحسان: زكاة النفس, وتطهيرها وزوال الوسخ والدرن عنها ودفع حاجة أخيه المسلم وزيادة بركة ماله.

** قال العلامة العثيمين رحمه الله: الصدقة لا تنقص المال, وإن نقصتهُ عدداً, فإنها تزيدُهُ بركةً وحماية.

  • المال الحرام لا بركة فيه:

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: المكتسب للمال من غير حله لا يُبارك له فيه.

** قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليعلم أن ما حصل من زيادة من الرِّبا فإنه في الحقيقة نقص: نقص في دين العبد ونقص في بركة مال العبد.

 

  • صور من محق بركة المال:

** قال العلامة السعدي رحمه الله: المال....من محق البركة: أن يشغله عن طاعة الله, ولا يتهنى فيه, وأن يبذله فيما حرم الله, وأن يكون خزياً له في الدنيا والآخرة.

** قال العلامة العثيمين رحمه الله: الربا...من أنفقه لم يبارك له فيه, ومن تصدق به لم يقبل منه.

قال الإمام النووي رحمه الله: المراد هنا والله أعلم: ما يحصل به التغذية, وتسلم عاقبته من أذى, ويقوى على طاعة الله تعالى, وغير ذلك.

  • من أسباب البركة في الطعام:

** قال الإمام النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم «( لا تدرون في أيه البركة)» الطعام الذي يحضره الإنسان فيه بركة, ولا يدري أن تلك البركة فيما أكله, أو فيما بقي على أصابعه, أو في ما بقي في أسفل القصعة, أو في اللقمة الساقطة, فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة.

** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اجتماع الجماعة على الطعام سبب للبركة فيه. قال ابن بطال: الاجتماع على الطعام من أسباب البركة.

  • بركة السحور:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: البركة في السحور تحصل بجهات متعددة, وهي: اتباع السنة, ومخالفة أهل الكتاب, والتقوي به على العبادة, والزيادة في النشاط, ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع, والتسبب على من يسأل إذ ذاك, والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة.

 

قال الإمام النووي رحمه الله: استحباب الدعاء بالخير والبركة لكل واحد من الزوجين.

  • الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة فيهما:

قال الإمام النووي رحمه الله: جواز الدعاء بكثرة المال, والولد, مع البركة فيهما.

  • الدعاء بالبركة في الشيء الذي يعجبه:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة ويكون ذلك رقية منه, والإصابة بالعين قد تقتل.

  • المعاصي سبب لحرمان البركة:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله:

& قلةُ التوفيق,... ومحق البركة... أمور تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله.

& لم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام والأمراض والأسقام والطواعين والقحوط والجدوب وسلب بركات الأرض وثمارها....وسلب منافعها أو نقصانها أموراً متتابعة يتلو بعضها بعضاً

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الكذب....سبب لذهاب البركة.

  • المكان الذي يحضره الشيطان ترفع منه البركة:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: المكان الذي يحضره الشيطان ترفع منه البركة والخير.

  • من أسباب حرمان بركة الشيء:

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قال القرطبي: من أخذ شيئاً يعلم أن المعطي لم يكن راضياً بإعطائه لا يبارك له فيه.

              كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 4
  • 1
  • 3,088

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً