ماذا تعرف عن شهر رجب؟

منذ 2023-01-24

"أسماء رجب - صلاة الرغائب في رجب - تخصيص رجب بالصيام - ذبائح شهر رجب - عمرة شهر رجب - الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج - أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضائل شهر رجب".

ماذا تعرف عن شهر رجب؟

سبب تسمية رجب:

قال أبو بكر الطرطوشي (رحمه الله): سُمي رَجَبٌ بذلك لأن العرب كانوا يُعظمونه في الجاهلية بترك القتال فيه.

(الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي صـ 136)

• يُقالُ: رَجِبَ فُلانًا: هابَهُ وعَظَّمَه.

• الترجيب: التعظيم.

• والراجب: المعظمُ لسيده.

(القاموس المحيط جـ1 صـ167 / لسان العرب جـ3صـ1584: 1583)

 

أسماء رجب:

ذَكَرَ بعضُ العلماء أن لشهر رجب سبعة عشر اسمًا هي: شهر الله، ورجب، ورجب مُضَر، ومُنْصِلُ الأسِنَّة، والأصَمُّ، والأصَبُّ، ومُنَفِّسُ، ومُطَهِّرُ ومُعَلّى، ومُقيمُ، وهَرِمُ، ومُقَشْقِشُ، ومُبَـرِّئُ، وفَرْدُ، ورَجْمُ، ومُنْصِلُ الآلَّة وهي الحرْبة، ومُنزِعُ الأسِنَّة.

(لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي صـ225)

 

فَسَّرَ بعض العلماء بعض هذه الأسماء بما يلي:

• رجب: لأنه كانُ يرجَّب في الجاهلية أي يُعظم.

• الأصم: لأنهم كانوا يتركون القتال فيه، فلا يسمع فيه قعقعة السلاح، ولا يسمع فيه صوت استغاثة.

• الأصب: لأن كفار مكة كانت تقول: إن الرحمة تصب فيه صبًا.

• رجم: بالميم لأن الشياطين تُرجم فيه: أي تُطرد.

• الهرم: لأن حرمته قديمة من زمن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

• المقيم: لأن حرمته ثابتة لم تُنسخ، فهو أحدُ الأشهر الأربعة الحرم.

• الُمعلّى: لأنه رفيع عندهم فيما بين الشهور.

• منصل الآل: أي الحراب.

• المبرِّئ: لأنه كان عندهم في الجاهلية من لا يستحل القتال فيه بريء من الظلم والنفاق.

• المقشقش: لأن به كان يتميز في الجاهلية المتمسك بدينه، من المقاتل فيه المستحل له.

• شهر العتيرة: لأنهم كانوا يذبحون فيه العتيرة، وهي المسماة الرجبية نسبة إلى رجب.

• رجب مضر: إضافة إلى مضر لأنهم كانوا متمسكين بتعظيمه، بخلاف غيرهم.

 

كل هذه الأسماء التي أُطلقت على شهر رجب، تدل على تعظيم أهل الجاهلية لهذا الشهر، وكانوا يتحرون الدعاء فيه على الظالم؛ (البدع الحولية لعبد الله التويجري صـ219: 217)

 

رجب أحد الأشهر الحرم:

قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36].

 

قال ابنُ جرير الطبري: يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ) الَّذِي كَتَبَ فِيهِ كُلَّ مَا هُوَ كَائِنٌ فِي قَضَائِهِ الَّذِي قَضَى {يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} يَقُولُ: هَذِهِ الشُّهُورُ الِاثْنَا عَشَرَ، مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ حُرُمٌ كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ تُعَظِّمُهُنَّ وَتُحَرِّمُهُنَّ وَتُحَرِّمُ الْقِتَالَ فِيهِنَّ، حَتَّى لَوْ لَقِيَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ فِيهِنَّ قَاتَلَ أَبِيهِ لَمْ يَهِجْهُ(أي لم يُزْعِجْه ولم يُنَفِّرْه )، وَهُنَّ: رَجَبُ مُضَرَ وَثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ. وَبِذَلِكَ تَظَاهَرَتِ الْأَخْبَارُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ (تفسير الطبري جـ14صـ234).

 

روى الشيخانِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». (البخاري حديث 4662 /مسلم حديث 1679).

 

قال ابن حجر العسقلاني (رحمه الله) قوله صلى الله عليه وسلم: (وَرَجَبُ مُضَرَ) أَضَافَهُ إِلَيْهِمْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْظِيمِهِ بِخِلَافِ غَيْرِهِمْ؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ8صـ176).

 

قَالَ الإمام الْخَطَّابِيُّ (رحمه الله): كَانُوا يُخَالِفُونَ بَيْنَ أَشْهُرِ السَّنَةِ بِالتَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ لِأَسْبَابٍ تَعْرِضُ لَهُمْ مِنْهَا اسْتِعْجَالُ الْحَرْبِ فَيَسْتَحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ ثُمَّ يُحَرِّمُونَ بَدَلَهُ شَهْرًا غَيْرَهُ فَتَتَحَوَّلُ فِي ذَلِكَ شُهُورُ السَّنَةِ وَتَتَبَدَّلُ فَإِذَا أَتَى عَلَى ذَلِكَ عِدَّةٌ مِنَ السِّنِينَ اسْتَدَارَ الزَّمَانُ وَعَادَ الْأَمْرُ إِلَى أَصْلِهِ فَاتَّفَقَ وُقُوعُ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ؛   (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ8صـ176).

 

فائدة: قال الإمامُ ابنُ حجر العسقلاني (رحمه الله): أَبْدَى بَعْضُهُمْ لِمَا اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الْحَالُ مِنْ تَرْتِيبِ هَذِهِ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ مُنَاسَبَةً لَطِيفَةً حَاصِلُهَا أَنَّ لِلْأَشْهُرِ الْحُرُمِ مَزِيَّةً عَلَى مَا عَدَاهَا فَنَاسَبَ أَنْ يُبْدَأَ بِهَا الْعَامُ وَأَنْ تَتَوَسَّطَهُ وَأَنْ تُخْتَمَ بِهِ وَإِنَّمَا كَانَ الْخَتْمُ بِشَهْرَيْنِ لِوُقُوعِ الْحَجِّ خِتَامَ الْأَرْكَانِ الْأَرْبَعِ لِأَنَّهَا تَشْتَمِلُ عَلَى عَمَلِ مَالٍ مَحْضٍ وَهُوَ الزَّكَاةُ وَعَمَلِ بَدَنٍ مَحْضٍ وَذَلِكَ تَارَةً يَكُونُ بِالْجَوَارِحِ وَهُوَ الصَّلَاةُ وَتَارَةً بِالْقَلْبِ وَهُوَ الصَّوْمُ لِأَنَّهُ كَفٌّ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ وَتَارَةً عَمَلٌ مُرَكَّبٌ مِنْ مَالٍ وَبَدَنٍ وَهُوَ الْحَجُّ فَلَمَّا جَمَعَهُمَا نَاسَبَ أَنْ يَكُونَ لَهُ ضِعْفُ مَا لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا فَكَانَ لَهُ مِنَ الْأَرْبَعَةِ الْحُرُمِ شَهْرَانِ؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ8صـ176).

 

صلاة الرغائب في رجب:

صلاة الرغائب من البدع المحدثة في شهر رجب، وهي اثنتا عشرة ركعة، وتكون في ليلة أول جمعة من رجب بين صلاة المغرب والعشاء، يسبقها صيام الخميس الذي هو أول خميس في رجب، والأصل فيها حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (البدع الحولية لعبد الله التويجري صـ240).

 

قال الإمام أبو بكر الطرطوشي (رحمه الله): صلاة رجب لم تحدث عندنا ببيت المقدس إلا بعد سنة ثمانين وأربعمائة هجرية وما كنا رأيناها ولا سمعنا بها قبل ذلك؛ (الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي صـ 133).

 

قال الإمام النووي (رحمه الله) عن صلاة الرغائب: هذه الصلاة بدعة مذمومة منكرة قبيحة، ولا تغتر بذكرها في كتاب قوت القلوب والإحياء؛ (السنن والمبتدعات لمحمد عبد السلام صـ124).

 

قال الإمام أبو شامة (رحمه الله): قد ثبت أن هاتين الصلاتين، أعنى صلاتي رجب وشعبان، صلاة بدعة قد كُذِبَ فيهما على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع ما ليس من حديثه صلى الله عليه وسلم؛ (الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة صـ55).

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): صَلَاةُ الرَّغَائِبِ بِدْعَةٌ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ، لَمْ يَسُنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَلَا اسْتَحَبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ: كَمَالِكِ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِي وَاللَّيْثِ وَغَيْرِهِمْ. وَالْحَدِيثُ الْمَرْوِيُّ فِيهَا كَذِبٌ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ وَكَذَلِكَ الصَّلَاةُ الَّتِي تُذْكَرُ أَوَّلَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ مِنْ رَجَبٍ وَفِي لَيْلَةِ الْمِعْرَاجِ وَأَلْفِيَّةِ نِصْفِ شَعْبَانَ؛ (مجموع فتاوى ابن تيمية جـ23صـ134).

 

تخصيص رجب بالصيام:

روى ابنُ أبي شَيْبَة عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بن الخطاب يَضْرِبُ أَكُفَّ النَّاسِ فِي رَجَبٍ، حَتَّى يَضَعُوهَا فِي الْجِفَانِ وَيَقُولُ: كُلُوا فَإِنَّمَا هُوَ شَهْرٌ كَانَ يُعَظِّمُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ؛ (إسناده صحيح)، (مصنف ابن أبي شيبة جـ4صـ155حديث 9848).

 

روى ابنُ أبي شَيْبَة عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إذَا رَأَى النَّاسَ، وَمَا يُعِدّونَ لِرَجَبٍ، كَرِهَ ذَلِكَ؛ (إسناده صحيح) (مصنف ابن أبي شيبة جـ4صـ155 حديث 9851).

 

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله): صَوْمُ رَجَبٍ بِخُصُوصِهِ فَأَحَادِيثُهُ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ بَلْ مَوْضُوعَةٌ لَا يَعْتَمِدُ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا وَلَيْسَتْ مِنْ الضَّعِيفِ الَّذِي يُرْوَى فِي الْفَضَائِلِ، بَلْ عَامَّتُهَا مِنْ الْمَوْضُوعَاتِ الْمَكْذُوبَاتِ؛ (مجموع فتاوى ابن تيمية جـ25 صـ291: 290).

 

قال الإمامُ ابنُ القيم (رحمه الله): كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَصُومُ حَتّى يُقَالَ: لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتّى يُقَالَ: لَا يَصُومُ وَمَا اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ غَيْرَ رَمَضَانَ وَمَا كَانَ يَصُومُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ مِمّا يَصُومُ فِي شَعْبَانَ وَلَمْ يَكُنْ يَخْرُجُ عَنْهُ شَهْرٌ حَتّى يَصُومَ مِنْهُ. وَلَمْ يَصُمْ الثّلَاثَةَ الْأَشْهُرَ سَرْدًا كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ النّاسِ وَلَا صَامَ رَجَبًا قَطّ وَلَا اسْتَحَبّ صِيَامَهُ؛ (زاد المعاد لابن القيم جـ2صـ64).

 

وقال الإمامُ ابنُ القيم أيضًا: كُلُّ حديثٍ في ذِكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه، فهو كذب مفترى؛ كحديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا حساب؛ (المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم صـ96 رقم170).

 

قال الإمام ابنُ حجر (رحمه الله): لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ23).

 

فائدة مهمة:

يرى بعضُ الإخوة الكرام جواز تخصيص شهر رجب بالصيام، مستدلين بما رواه أبو داودَ عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالُهُ وَهَيْئَتُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: «وَمَنْ أَنْتَ»؟ قَالَ: أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ. قَالَ: «فَمَا غَيَّرَكَ؟ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ»؟ قَالَ: مَا أَكَلْتُ طَعَامًا إِلَّا بِلَيْلٍ مُنْذُ فَارَقْتُكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ» ثُمَّ قَالَ: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ» قَالَ زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً قَالَ «صُمْ يَوْمَيْنِ» قَالَ زِدْنِي. قَالَ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ». قَالَ: زِدْنِي قَالَ: «صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ» وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثَةِ فَضَمَّهَا ثُمَّ أَرْسَلَهَا)، ولكنه حديث ضعيف، (ضعيف أبي داود للألباني ـ 240 حديث: 526).

 

قال الإمام أبو بكر الطرطوشي (رحمه الله) يُكره صيام شهر رجب على أحد ثلاثة أوجهٍ: أحدها: إذا خصه المسلمون بالصوم في كل عام حسب العوام ومن لا معرفة له بالشريعة، مع ظهور صيامه أنه فرض كرمضان.

 

الثاني: أنه سُّنةٌ ثابتةٌ خصه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كالسُّنن الراتبة.

 

الثالث: أن الصوم فيه مخصوصٌ بفضل ثواب على سائر الشهور جارٍ مجرى صوم عاشوراء وفضل آخر الليل على أوله في الصلاة فيكون من باب الفضائل، لا من باب السُّنن والفرائض، ولو كان من باب الفضائل لسَّنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو فعله ولو مرةً في العمر، كما فعل في صوم عاشوراء وفي الثلث الغابر من الليل، ولما لم يفعل بَطُلَ كونه مخصوصًا بالفضيلة ولا هو فرض ولا سُّنة باتفاق، فلم يبق لتخصيصه بالصيام وجه، فكُره صيامه والدوام عليه، حذرًا من أن يُلحق بالفرائض والسُّنن الراتبة عند العوام، فإن أحب امرؤٌ أن يصومه على وجه تُؤْمَنُ فيه الذريعة وانتشار الأمر حتى لا يُعَد فرضًا أو سُّنة، فلا بأس بذلك؛ (الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي صـ 142: 141).

 

ذبائح شهر رجب:

كان العرب في الجاهلية يذبحون لآلهتهم ذبيحة يسمونها العَتيرة وذلك في شهر رجب، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الإسلام قد أبطل ذلك؛ (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي صـ226).

 

روى الشيخانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ»؛ (البخاري حديث 5474 / مسلم حديث 1976).

 

الْفَرَعُ: أَوَّلُ نِتَاجٍ، من الإبل والغنم، كَانَ أهل الجاهلية يَذْبَحُونَهُ لآلهتهم؛ قال الإمام الحسنُ البصري (رحمه الله): ليس في الإسلام عتيرة، إنما كانت العتيرة في الجاهلية، كان أحدهم يصوم رجب ويعتر فيه، قال الإمام ابنُ رجب الحنبلي: ويُشْبه الذبح في رجب اتخاذه موسمًا وعيدًا، كأكل الحلوى ونحوها؛ (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي صـ227).

 

عمرة شهر رجب:

تخصيصُ شهر رجب بالعُمْرة بدعةٌ، ليس لها أصل؛ لأنه ليس هناك دليلٌ شرعيٌ على تخصيص شهر رجب بالعمرة فيه، مع ثبوت أن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

لم يعتمر في رجب قط، ولو كان لتخصيصه بالعمرة فضلٌ لدَل النبي صلى الله عليه وسلم أمته عليه، وهو الحريص عليهم، كما دلهم على فضل العمرة في رمضان ونحو ذلك.

 

روى الشيخانِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَإِذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ صَلَاةَ الضُّحَى قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلَاتِهِمْ؟ فَقَالَ: بِدْعَةٌ ثُمَّ قَالَ لَهُ كَمْ اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَرْبَعًا إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ قَالَ: وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ (صوت مرور السواك على أسنانها) فِي الْحُجْرَةِ، فَقَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّاهُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَسْمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ. قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا اعْتَمَرَ عُمْرَةً إِلَّا وَهُوَ شَاهِدُهُ، وَمَا اعْتَمَرَ فِي رَجَبٍ قَطُّ؛ (البخاري حديث 1775 /مسلم حديث 1255).

 

الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:

وقت الإسراء والمعراج:

ذَكَرَ الإمام ابنُ حجر العسقلاني أن اختلاف أهل العِلْم في تحديد وقت الإسراء والمعراج يزيد على عشرة أقوال: منها أنه قد وقع في ربيع الأول أو في ربيع الآخر أو في رجب أوفي رمضان أو في شوال؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 7صـ243: 242).

 

أجمع سلفنا الصالح على أن اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية من البدع المحدَثة التي نهى عنها نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

 

روى الشيخانِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»؛ (البخاري حديث 2697 / مسلم حديث 1718).

 

روى أبو داودَ عن الْعِرْبَاضِ بن سارية قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ؛ (حديث صحيح) (صحيح أبي داود للألباني حديث 3851).

 

وبناءً على ما سبق، نقول وبالله تعالى التوفيق: الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج بدعةٌ محدثةٌ، لم يفعلها نبينا صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة، ولا التابعون، ولا من تبعهم من السلف الصالح، وهم أحرص الناس على العمل الصالح.

 

وسوف نذكر أقوال بعض أهل العلم في ذلك:

(1) قال الإمام ابن القيم: (رحمه الله): لَا يُعْرَفُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ جَعَلَ لِلَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ فَضِيلَةً عَلَى غَيْرِهَا، لَا سِيَّمَا عَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَلَا كَانَ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ يَقْصِدُونَ تَخْصِيصَ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ بِأَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ وَلَا يَذْكُرُونَهَا، وَلِهَذَا لَا يُعْرَفُ أَيَّ لَيْلَةٍ كَانَتْ، وَإِنْ كَانَ الْإِسْرَاءُ مِنْ أَعْظَمِ فَضَائِلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يُشْرَعْ تَخْصِيصُ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَلَا ذَلِكَ الْمَكَانِ بِعِبَادَةٍ شَرْعِيَّةٍ؛ (زاد المعاد لابن القيم جـ1صـ59: 58).

 

(2) قال الإمام ابن رجب الحنبلي (رحمه الله): لا يشرع أن يتخذ المسلمون عيدًا إلا ما جاءت الشريعة باتخاذه عيدًا، وهو يوم الفطر ويوم الأضحى، وأيام التشريق وهي أعياد العام، ويوم الجمعة وهو عيد الأسبوع، وما عدا ذلك فاتخاذه عيدًا وموسمًا بدعةٌ، لا أصل له في الشريعة؛ (لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي صـ228).

 

(3) قال الإمام ابنُ الحاج (رحمه الله): من البدع التي أحدثوها فيه أعني في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج؛ (المدخل لابن الحاج جـ1صـ294).

 

(4) قال الإمام محمد عبد السلام القشيري (رحمه الله): قراءة قصة المعراج، والاحتفال لها في ليلة السابع والعشرين من رجب بدعة، وتخصيص بعض الناس لها بالذكر والعبادة بدعة، والأدعية التي تُقال في رجب، وشعبان، ورمضان كلها مخترعة مبتدعة، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، والإسراء لم يقم دليل على ليلته، ولا على شهره، ومسألة ذهابه صلى الله عليه وسلم ورجوعه ليلة الإسراء ولم، يبرد فراشه، لم تثبت، بل هي أكذوبة من أكاذيب الناس؛ (السنن والمبتدعات ـ لمحمد أحمد عبد السلام ـ صـ127).

 

أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضائل شهر رجب:

جاء في فضائل شهر رجب أحاديث، منها الضعيف ومنها الموضوع، وسوف نذكر بعضًا منها:

من الأحاديث الضعيفة:

(1) (إن في الجنة نهرًا يقال له رجب ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، من صام يومًا من رجب سقاه الله من ذلك النهر)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ33).

 

(2) (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ37).

 

(3) (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إلا رجبًا وشعبان)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ40).

 

ومن الأحاديث الموضوعة:

(1) (رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي، فمن صام رجب إيمانًا واحتسابًا استوجب رضوان الله الأكبر وأسكنه الفردوس الأعلى)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ205) (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي جـ2صـ114).

 

(2) (من صام ثلاثة أيام من رجب كتب الله له صيام شهر ومن صام سبعة أيام أغلق عنه سبعة أبواب من النار)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ206).

 

(3) (من أحيا ليلة من رجب وصام يومًا، أطعمه الله من ثمار الجنة، وكساه من حُلل الجنة، وسقاه من الرحيق المختوم)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ208) (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي جـ2صـ117).

 

(4) (من فرَّجَ عن مؤمن كربةً في رجب، أعطاه الله تعالى في الفردوس قصرًا مَدَّ بصره، أكرموا رجبًا يكرمكم الله بألف كرامة)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ47).

 

(5) (رجب من أشهر الحرم، وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يومًا، وجوَّدَ صومه بتقوى الله، نطق الباب ونطق اليوم، فقالا: يا رب اغفر له، وإذا لم يتم صومه بتقوى الله لم يستغفرا له)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ48).

 

(6) (خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل رجب بجمعة، فقال: أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر رجب، شهر الله، الأصم، تُضاعف فيه الحسنات، وتُستجابُ فيه الدعوات، ويُفرجُ عن الكُرُبات، لا يُرَدُ فيه للمؤمنين دعوة، فمن اكتسب فيه خيرًا ضُوعف له فيه أضعافًا مضاعفة، واللهُ يضاعف لمن يشاء، فعليكم بقيام ليله، وصيام نهاره)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ62: 61).

 

(7) (بُعثتُ نبيًّا في السابع والعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كان كفارة ستين شهرًا)؛ (تبيين العجب بما ورد في فضل رجب لابن حجر العسقلاني صـ64).

 

(8) (من صلى المغرب أول ليلة من رجب، ثم صلى بعدها عشرين ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة، ويسلم فيهنَّ عشر تسليمات، أتدرون ما ثوابه؟ فإن الروح الامين جبريل علمني ذلك، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: حفظه الله في نفسه وماله وأهله وولده وأجير من عذاب القبر وجاز على الصراط كالبرق بغير حساب ولا عذاب)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ123).

 

(9) (من صام يومًا من رجب وصلى فيه أربع ركعات، يقرأ في أول ركعة مائة مرة آية الكرسي، وفى الركعة الثانية مائة مرة قل هو الله أحد، لم يمت حتى يَرى مقعده من الجنة أو يُرى له)، (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ124: 123)، (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي جـ2صـ55).

 

(10) (من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد عشرين مرة)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ126)، (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي جـ2صـ57).

 

(11) (إن شهر رجب شهر عظيم، من صام منه يومًا كَتَبَ اللهُ له صومَ ألف سنة)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ207)، (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي جـ2صـ115).

 

(12) حديث صلاة الرغائب: (لا تغفلوا عن أول ليلة في رجب، فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب، وذلك أنه إذا مضى بك الليل لا يبقى ملكٌ مُقرَّبٌ في جميع السماوات والأرض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، فيطلع الله عز وجل عليهم إطلاعة فيقول: ملائكتي: سلوني ما شئتم، فيقولون يا ربنا حاجتنا إليك أن تغفر لصوام رجب، فيقول الله عز وجل: قد فعلت ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس في رجب، ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة، يعنى ليلة الجمعة، ثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرات، وقل هو الله أحد اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى علىَّ سبعين مرة، ثم يقول: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آله، ثم يسجد فيقول في سجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبعين مرة، ثم يرفع رأسه فيقول: رب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العزيز الأعظم سبعين مرة، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإنها تقضى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من عبد ولا أمة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله تعالى له جميع ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر وعدد ورق الأشجار، وشفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته)؛ (الموضوعات لابن الجوزي جـ2صـ125: 124)، (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي جـ2صـ56: 55).

 

ختامًا:

أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ الْـحُسْنَى وَصِفَاتِهِ الْعُلاَ أَنْ يَجْعَلَ هَذَا الْعَمَلَ خَالِصًَا لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وأن ينفعَ به طلابَ العِلْمِ الكرام، وأرجو كُل قارئ كريم أن يدعوَ اللهَ سُبحانه لي بالإخلاصِ، والتوفيقِ، والثباتِ على الحق، وحُسْنِ الخاتمة، فإن دعوةَ المسلمِ لأخيه المسلمِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتجَابةٌ، وأختِمُ بقولِ الله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].

 

وآخرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نبينا مُـحَمَّدٍ، وَآلهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَالتَّابِعِينَ لَـهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.

_________________________________________

الكاتب: الشيخ صلاح نجيب الدق

  • 2
  • 0
  • 2,522

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً