بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ,,
وما درى المسكين أنه واحد من جملة الخلق ، لا يكاد يتميز عليهم بشيء ، وإن كان قد رزق علما أو صلاحا ففي الناس من هو أعلم وأصلح وأتقى
بعض الناس يظن في نفسه خيرا وينزلها فوق ما تستحقه ، ويعتقد أنه قد بخس نصيبه في هذه الدنيا ، ولم يعط ما يستحقه من حظوظ ، وربما رأى نفسه مظلوما إذا نزل به بلاء أو ضيق عليه الحال بينما فلان أو علان صحيح معافى ، وكأنه يمن على ربه ، ويشترط على مولاه
{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}
وما درى المسكين أنه واحد من جملة الخلق ، لا يكاد يتميز عليهم بشيء ، وإن كان قد رزق علما أو صلاحا ففي الناس من هو أعلم وأصلح وأتقى ، وإن كان قد أصيب ببلية ففي الناس من هو أشد بلاء وأفدح مصابا .
ومن هذا الذي اتخذ عند الله عهدا ، أو ضمن قبول مثقال ذرة من عمل ؟!
وإنما الفضل لله وحده أولا وآخرا ، والمنة له سبحانه على عبيده أجمعين ، وحاشا للرب أن يظلم الناس شيئا {ولكن الناس أنفسهم يظلمون } ولو آخذ العزيز عباده بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ، لكنه سبحانه يغفر ويرحم ، ويعفو ويحلم .
ومن جميل ما قاله الفضيل بن عياض :
" يا مسكين! أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وتبخل، وترى أنك كريم، وأحمق، وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
قلت- أي الذهبي - إي والله، صدق، وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنك متورع، وفاسق وتعتقد أنك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله" سير أعلام النبلاء 7 / 405 .
- التصنيف: