براءة سياسية
منذ 2011-08-18
.. هكذا من يريد مهادنة إيران الصفوية، والجلوس معها، ومشاركتها في الهواء والماء، وهي لا تراه إلا خلقا لرفاهيتها، وفرشا لحذائها، لا نظيرا يستحق أن تفتح له الأبواب، وتصرف إليه الأبصار!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ملّت دجاجة عتو الثعالب، وبدأت السآمة تنتشر في نفسها من نفسها، ونفرت من حياة الأقفاص والمعاقل والسدود، فكانت تتطلع إلى عيشهم، عيش الخفض والراحة..
فأشبعت خيالها وهبّت فكاتبتهم.. متطامنة لهم، متقربة منهم، وقادتها أحلامها وبراءتها إليهم، وتفاجأت أنها رتعت في غير مرتع، وأنهم ليسوا سوى ثعالب لحم لا ثعالب حياة!
هكذا من يريد مهادنة إيران الصفوية، والجلوس معها، ومشاركتها في الهواء والماء، وهي لا تراه إلا خلقا لرفاهيتها، وفرشا لحذائها، لا نظيرا يستحق أن تفتح له الأبواب، وتصرف إليه الأبصار!
فأعيذك أيها المسلم السني الموحد من هذه البراءة السياسية، والطفولة الواقعية، وأحصنك من تجاهل سنن الله في الكون، وتصعير الخد لتاريخ ما زال يئن حتى الساعة من غلهم وجورهم..
إن من نعم الله تعالى التي جحدها الكثيرون: معرفة طبائع الأشياء، وفقه السنن التي لا تتغير ولا تتبدل في هذه الدنيا..
فقد فطرها الله عز وجل وطبعها رحمة وفضلا؛ حتى لا نلدغ من جحور بات التطلع إليها ورجاؤها ضربا من الغفلة وقصر النظر..
ألم نناصر الخميني وثورته ونجعله في مصاف المجددين مع أنه لم يتراجع عن فكر أسلافه بل كتبه والكتب التي يؤمن بها تنضح بالانحرافات العقدية؟!
ألم ننصب حسن نصر الله رمزا جهاديا مع أن الشيعة من أمس ابن سبأ إلى يوم الأسد كان رصيدها ضامرا هزيلا من الرموز الجهادية؟!
ألم نسعى إلى التقارب معهم، وردم الهوة بيننا وبينهم، وتجارب الفشل السابقة تشمت بنا وتضحك منا؟!
وغيرها الكثير الكثير..
وهذه معضلة النفاق، فما دامت أنواره تأخذ الأبصار، فضحاياه لن يكفوا عن السقوط، لكن بفضل الله عز وجل وتقديره بدأ الوعي ينتشر، فتكشف إيران وحلفائها، وسيرها العنيف نحو أهدافها، جدد عقول المسلمين وألهب غيرتهم..
فالحذر الحذر.. فالشيعة هم الشيعة، والصفويون هم الصفويون!
{سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ . وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183].
- التصنيف: