ما مُحقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق
ومن عقوباتها - أي المعاصي - أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة.
ما مُحقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق
قال تعالى: {{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}} . وقال تعالي: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا }
وإنّ العبد لَيُحرَمُ الرزقَ بالذنب يصيبه .
ومن عقوباتها - أي المعاصي - أنها تمحق بركة العمر، وبركة الرزق، وبركة العلم، وبركة العمل، وبركة الطاعة.
وبالجملة، تمحق بركة الدين والدنيا. فلا تجد أقلَّ بركةً في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله.
وليست سعةُ الرزق والعمل بكثرته، ولا طولُ العمر بكثرة الشهور والأعوام، ولكن سعة الرزق والعمر بالبركة فيه. وعمر العبد هو مدة حياته، ولا حياة لمن أعرض عن الله، واشتغل بغيره. بل حياة البهائم خير من حياته،
فإنّ حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه، ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره، ومحبته، وعبادته وحده، والإنابة إليه، والطمأنينة بذكره، والإنس بقربه.
ومن فقد هذه الحياة فقَدْ فَقَد الخيرَ كله، ولو تعوّض عنها بما تعوّض. فما في الدنيا بل ليست الدنيا بأجمعها عوضًا عن هذه الحياة! فمن كلّ شيء يفوت العبدَ عِوَضٌ، وإذا فاته الله لم يعوِّض عنه شيء البتة. )
ابن القيم : الداء والدواء ص 199 بتصرف .
- التصنيف: