حمد الله على نعمة الإيسار

منذ 2023-05-25

أحْسِنُوا إلى عِبَادِ الله كَمَا أَحْسَنَ اللهَ إِلَيْكُمُ وَرَاعُوا عِنْدَ الإحْسَانِ الأدَبَ فلا تَمُنُّوا عَلَى الفَقِيرِ وَلا تُؤذُوه، فَإنَّ ذَلِكَ مُحْبِطٌ لِلأعمَالِ واسْتُرُوا عَطَاءَكُم مُخْلِصِينَ.."

عبادَ اللهِ، إن كُنْتُمْ فِي سِعَةٍ مِنْ العَيْشِ فَاحْمِدُوا اللهَ تَعَالى أَنْ جَعَلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الإِيْسَارِ وَأَدِيمُوا شُكْرَهُ يُدِمْ عَلَيْكُمِ النِّعْمَةَ وَيَزِدْهَا، وَهُو الكريمُ الجوادُ.

ومِن تَمَامِ النِّعمَةِ أَنْ تَنَسَّخُوا مِنْ الزَّكَاةِ بَإخْرَاجِهَا كَامِلَةً إلى ذَوي الحَاجَاتِ لعلَّكم أنْ تَفُوزُوا بالخَلَفِ والثَّوَابِ الجَزِيلَ مِنْ فَاطِرِ الأَرْضِ والسَّمَاوَاتِ، أحْسِنُوا إلى عِبَادِ الله كَمَا أَحْسَنَ اللهَ إِلَيْكُمُ وَرَاعُوا عِنْدَ الإحْسَانِ الأدَبَ فلا تَمُنُّوا عَلَى الفَقِيرِ وَلا تُؤذُوه، فَإنَّ ذَلِكَ مُحْبِطٌ لِلأعمَالِ واسْتُرُوا عَطَاءَكُم مُخْلِصِينَ مُتَيَقِنِينَ أَنَّ حَاجَتَكُمْ إلى الثَّوَابِ وَتَكْفِيرِ الذُّنُوبِ أَشَدُّ مِنْ حَاجَةِ الفَقِير إلى ما تُخْرِجُونَ.

واعْلَمُوا أن إِحْسَانَكُمْ إنَّمَا هُو لأَنْفُسِكُم وَاعْصُوا الشيطانَ فَإنَّهُ يَأْمُرُ بَالبُخْلِ وَيَنْهَى عَنْ العَطْفِ على الْمَسَاكِين، يُخْيفُكُمْ إِنْ تَصَدقتُم أنْ يَذَهَبَ مَالَكُمْ وَأَنْتُمْ تَعَلَمُونَ أَنَّ نَصِيحَةَ الْعَدُوِّ مَهْلَكَةٌ، وَقَد أَخْبَر َاللهُ جَلَّ وَعَلا أَنَّ الشَّيْطَانَ للإنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِين وأخْبَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنَّهُ مَا مِنْ يَوْمٍ يَصْبَحُ العِبَادُ إلا مَلَكَانِ يَنْزِلانَ فَيَقُولُ أحَدَهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مِنْفِقًا خَلَفًا، ويَقُولُ الآخرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»؛ (رواه البخاري).

 

اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا عَنْ الْمُخَالَفةِ والعصيانِ، وألْهِمْنَا ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ يَا كرِيمُ يَا مَنَّان، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ الأحْيَاءِ منْهُمْ والمَيِّتِينَ.

 

اللَّهُمَّ اعصِمْنَا عَنْ المخالفةِ والعصيانِ، وَأَلْهِمْنَا ذِكَرَكَ وَشُكْرَكَ يَا كِريمُ يَا مَنَّانَ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ الأحْيَاءِ منْهُمْ والمَيِّتِينَ اللَّهُمَّ انْهَجْ بِنَا مَنَاهِجَ الْمُفْلِحِينَ وَأَلْبِسْنَا خِلَعَ الإِيمَانِ وَالْيَقِينَ، وَخصَّنَا مِنْكَ بالتَّوْفِيقِ الْمُبين، وَوَفِّقْنَا لِقَوْلِ الحَقِّ وإتِّبَاعِهِ وَخَلِّصْنَا مِنْ البَاطِل وابْتِدَاعِهِ وَكُنْ لَنَا مُؤَيِّدًا وَلا تَجْعَلَ لِفَاجِرِ عَلَيْنَا يَدًا وَاجْعَلْ لَنَا عَيْشًا رَغَدًا وَلا تُشْمِتْ بِنَا عَدُوًّا وَلا حَاسِدًا، وَارْزُقْنَا عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً، وَفِهْمًا ذَكِيًّا وَطَبْعًا صَفِيًّا وَشَفًا مِنْ كُلِّ دَاء، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِينََ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعيِنَ.

_____________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان

  • 2
  • 0
  • 401

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً