فوائد مختصرة من كتاب الجهاد للعثيمين
فوائد مختصرة من كتاب الجهاد من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من كتاب الجهاد من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام, بشرح بلوغ المرام, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& الجهاد...بذل الجهد لتكون كلمة الله هي العلياء, وعلى هذا التعريف فهو يشمل الجهاد بالسلاح, والجهاد بالبيان, لأن طالب العلم يبذلُ الجهد من أجل أن تكون كلمة الله هي العلياء, ودين الله تعالى هو المعمول به في الأمة.
& قتالنا لأعدائنا ليس ليسلموا {﴿ لا إكراهَ في الدينِ ﴾} [البقرة:256] ولكن من أجل أن تكون كلمةُ الله هي العليا, وأن تكون السيطرة لدين الإسلام.
& نحن مثلًا إذا أخذنا الجزية من الكفار وقلنا: أعطوا الجزية عن يدٍ وأنتم صاغرون, فقد كانت كلمة الله عز وجل هي العليا. وإذا جاءك اليهودي أو النصراني أو المشرك _على القول الراجح_ حقيرًا يسلم الجزية عن يدٍ فأيضًا كان ذلك إعلاء لدين الله
& يجب القتال ويكون فرض عين في أمور أربعة: الأول: إذا حضر الصف الثاني: إذا استنفرهم الأمامُ. الثالث: إذا حصر العدو بلدهم. الرابع: إذا كان محتاجًا إليه...لكن اعلموا أن كل واجب لا بد فيه من شرط القدرة والاستطاعة.
& يجب علينا التسلح والذي علّم هؤلاء التسلح قادر أن يعلمنا, لكننا لم نتحرك.
& يجب على المسلم أن يغزو, فإن لم يفعل فليُحدث نفسه بالغزو إذا قام ساق الجهاد, وتحديث النفس أي: يقول في نفسه: لئن قام الجهاد لأجاهدن.
& يجب علينا أن نفعل ما أمره الله عز وجل في قوله: {﴿ وأَعدُوا لهم ما استطعتُم من قوةٍ ﴾} [الأنفال:60] وأهم قوة نُعدها هي الإيمان والتقوى, لأننا بالإيمان والتقوى نقضى على أهوائنا ونقضى أيضًا على تباطؤنا وتثاقلنا, ونفضى على محبتنا للدنيا.
& قوله تعالى: { ﴿ قُوةٍ ﴾} تشمل القوة الإيمانية...والثقة بنصره, والتوكل عليه, وتفويض الأمر إليه, وما إلى ذلك...وتشمل...إعداد العّدة بكثرة الجيوش ومهارتها.
& الجهاد يكون بالمال والنفس واللسان.
&المرأة لا يجب عليها الجهاد بل للحاكم أن يمنعها من الجهاد وذلك لأنها ليست من ذوي العزائم والقوة والجلد إذ إن عزيمتها ضعيفة و...صبرها وقوتها وجلدها ضعيف فلا تصلح أن تكون من أهل الجهاد بل ربما يكون وجودها ضررًا على المجاهدين
& قوله: (( وألسنتكم )) وذلك بالخطب والأشعار...وكهجاء المشركين وتشجيع المسلمين على الجهاد, ويحتمل أن يكون المراد بيان الحق...ويكون الجهاد باللسان هو جهاد أهل العلم يجاهدون بألسنتهم فيبينون للناس شريعة الله ويهدونهم إليها.
& من المهم فيما نُعدُّه لأعدائنا ألا نتفرق, سواء ونحن تحت راية واحدة, أو نحن تحت راية متعددة, فالأمة الإسلامية صارت دولًا كثيرة بينما كان الإسلام قديمًا دولة واحدة.
& يحكى لنا أنه هناك كلمة حكيمة يُطلقها الإنجليز, وهو أهل السياسة, وهي قولهم: " فرِّق تسُد " أي: تكون أنت السيد, لأنك إذا فرقت الناس صار الناس يضرب بعضهم بعضًا وأنت في أمان.
& نحن نحرص دائمًا على تأليف القلوب وعدم الاختلاف وعدم الفوضى الكلامية والقلبية, ونرى أن الناس يغضّون عما يحصل من الأشياء التي قد يستنكرونها, يرجون بذلك جمع الكلمة, لأن جمع الكلمة مهمّ جدًّا جدًّا
& بعض الدول تجند الشباب, فهل هذا جائز؟ قلنا: نعم, يجوز للحاكم أن يفعل ذلك, وهو مندرج تحت عموم قوله تعالى: في قوله: { ﴿ وأَعدُوا لهم ما استطعتُم من قوةٍ ﴾} [الأنفال:60]
& طلب العلم لا حاجة إلى استئذان الوالدين فيه, لأنه لا عرضة فيه للتلف, فلا يلزم الابن طاعتهما في ذلك, بل له أن يسافر ويطلب العلم ما لم يكونا محتاجين إليه, وأما الجهاد فلا, لأن الجهاد فيه عرضةُ التلف والهلاك.
& استئذان الأبوين واجب في الذهاب إلى الجهاد فإذا ذهب شخص بدون إذنهما وقال: إنه يغفر له بأول قطرة من دمه", كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قلنا إن استئذانهما واجب صار ذهابه محرمًا ولم يكن جهادًا مقبولًا ولكن...يقنعهما
& جواز سبي الذُّرية: أي: ذرية العدو, وهم النساء والصغار ومن لا عقل له ومن رأي له ومن لا يستطيع القتال, كل هؤلاء يُسبون ولا يجوز قتلهم, لأنهم إذا سُبوا صاروا غنيمة للمسلمين.
& جواز استرقاق العرب, لكون النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم من العرب, وسبي ذراريهم.
& يعتبر من الغباء أن يؤمن النصارى واليهود وغيرهم من الكفار على أمور المسلمين, سواء كان في السلاح أو غير ذلك, لأنهم أعداء بنص القرآن, واليهود والنصارى بعضُهم أولياءُ بعض بنصِّ القرآن, وإذا كان عدوًا لك فكيف تأمنه.
& الذي يظهر هو منع الاستعانة بالمشركين في الحرب, لكن إذا كان هناك مصلحة ومنفعة محققة, مع الأمن من غدرهم ومكرهم, فإن ذلك لا بأس به, لأنه مصلحة بلا مضرة, والحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا.
& لو فرض أن امرأة تُحارب كما هو في عصرنا الحالي, فمن النساء الآن من تقود الطائرة وترمي بالمدفع والصاروخ وغير ذلك, فإنها تُقتل, لأنه ليس بينها وبين الرجل فرق.
& قوله: (( صبرًا )) أي: بدون قتال, أوقفهم وصبرهم, أي: حبسهم ثم قتلهم, وبعض العلماء رحمهم الله يعرّف قَتل الصِّبر بأنه يحبس المرء ويترك بلا أكل ولا شرب, وهذا غلط, بل قتل الصبر هو أن يمسك ويقتل.
& جواز وطء الأمة بملك اليمين وإن لم تكن كتابية, بخلاف النكاح, فالنكاح لا يجوز أن يتزوج الإنسان امرأة غير مسلمة إلا إذا كانت كتابية, يهودية أو نصرانية, وأما الإماء فمتى ملك الإنسان أمة فهي حل له.
& تسمى سرية ما لم تتجاوز أربعمائة رجل, وما زاد على ذلك...فيسمى جيشًا.
& نرى أن الذين في المعركة والذين في مجالس العلم _ وهم يطلبون الحقيقة _ هُم سواء في الأجر, بل ربما يزداد أجرُ طالب العلم لما يحصل من علمه إذا كان ناصحًا لله ورسوله من نشر السنة وبيانها.
& الشهيد وإن تميز بالشهادة لكن قد يكون على يد طالب العلم, والعالم من مصلحة الأمة ونشر الدعوة ما لا يكون في ديوان الشهيد, أرأيتم كم نفع ابن تيمية رحمه الله الأمة, مما يفوق نفع ما قدّمه آلاف الشهداء.
& نجد أن المجاهد في المعركة محتاج إلى المجاهد في العلم ولا عكس.
& التحذير من النفاق, ولعمرو الله إنه لعمل سيئ يجب الحذر منه, لأن المنافق يُراعي الناس بأعماله, فيُظهر للناس أنه مستقيم, وأنه على الهُدى, بينما هو على عكس ذلك.
& إذا كان الشخص يُظهر للناس أنه حسنُ السيرة وهو كذلك, فهو يقرأ القرآن ويحفظ ولكن قد يعمل بعض الأعمال التي يكون فيها شيء يُخفى عن أعين الناس فلا يقال...أنه منافق لأنه ما من إنسان إلا ويعمل سيئةً ولا يوجد أحد معصوم
& تحريم إقامة المسلم في بلاد المشركين, وأن ذلك من كبائر الذنوب, لأن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ منه, وبراءة النبي صلى الله عليه وسلم من الفاعل تدل على أن فعله كبيرة من الكبائر...والمراد الإقامة المطلقة.
& لو أن دولة مشركة استولت على دولة مسلمة فهل يبقى المسلمون في هذه البلاد تحت حكم المشركين, أم يجب على المسلمين الهجرة من هذه البلد؟ قلنا: لا يجب عليهم الخروج من بلادهم لأن هؤلاء ورَد عليهم الكفار, ولم يَرِدوا هم على الكفار.
& الهجرة: هي الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام, أو من بلد يغلب على أهله البدعة إلى بلد السنة, حتى وإن كانوا يدعون الإسلام, ولكن بدعتهم تكفر فهم كبلاد الكفر, يجب الهجرة من بلادهم ما دام الإنسان لا يستطيع أن يقيم السنة.
& لا ينبغي للعالم أن يقول في حكم من الأحكام: حكم الإسلام في كذا" , فلا تقل هذا لأنك قد تخطئ, فينسب الخطأ إلى الإسلام, ولكن قيد ذلك, وقل: حكم الإسلام فيما أرى كذا وكذا.
& للنية أثرًا بالغًا في قلب الأعمال إلى صالحة أو إلى فاسدة حسب النية, لقوله صلى الله عليه وسلم: (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ))
& الاستعانة بالله قبل كل شيء, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( احرص على ما ينفعك, واستعن بالله, ولا تعجز )) أي: لا تتكاسل.
& شيوخ, أي: كبار السن, وهم من زادوا عن الأربعين.
& ردُّ الجميل والمعروف, حتى وإن كان الفاعل له كافرًا.
& الشيطان يُريد أن يقلقك دائمًا, وأن يحزنك, {﴿ إنما النجوى من الشيطان لِيحزُن الذين آمنوا ﴾ } [المجادلة:10] ولهذا إذا رأيت لنفسك قلقًا أو حزنٍ على شيء فاعلم أنه من الشيطان, فاستعن بالله عز وجل على رفع ما يمكن رفعه.
& قوله صلى الله عليه وسلم: (( جزيرة العرب )) حدودها من الشمال الشّام لسوريا وفلسطين ومن والاها, وحدودها من الغرب البحر الأحمر, وحدودها من الشرق العراق, وحدودها من الجنوب اليمن.
& استيطان اليهود والنصارى والمشركين في الجزيرة ممنوع, ويجب على ولي الأمر منعهم...أما بقاؤهم على أنهم عَمَلة يعملون لصالح الناس فهذا لا بأس به, ما لم يؤد إلى شرِّ وفسادٍ, فإن خيف شرهم وفسادهم فإنهم لا يمكنون من البقاء مطلقًا.
& القول...الراجح أن الجزية تُؤخذ من كل كافر.
&لا يجوز للكفار أن يعلو بنيانهم على المسلمين فإذا كانوا في بلد واحدٍ وأراد الكافر أن يُعلى بنيانه على من حوله من المسلمين فإنه يُمنع, لأن الإسلام يعلو ولا يُعلى
& العلماء كرهوا أن يكون الإنسان المسلم مُستخدمًا عند كافر, أي: يكون خادمًا له شخصيًا, فإن هذا من إذلال المسلم والعلو عليه...ولو قيل بالتحريم لم يبعد.
& المسلم ينبغي أن يكون عزيزًا بدينه لا بشخصه, فيرى في نفسه أنه عزيز بما يحمله من دين الله من غير فخر ولا خيلاء.
& المبارزة بالسيف بين المسلمين على سبيل المزاح...لا تجوز ولو كانت مزحًا, وقد نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك, لأن الشيطان ربما يُفلتها من يده حتى يقتل أخاه. كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: