فوائد مختصرة من باب الذكر والدعاء للعثيمين
فوائد مختصرة من باب الذكر والدعاء من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام للعلامة العثيمين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من باب الذكر والدعاء من كتاب فتح ذي الجلال والإكرام, بشرح بلوغ المرام, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& ذكر الله تعالى يكون بالقلب, ويكون باللسان, ويكون بالجوارح...وأهمها ذكر القلب.
& قال الله تعالى: ﴿ {وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا } ﴾ [الكهف:28] قال: ﴿ { قَلۡبَهُۥ} ﴾ ولم يقل: لسانه وجوارحه, ولذلك يكون الذكر باللسان والجوارح دون القلب قشورًا بلا لُبٍّ, تجد الإنسان لا يزداد به إيمانًا, ولا ينتفع به ذلك الانتفاع.
& معنى ذكر الله بالقلب هو استحضار أن الله سبحانه وتعالى يراه وأنه يراقبه أيضًا, يفعل ذلك ولو كان مريضًا ولا يتكلم, فيتذكر عظمة الله وأنه لا إله إلا الله, وأنه مُنزه عن كل نقصٍ وعيبٍ, إلى آخر ما يوصف الله به.
& الذكر بالجوارح هو العمل بطاعة الله, فالعمل بطاعة الله يسمى ذكرًا.
& التفكر في آيات الله ذكر للقلب, عندما تقول: " لا إله إلا الله ", وتتفكر في معناها, فإن هذا ذكر القلب, يعني حضور القلب عند ذكر اللسان أو ذكر الجوارح.
& قد لا يكون هناك ذكر للسان أو الجوارح, لكن ذكر للقلب, كالتفكر في خلق السماوات والأرض, وآيات الله الأخرى.
& فضيلة ذكر الله عز وجل, وجه ذلك أن الله تعالى يكون مع الذاكر طال ذكره أم قصر...فإن شئت أن تذكر الله دائمًا فإن الله تعالى يذكرك دائمًا.
& أمر الله تعالى بذكر الله كثيرًا عند ملاقاة العدو, لأن هذا يستلزم أن يكون الله معك ومن كان الله معه فهو غالب ولا بد...ولا شك أن الإنسان إذا علم أن الله معه فسوف ينشط على العمل...ويقدم حيث أُمر بالإقدام ويحجم حيث أُمر بالإحجام
& معية الله للذاكر تكون إذا التقى القلب واللسان, لقوله: (( وتحركت بي شفتاه))
& الحث على إدامة ذكر الله عز وجل, لأن أنجى ما ينجيك من عذاب الله هو ذكر الله, فعليك بالذكر دائمًا, والإنسان الموفق يمكن أن يذكر الله على كل حال كما قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل حال
& تلاوة القرآن من ذكر الله, {﴿ إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ﴾} [الحجر:9] فهو ذكر وأعظم الذكر.
& العلم من الذكر...لأن الذي يبحث في العلم تعلمًا أو تعليمًا أو مذاكرةً إنما يريد بذلك حفظ الشريعة والعلم بها, وهذا ذكر لله عز وجل.
& الاجتماع على ذكر الله من أسباب الرحمة لقوله صلى الله عليه وسلم (( {وغشيتهم الرحمةُ} )) وعلى هذا فالحاضرون في مجالس العلم يرجى لهم هذا الثواب العظيم, وهو أن رحمة الله تعالى تغشاهم من كل جانب وتغطيهم كما يغطي الرداء النائم.
& ينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الذكر: " سبحان الله وبحمده, عدد خلقه, ورضا نفسه, وزنة عرشه, ومداد كلماته ".
& فضيلة ذكر الله عز وجل وفضيلة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وأن من لم يقم بهما فسوف يكون ما فاته عليه يوم القيامة حسرة.
& كل وقت يمر بك في هذه الدنيا وأنت لم تكسب فيه خيرًا, فسيكون حسرةً عليك يوم القيامة, وسوف تتمنى حينها لو أنك كنت عملت.
& " سبحان الله" ,التسبيح هو تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كل عيب ونقص.
& " الحمد لله" الحمد وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم.
& " الله أكبر ", فالله أكبر حقيقة ومعنى, فالله تعالى أكبر من كل شيء في علمه وقدرته وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك, وهو سبحانه وتعالى ذاته أكبر من كل شيء...فالله أكبر من كل شيء في أسمائه وصفاته وكذلك في ذاته.
& "لا حول ولا قوة إلا بالله" الحول قيل معناه التحول من حال إلى حال, يعني لا تتحول الأحوال من حال إلى حال إلا بالله, ولا يستطيع أحد أن يحول الرخاء إلى شدة والشدة إلى رخاء إلا الله عز وجل ولا قوة أي لا قوة على هذا التحول إلا بالله
& الإنسان ينبغي أن يكون دائم الذكر بـــ " لا حول ولا قوة إلا بالله ", ولو لم يكن يريد الاستعانة على شيء.
& الباقيات الصالحات...سميت باقية لأنها تبقى مدخرة للعبد عند الله عز وجل...وسميت صالحة لأنها من أفضل الكلام وأطيبه.
& الدعاء هو إظهار العبد افتقاره إلى الله عز وجل, واستغاثته به, واعتماده عليه, فهو في الحقيقة حقيقة العبودية, وأن الإنسان مضطر ومفتقر إلى ربه, ولهذا كلما اشتدت الحاجة إليه كان الإنسان إلى ربه أخبت وأطوع لأنه يعلم أنه لا مجيب إلا الله.
& الدعاء...من أهم شروطه: الأول: أن يكون الإنسان معتقدًا أنه عاجز عن حصول مطلوبه إلا بالله. الثاني: أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى لا يخيب سؤالًا بل إنه قادر على إجابته. الثالث: أن يتجنب أكل الحرام. الرابع: أن لا يدعو بإثم.
& الحث على الدعاء, حيث جعله النبي صلى الله عليه وسلم من العبادة, وعلى هذا فداعي الله رابح على كل تقدير.
& أكثر من الدعاء سواء أُجبت أو لم تجب,...كرر الدعاء...والحمد لله ما دام عباده فكرر, فربما يكون من حكمة الله عز وجل أن الله أخر إجابتك من أجل أن تكثر عبادتك, هذا خير لك.
& يرفع يديه عند الدعاء...يرفع يديه إلى صدره. وأن يضم بعضهما إلى بعض, إلا عند الابتهال والمبالغة في الدعاء فإنه يرفع يديه حتى يبدو بياض إبطيه, كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل, ويزاد في المبالغة في الدعاء في الاستسقاء.
& بعض الناس يلتزم ويداوم رفع اليدين في الدعاء بعد النافلة...هذا فيما نرى غير مشروع.
& أنت إذا تأملت المواضع التي كان الرسول يدعو فيها وجدت أن الأحاديث الصحيحة لم يذكر فيها المسح إطلاقًا أبدًا...قال شيخ الإسلام ابن تيمية وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان لا يقوم بهما حاجة.
& يدخل في الصباح إذا طلع الفجر ولهذا تسمى صلاة الفجر صلاة الصبح...قيل ينتهي الصباح إلى وقت الإضحاء, بمعنى أن تنتشر الشمس وتعم أرجاء الأرض, فحينئذ يكون الصباح قد انتهى, وقال بعضهم إلى الزوال.
& في المساء إذا دخل صلاة العصر, فإن صلاة العصر بها يدحل المساء...ينتهي حينما يغيب بياض النهار في الأفق, وهو إلى قرب ثلث الليل, وقال بعضهم: إنه ينتهي المساء بدخول وقت العشاء حينما يغيب الشفق الأحمر
& العافية في الدين تشمل شيئين: الشيء الأول: العافية من الشبهات. الشيء الثاني: العافية من الشهوات.
& العافية من الشبهات فتعنى أن الله تعالى يمن عليك بالعلم, الذي هو نور تهتدى به, ولا يلتبس عليك الحق بالباطل...أما العافية من الشهوات فهو أن يسأل ربه أن يعافيه من الإيرادات السيئة.
& العافية في الدنيا: أن الله تعالى يعافيك من الأسقام والأمراض الجسدية, حتى تصبح معافي تستطيع أن تقوم بطاعة الله عز وجل.
& قوله: (( آمن روعاتي )) أي اجعلني آمنًا عند الروعات, والروع هو الخوف... وهل نقول بأن هذا دعاء بأن يجعل الله في قلبك أمانًا إذا حصل الروع, أم هو دعاء برفع الروع وتخفيفه إذا وقع؟ الظاهر الأمران.
& قوله: (( {وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي} )) هذا يدل على أن العذاب الذي يأتي من تحت أشد وأعظم, ولهذا اعتصم النبي صلى الله عليه وسلم بعظمة الله أن يغتال من تحته من الشياطين, من الجن, من الخسف, وما أشبه ذلك.
& الإنسان إذا جاءه الشر من بين يديه أو من خلفه أو عن يمينه أو عن شماله أمكنه الفرار...فربما يمكنه إذا شاهد أسباب العذاب أو ما أشبه ذلك يمكنه أن يختبئ, لكن إذا جاء من تحت وخسف به وهو غافل لا يحس بشيء صار هذا أشد.
& الإنسان يخاف من العذاب أو الانتقام يأتيه من أسفل أكثر من أن يأتيه من بقية الجهات, يشير إلى هذا قوله: (( {وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي} ))
& الاغتيال: هو القتل على غفلة بغير استعدادٍ له بأن يقتل على غفلة.
& الاستغفار طلب المغفرة...والمغفرة: هي طلب العفو والتسامح عن الذنب, وستر الذنب أيضًا.
& الانسان يعتصم بالله من شر ما صنع, وذلك من وجهين: الوجه الأول: أن يعفو الله عنه وذلك بعد وقوعه. الوجه الثاني: أن الله تعالى يوفقه للتوبة من هذا الذي صنع, لأن الإنسان إذا تاب وقاه الله شر ما صنع.
& قوله: (( وشماتة الأعداء )) يعني: فرح الأعداء.
& العبادة مبناها على أمرين: الحب والتعظيم, فلا يمكن أن تعبد معبودًا إلا وهو في قلبك أحبّ شيء إليك, لأنك تذل له الذل المطلق, كذلك فإنك نعظمه وتجله, ولهذا كان المستهزئ بالله كافرًا.
& كل ما يفعله سبحانه وتعالى في ملكه فهو محمود عليه فملكه مبني على الحمد حتى لو أصاب الناس بالحروب أو الأمراض أو الفقر أو الجهل فهو محمود عليه ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسوؤه يقول ( الحمد لله على كل حال)
& " العقيدة الواسطية ", هي من أبرك كتب العقائد.
& العقل يحار حيرة عظيمة في كمال قدرة الله عز وجل, فأنت إذا كنت تحتاج إلى شيء, فلا تستبعده على قدرة الله, ولا تقل: لا أدعو به لأنه مستحيل, بل ادعُ الله, فإن الله تعالى على كل شيء قدير.
& الأحكام المرتبة على الأعداد هي في الحقيقة تعبدية محضة, ومن حاول أن يلتمس لها علة فإنه لن يستطيع إلا بتكلف مكروه لا تقبله النفس تمامًا.
& العرب...هم أهل الرسالة العظمى فهم أفضل من غيرهم, ولهذا وهبهم الله عز وجل من العلم والفهم والشجاعة والحزم ما لم يهب غيرهم وأقول هذا باعتبار الجنس لا باعتبار الشخص لأنه قد يوجد من غير العرب من هو أفضل من كثير من العرب.
& الكفار من العرب إذا قوتلوا وسبيت النساء والذرية صاروا أرقاء كغيرهم من الناس,...العرب قد يسترقون إذا وجد سبب الرق.
& اللغة العربية هي أفضل اللغات, ومع الأسف أن المخدوعين في الكفار يحاولون أن يجعلوا لسانهم لسانًا أعجميًا, حتى الصغار يعلمونهم اللغة الإنجليزية, فتجده يعرف اللغة الإنجليزية أكثر مما يعرف من العربية.
& كان أمير المؤمنين عمر لعلمه بخطر اللغات غير العربية, كان يضرب على الرطانة, إذا سمع أحدًا يتكلم بغير اللغة العربية يضربه لئلا يعوّد الناس اللسان غير العربي, وفينا من يُعلم أبناءه السلام بغير العربية, نسأل الله الهداية.
& ينبغي للإنسان في ملاطفة إخوانه وأصحابه أن يأتي بالأساليب المحببة التي تؤلف بين القلوب, لا سيما إذا كان المخاطب أهلًا لذلك.
& كل الأسباب التي يجعلها الله تعالى أسبابًا سواء أكانت قدرية أم شرعية, فلا بد من انتفاء موانعها وإلا فلا تكون أسبابًا.
& الخطيئة ما فعله عن عمد والجهل ما فعله عن خطأ.
& الإنسان قد يُسر وقد يُعلن في الذنوب, أما المعلن والعياذ بالله فهو أسوة سيئة, فهو آثم من جهات: أولًا: أنه فعل المعصية. ثانيًا: أنه جهر بها, وحينئذ يتأسى الناس به. ثالثًا: أن المعصية تهون في نفوس الناس...أما من أسرّ فهو أهون.
& كلما كان وازع الدين أقوى, قلتّ فيهم المعاصي, وقلّ فيهم الفساد, وإذا نقص الوازع الديني كثر الفساد, وكثر الظلم.
& إذا أصابك الله بضرر وصبرت واحتسبت الأجر من الله ماذا يكون هذا الضرر؟ يكون خيرًا, لأن ثواب الآخرة خير من الدنيا.
& ما يوجد الآن من عبارة بعض الناس "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه" فهذه عبارة مبتدعة, وخير منها ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام: (( «الحمد لله على كل حالٍ» ))
& المؤمن كلما ازداد إيمانه ازدادت أيامه في طاعة الله.
& لا أحد أنعم بالًا ولا أشد انشراحًا في الصدر ولا أطيب نفسًا من المؤمن, وكلما ازداد الإنسان إيمانًا ازداد صدره انشراحًا, وقلبه طمأنينة, وصار لا يرى شيئًا يحزنه إلا وفرح به رجاء ثوابه عند الله عز وجل.
& فضيلة هذا الذكر: (( سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم )) والله لو أفنى الإنسان دهره كله في هذا لكانت له رخيصةً, لأنهما ثقيلتان في الميزان, وحبيبتان إلى الرحمن, وخفيفتان على اللسان.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: