عمر وطلحة رضي الله عنهما وصلة الأرحام
كان عمر - رضي الله عنه - يصل أرحامه حتى أقاربه من أهل الشرك، فقد أخرج البخاري في "باب صلة الأخ المشرك" عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: رأى عمر حُلَّةً سِيَرَاءَ[1]، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ اشْتَرَيْتَ هَذِهِ فَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلِلْوَفْدِ إِذَا أتوك، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عمر إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لا خَلاقَ لَه»، ثم أُهدي النبي صلى الله عليه وسلم مِنْهَا حُلَلٌ، فَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه مِنْهَا حُلَّةً، فجاء عُمَرُ رضي الله عنه إلى رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، بعثت إليَّ هذه وقد قلت فيها ما قلت؟ قَالَ: "إني لم أُهدها لك لتلبسها، إنما أهديتها إليك لتبيعها أو لتكسوها"، فأهداها عمر لأخ له من أمه مشرك"، وفي رواية: "فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يُسلم".
طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنه - وصلة الرحم:
فهذا طلحة رضي الله عنه جاءه رجل يذكر له رحمًا يسأله بها، فانظر ماذا أعطاه طلحة؟
جاء في "سير أعلام النبلاء: 1/ 32" عن علي بن زيد قال: جاء أعرابي إلى طلحة يسأله فتقرَّب إليه برحم، فقال: إن هذه لرحم ما سألني بها أحد قبلك، إنَّ لي أرضًا قد أعطاني بها عثمان ثلاثمائة ألف، فاقبَضها إن شئت بعتها من عثمان ودفعت إليك الثمن، فقال: الثمن، فأعطاه.
وكان أهل الجاهلية يتمدحون بصلة الأرحام ويثنون على أصحابها:
فها هو الأعشى يمدح الأسود بن المنذر بن يزيد اللخمي، فقال:
عنده الحزمُ والتقى وأسا الصـر ** عِ وحملٌ لمضلع الأثقـــالِ
وصِلاتُ الأرحام قد علِم النـاس ** وفكُّ الأسرى من الأغلال
[1] حلة سيراء: حلة حرير.
- التصنيف: