أرجو لقاك - 2
تسللت أشعة الشمس إلى عينيها من خلال نافذة غرفتها لتستيقظ فزعة من عظم ما أصابها فقد نامت حتى طلعت الشمس وانتشر ضياؤها ولم تؤدى فريضة الفجر
كتبت : دينا بدر
تسللت أشعة الشمس إلى عينيها من خلال نافذة غرفتها لتستيقظ فزعة من عظم ما أصابها
فقد نامت حتى طلعت الشمس وانتشر ضياؤها ولم تؤدى فريضة الفجر
اعتدلت جالسة يكاد قلبها ينفطر من ألمه وحسرته على ما فاته
تشعر وكأن ألم الفوت قد سرى إلى عظامها ليهشمها
وإلى قلبها ليخنقه فلا يكاد ينبض بل أوشك على التوقف
ماذا الذى حدث ؟
كيف حدث هذا ؟
أين المنبه ؟
أين وأين ولكن قد فات الأوان فالشمس طلعت وقد خسرت أن تكون فى ذمة الله هذا اليوم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( «من صلى الصبح فهو في ذمة الله» ) [رواه مسلم]
توضأت وصلت واستغفرت كثيراً تطلب من الله ألا يحرمها هذا الفضل فلقد كانت من المحافظات على صلاة الفجر فى أول الوقت بل كانت ممن إذا نامت رغماً عنها سخر الله لها من يوقظها قبل انقضاء الوقت لتصلى ولا تُحرم هذا الخير
بدأ يومها لتمارس أعمالها ولكنه يوم غريب كل الامور ليست فى نصابها ،تشعر فعلا بالفقد يكاد الحزن لا يفارق قلبها والكسل يغلب جسدها وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»
جلست لتحاسب نفسها عما حدث وكيف حدث ،تساءلت هل أذنبتُ حتى أُحرم
أعادت شريط يومها لتفتش فيه لعلها تجد السبب
ثم استغفرت واستغفرت وأحسنت الظن بربها أن يقبل توبتها وألا يحرمها
فهذا حال من كان الفجر وِرده لا يطيق فواته وهذا ألمه عند فقده ،بل هذا صدقه حين ينام وكله عزم أن يصلى ركعتا الفجر فهما خير من الدنيا وما فيها، روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة - رضي الله عنها -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» "، فإذا كانت سنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فكيف إذن بفريضة الفجر؟
فما بالنا نحن لا يكاد يخلو الأسبوع أو الشهر من أيام نُحرم فيها هذا الفضل ، نتهاون ونقصر ، نغفل ونفرط وننسى ما رواه البخاري ومسلم من حديث جرير البجلي - رضي الله عنه - قال: «"كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ» : ﴿ { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} ﴾ [ طه: ١٣٠]
فمن يفرط فى هذا القرب؟
بل من يحتمل هذا الشوك حين يغرس فى قلبه عند الفوت؟
فالآن يانفس عاهدى ربك ألا تغفلى وأن تصدقى فأنت أحوج من أن تقصرى
- التصنيف: