موقف الإسلام من العنف الأسري: مظاهره، وكيفية مواجهته

منذ 2023-05-28

يهدف ‌الإسلام إلى إقامة الأسرة المثالية التي تقوم على المحبة، والمودة، والصلة، غير أنه قد تطرأ على الأسرة عقبات تُعكِّر ‌صفوها، وتعصف باستقرارها، ومن هذه ‌العقبات ظاهرة العنف الأسري التي أصبحت حدثًا يوميًّا في مجتمعاتنا المعاصرة، تؤرق منامها، وتعترض سبيلها في تربية النشء الصالح الذي تستمد منه الأمم حيويتها وآمالها في الحياة.

المقدمة:

الحمد لله الذي جعل بين الزوجين المودة والرحمة، وأنعم عليهما بإنجاب الأولاد وتكوين الأسرة ‌نعمة ‌منه ‌وفضلًا، ‌والصلاة ‌والسلام ‌على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين خير من أسس أسرة، وأرشد إلى ‌نبذ ‌العنف، وإحلال ‌الوئام وحسن العشرة، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين؛ وبعد:

فإن ‌الزواج ‌أساس ‌الأسرة ودعامتها، والأسرة منشأ ‌المجتمع ‌ونواته، وتتكون الأسرة من أصول ‌وفروع، وحواشٍ قريبة، وبعيدة، قال الله تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

 

‌ولقد‌حثَّنا ‌‌الرسول ‌صلى ‌الله ‌عليه ‌وسلم على ‌الرفق، والتسامح، ‌ونبذ ‌العنف داخل ‌الأسرة، وخارجها، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى ‌الرِّفْقِ ‌مَا ‌لَا ‌يُعْطِي ‌عَلَى ‌الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ»[1].

 

‌ويهدف ‌الإسلام إلى إقامة الأسرة المثالية التي تقوم على المحبة، والمودة، والصلة، غير أنه قد تطرأ على الأسرة عقبات تُعكِّر ‌صفوها، وتعصف باستقرارها، ومن هذه ‌العقبات ظاهرة العنف الأسري التي أصبحت حدثًا يوميًّا في مجتمعاتنا المعاصرة، تؤرق منامها، وتعترض سبيلها في تربية النشء الصالح الذي تستمد منه الأمم حيويتها وآمالها في الحياة.

 

‌ونظرًا لخطورة ظاهرة العنف الأسري على الأسرة ‌والمجتمع، وهي ظاهرة اجتماعية منتشرة بين المجتمعات الإنسانية على ‌مرِّ ‌العصور، ولا يمكن إغماض العينين عنها، حتى لا تتعاظم معدلاتها، ويعمق تأثيرها وخطورتها على أمن واستقرار الأُسَر والمجتمعات.

 

ومِن ثَمَّ ينبغي التأمل في تلك الظاهرة بالبحث، والاستقصاء، ومن ثَمَّ اتخاذ كل ما يسهم في دَرْء أخطارها، والحد من انتشارها، وطرق مكافحتها، وكيفية ‌علاجها، ‌والوقاية ‌منها من منطلق رؤية إسلامية سديدة تستمد رؤاها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

 

خطة البحث:

‌ومن ‌هذا ‌المنطلق فقد ساهمتُ بهذا الجهد المتواضع في ‌البحث ‌المعنون ‌بـ (موقف الإسلام من العنف الأسري: مظاهره وكيفية مواجهته).

 

وقد ‌انتظم البحث في: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، ثم خاتمة تليها الفهارس؛ وتفصيل ذلك فيما يلي:

أولًا: المقدمة، وفيها:

أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، ومشكلة البحث ‌وتساؤلاته، ‌وأهدافه، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وخطته.

 

1- أهمية الموضوع، وأسباب اختياره:

يمكن إجمال أهمية الموضوع، وأسباب اختياره في نقاط، لعل من أبرزها:

• التغيرات السلبية في ‌داخل ‌الأسرة، وأسلوبها في ‌التعامل ‌مع ‌المشاكل والخلافات الأسرية جديرة بالمعالجة، ‌وضرورة ‌العمل ‌الجاد الدَّؤوب، والعمل على إيجاد ‌الحلول ‌المناسبة ‌لها.

 

• إنَّ الاهتمام بالأسرة من الثوابت عند المسلمين، التي لا تقبل الجدل، ولا تحتمل المساومة لتعلُّقها بمصالحهم، وحاجاتهم، وحياتهم، ‌وعلاقاتهم ‌الاجتماعية.

 

• تنبع ‌أهمية ‌هذا الموضوع بما يقدمه من نتائج في كونها تحاول أن تقدم تفسيرات علمية عن ظاهرة العنف الأسري، وعمق تأثيرها وخطورتها على استقرار الأُسَر من التفكُّك، والتمرد، وارتفاع معدلات الطلاق.

 

• ظاهرة العنف الأسري من الظواهر الجديرة بعناية الرأي العام، وتبني بعض الهيئات؛ وهذا يؤدي إلى نشر الوعي داخل الأسرة، وتوعيتها بخطورتها، وآثارها المدمرة على الفرد، والأسرة، والمجتمع.

 

• خطورة العنف الأسري، وزيادة معدلاته، وتعدد ‌مظاهره، ومدى تأثيره على تفكُّك الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية.

 

2- مشكلة البحث:

يمثل العنف الأسري إشكالية عظمى للعديد من الجهات المختصة، وذلك للآتي:

1- أن العنف الأسري من الأمور الأسرية الداخلية التي تحيطها السرية والكتمان؛ نظرًا إلى خصوصية العلاقة بين أفراد الأسرة، وحدوثها داخل أسوار البيت.

 

2- تشكل العادات، والتقاليد، والأعراف الموروثة سببًا رئيسًا في تفاقم ظاهرة العنف الأسري، فالخوف من الفضيحة، وشماتة الأعداء يمنعان ‌من ‌البوح بالحقيقة.

 

3- تحلِّي الأسرة المسلمة بالإيمان والصبر والتجمُّل في مواجهة مشقَّات الحياة، وعدم الاهتزاز أمام حوادث الزمان؛ وهو ما يدفع إلى إبداء الرِّضا والقناعة، وعدم ‌اليأس من صلاح المعنف، حفاظًا ‌على ‌الأسرة من التصدع والانهيار.

 

3- تساؤلات البحث:

ينبثق من موضوع البحث تساؤلات عدة، تثري المحاور الأساسية فيه، منها:

• ‌ما ‌موقف الإسلام من العنف الأسري؟

• ما ‌مظاهر العنف الأسري؟

• ما الأسباب التي تؤدي إلى العنف الأسري؟

• كيف عالج الإسلام العنف الأسري؟

 

3- أهداف البحث:

• تأصيل مبدأ العودة إلى ‌الشريعة الإسلامية؛ لاستنباط الحلول الملائمة نحو مختلف ‌القضايا، وعلى رأسها القضايا ‌الأسرية والاجتماعية.

 

• الوصول إلى بعض التوصيات بِناءً على النتائج التي من المؤمل أن تسهم في تحسين واقع الأسرة وحمايتها من مؤثرات العنف الذي يُضعف كيانها.

 

• نشر الوعي، وتعاضد الجهود، وتكامل الخبرات بين أفراد المجتمع حول خطورة العنف الأسري، والعمل على التخفيف من حدته، والتعامل معه بكل شفافية، وهدوء.

 

• إبراز الأسباب المؤدية إلى العنف الأسري، وتوضيح مظاهره، والكشف عن دوافعه، وتحديد أساليب التعامل معه، ومحاولة الوصول إلى سُبُل مواجهته، ومعالجة آثاره.

 

4- منهج البحث:

يعتمد البحث على ثلاثة ‌مناهج، وهذا لا يمنع من استخدام مناهج أخرى:

• المنهج الاستنباطي[2] كأداة لربط مقدمات العنف الأسري بنتائجه، مع استنباط القيم الأسرية الإسلامية من نصوص الكتاب والسُّنَّة.

 

• المنهج التاريخي[3] كأداة أساسية لربط النصوص بعضها ببعض، وجمع المعلومات والوثائق؛ وذلك للوقوف على ‌سموِّ ‌الشريعة ‌في المحافظة على ‌الأسرة والاهتمام بها.

 

• ‌المنهج ‌الوصفي ‌التحليلي لوصف معالم نظام ‌الأسرة ‌في ‌الإسلام، وتحليل مضامينها، واستنباط جوانب استقرارها، واستمرارها، وسعادتها.

 

5- منهجي في البحث:

• عَزْو الآيات إلى سُوَرها بذكر رقم الآية واسم السورة.

• تخريج الأحاديث من مظانِّها المعتبرة.

• توثيق النقول والأقوال، وتوظيفها في خدمة البحث.

‌• وضع مراجع البحث ومصادره، ثم الفهرس العام للبحث.

 

6- الدراسات السابقة:

من الجهود العلمية التي اهتمت بهذا البحث:

‌دراستان لعالمَينِ فقيهينِ جليلَينِ من أساتذة جامعة الأزهر الشريف، كانت ‌لهما نظرات ثاقبة، ووقفات صائبة، وتوجيهات موفقة، ‌استنرت بهما، وكانتا معلمين أساسين في البحث، والدراسة، وهما:

1- أ. د/ ‌محمد ‌رأفت ‌عثمان: العنف في نطاق الأسرة، وهو بحث يقع في ثلاث ‌وخمسين ‌صفحة من القطع الكبير، مقدم لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، الدورة التاسعة عشرة، إمارة ‌الشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة) من 1 إلى 5 جمادى الأولى 1430 هـ، الموافق 26 - 30 إبريل، 2009 م.

 

2- أ. د / أحمد على طه ريان: العنف في نطاق الأسرة، وهو بحث يقع في تسع ‌وخمسين ‌صفحة من القطع الكبير مقدم لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، الدورة التاسعة عشرة، إمارة ‌الشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة) من 1 إلى 5 جمادى الأولى 1430 هـ، الموافق 26 - 30 إبريل، 2009 م.

 

ثانيًا: ‌التمهيد: ‌وفيه مبحثان:

المبحث الأول: تعريف العنف الأسري.

المبحث الثاني: الأُسرة: ‌أركانها، وأقسامها، وأهدافها.

 

ثالثًا: فصول البحث:

‌قُسم ‌البحث إلى ثلاثة فصول، وفي كل ‌فصل ‌عدة ‌مباحث، وذلك على النحو الآتي:

‌الفصل ‌الأول: ‌‌‌أسباب ‌ودوافع العنف الأسري، ويشتمل على ‌ثلاثة ‌مباحث:

المبحث الأول: الأسباب ‌والدوافع الذاتية، ويتضمن ‌خمسة ‌مطالب هي:

المطلب الأول: ضعف الوازع الديني.

المطلب الثاني: ‌الاستهانة ‌بالرسول عليه الصلاة والسلام، والاستهزاء به.

المطلب الثالث: الفهم الخاطئ للقوامة.

المطلب الرابع: الابتلاء بالمعاصي.

المطلب الخامس: الكسب الحرام.

 

المبحث الثاني: الأسباب ‌والدوافع الاجتماعية ‌الأسرية، وفيه ستة مطالب:

المطلب الأول: سوء ‌العشرة.

المطلب الثاني: إفشاء الأسرار الأسرية.

المطلب الثالث: الحلف بالظِّهار، والتهديد بالطلاق.

المطلب الرابع: نشوز الزوج.

المطلب الخامس: ‌نشوز ‌الزوجة.

المطلب السادس: ضرب الزوجة، وإهانتها.

 

المبحث الثالث: الأسباب ‌والدوافع المجتمعية، وتحته ‌خمسة ‌مطالب:

المطلب الأول: وسائل الإعلام.

المطلب الثاني: ‌‌الإفساد بين الزوجين (التدخل السلبي).

المطلب الثالث: اتباع خطوات الشيطان ومداخله.

المطلب الرابع: ‌شرب ‌الخمر ‌والمسكرات.

المطلب الخامس: العلاقة المحرمة.

 

الفصل الثاني: مظاهر العنف الأسري، وفيه خمسة مباحث:

المبحث الأول: العنف اللفظي، وينقسم إلى ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: العنف اللفظي من الزوج.

المطلب الثاني: العنف اللفظي من الزوجة.

المطلب الثالث: العنف اللفظي من الأولاد.

 

المبحث الثاني: العنف الجسدي، وفية ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: العنف الجسدي من الزوج.

المطلب الثاني: العنف الجسدي من الزوجة.

المطلب الثالث: العنف الجسدي من الأولاد.

 

المبحث الثالث: العنف النفسي، ويشتمل على ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: العنف اللفظي من الزوج.

المطلب الثاني: العنف اللفظي من الزوجة.

المطلب الثالث: العنف اللفظي من الأولاد.

 

المبحث الرابع: العنف الجنسي، ويتكون من ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: العنف الجنسي من الزوج.

المطلب الثاني: العنف الجنسي من الزوجة.

المطلب الثالث: العنف الجنسي من الأولاد.

 

المبحث الخامس: العنف الاقتصادي، وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: العنف الاقتصادي من الزوج.

المطلب الثاني: العنف الاقتصادي من الزوجة.

المطلب الثالث: العنف الاقتصادي من الأولاد.

 

الفصل الثالث: معالجة ‌الإسلام للعنف الأسري، وفيه ثلاثة مباحث:

المبحث الأول: الحلول الوقائية، ‌وفيه ‌أربعة ‌مطالب:

المطلب الأول: معرفة ‌الحقوق المشتركة بين الزوجين.

‌ المطلب الثاني: التواضع ‌للأهل ومعاملتهم بالرفق واللين.

المطلب الثالث: التغافل ‌والصفح بين الزوجين.

المطلب الرابع: الوقوف بجانب الزوج.

 

المبحث الثاني: الحلول العلاجية، ‌وفيه ‌أربعة ‌مطالب:

المطلب الأول: سرعة معالجة الأزمات واحتواء الخلافات.

المطلب الثاني: التركيز على الإيجابيات.

المطلب الثالث: مرونة الزوج وخبراته التي تؤهله لمواجهة المشاكل الأسرية.

المطلب الرابع: الوفاق بين الزوجين، وإيجاد الحل لمشاكلهما.

 

المبحث الثالث: مسؤوليات ‌الوالدين في تربية وتنشئة أولادهم، ‌وفيه ‌أربعة ‌مطالب:

المطلب الأول: التربية ‌الإيمانية.

المطلب الثاني: التربية ‌الأخلاقية.

المطلب الثالث: التربية ‌النفسية.

المطلب الرابع: التربية ‌الجسمية.

 

رابعًا: الخاتمة:

‌وفيها أهم نتائج البحث، والتوصيات.

 

خامسًا: الفهرس العام للبحث.

وبعد:

فهذا ما انتهيت إليه بفضل الله تعالى وتوفيقه، ولم أقصد ببحثي احتواء موضوعه، وحسبي ‌أني بذلت جَهْدي في إعداده، ‌واستغفر ‌الله تعالى من تقصيري، وشفيعي ما قاله الإمام المُزَنيُّ ‌تلميذ الإمام ‌الشافعي، رحمهما الله: " لو عُورِض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأ، ‌أبى ‌الله ‌أن ‌يكون ‌صحيحًا ‌غير ‌كتابه"[4].

 


[1] صحيح البخاري: كتاب الديات، ‌‌باب إذا عرض الذمي وغيره بسب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، نحو قوله: السام عليك، ج9 ص16، رقم ح6972، صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، ج4 ص2003، رقم ح 2593.

[2] الذي يربط العقل فيه بين المقدمات والنتائج أو بين الأشياء وعللها، على أساس المنطق والتأمل الذهني، فهو يبدأ بالكليات ليصل منها إلى الجزئيات؛ [ينظر: ‌البحث ‌العلمي: ‌مناهجه ‌وتقنياته: د/ محمَّد زيان عمر، ص32، طبعة جدة- السعودية، 1394 هـ - 1974م].

[3] مجموعة الطرائق والتقنيات التي يتبعها الباحث التاريخي والمؤرخ للوصول إلى الحقيقة التاريخية، وإعادة بناء الماضي بكل وقائعه وزواياه، وكما كان عليه في زمانه ومكانه، وبجميع تفاعلات الحياة فيه؛ [ينظر: البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العملية: رجاء وحيد دويدري، ص151، الناشر: دار الفكر- بيروت- لبنان، الطبعة الأولى، 1421 هـ- 2000م].

[4] موضح أوهام الجمع والتفريق، المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (ت 463هـ)، ج1 ص14، المحقق: د. عبد المعطي أمين قلعجي، الناشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة: الأولى، 1407هـ.

________________________________________________
الكاتب: سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر

  • 2
  • 0
  • 1,520

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً