عجباً لأمر المؤمن
ومن المعاني العظيمة التي ينبغي تأملها أن حقيقة الخير أوسع كثيرا من أن تقتصر على ظاهر ما يدركه العبد من السراء والضراء ، أو العافية والبلاء ، أو العطاء والمنع ، وليس كل ما يكرهه العبد ، أو يتضرر منه شرا .
في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له»
ومن المعاني العظيمة التي ينبغي تأملها أن حقيقة الخير أوسع كثيرا من أن تقتصر على ظاهر ما يدركه العبد من السراء والضراء ، أو العافية والبلاء ، أو العطاء والمنع ، وليس كل ما يكرهه العبد ، أو يتضرر منه شرا .
ومن آمن وسلم الأمر لربه صارت المحنة في حقه منحه ، والضراء خيرا ، والمنع عطاء ، وليس معنى ذلك بحال ترك سؤال العافية ، فليس يعدلها شيء ، ولم يؤت العبد عطاء خيرا ولا أوسع منها ، وإنما المقصود : الرضا تحت مجاري الأقدار ، والتسليم لكل ما قضاه الودود اللطيف ، العزيز الغفار ، وترك التبرم أو السخط .
ومشكلة ابن آدم أنه قصير النظر ، محدود الإدراك ، لا يكاد يرى أبعد مما تحت قدميه ، ولم يؤت من العلم إلا قليلا ، وعلمه مسبوق بالجهل ومحفوف بالوهم والخطأ والنسيان ، ثم إنه مولع بالعاجلة ، ومتعلق بالدنيا ، وغافل عن العواقب ، وجاهل بمآلات الأمور ، وربما ظن في الأمر خيرا وهو شر له ، أو ظنه شرا وفيه خير كبير {( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )}
أما الرب سبحانه فهو علام الغيب ، الذي أحاط بكل شيء علما ، ووسع كل شيء رحمة ، وهو سبحانه لا يقضي للعبد قضاء إلا كان خيرا له ، وهو الأعلم بعباده ، والأعلم بما يصلحهم في العاجلة والآجلة .
- التصنيف: