اخشع في صلاتك برمضان
يعاني الكثيرون من عدم الخشوع في الصلاة، يستشعرون بأن الصلاة صارت عبئا على كواهلهم. يتفرغون لها دقائق تمر كالساعات على قلوبهم، إذ لا معنى للقيام بحركات ظاهرية لا تمس الأفئدة، لذا خرجت الصلاة عن مفهومها الأصيل؛ في الوصل بين العبد وربه.
اخشع في صلاتك برمضان .. يعاني الكثيرون من عدم الخشوع في الصلاة، يستشعرون بأن الصلاة صارت عبئا على كواهلهم. يتفرغون لها دقائق تمر كالساعات على قلوبهم، إذ لا معنى للقيام بحركات ظاهرية لا تمس الأفئدة، لذا خرجت الصلاة عن مفهومها الأصيل؛ في الوصل بين العبد وربه.
وتصل إلينا الكثير من استفهامات المسلمين: أنا ملتزم وأصلي ولا أهنأ بحياتي، فما السبب؟ لماذا لم تحمني صلاتي من الوقوع في الخطأ؟ لماذا لا أُحسن ذكر ربي؟.. وغاب عنهم أن عدم الخشوع في الصلاة هو السبب.
وهذه بعض الأمور التي تُعين على الخشوع في الصلاة:
إحسان الوضوء.
أداء السنن الرواتب القبلية يوقظ القلب؛ لأن أدائها يسهِّل الوصول إلى الخشوع؛ ويعود القلب على الاستئناس بنعمة معية الله والوقوف بين يديه.
الصلاة في أوَّل الوقت أَعْون على الخشوع. والصلاة في أول الوقت دليل على صدق المحبة، فكيف نبرهن على محبتنا لله وشكرنا لفضائله؛ دون أن نقم للصلاة متى أمرنا أن نقف بين يده. فعندما يقول المؤذن: حي على الصلاة، تلبي النداء.
استحضار عظمة الله ملك الملوك، وجبَّار السماوات والأرض، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبَّار، المتكبِّر؛ لأن استحضار عظمة الله يجعل القلب يجله ويحسن توقيره في الوقفة والركعة والسجدة، والتسبيح والتكبير والتهليل.
استحضار تقصيرك، وضعفك، وحاجتك إلى الله كي يعينك على الخشوع. فلديك فرصة تاريخية خمس مرات في اليوم، بأن تلقى خالق الكون، وتعرض عليه أمر الدنيا والآخرة، وتشكي له مما فاض بك، وتتوجه إليه بالدعاء بأن يثبتك ويصلح قلبك، وتعلن له بأنه الخالق المعطي الوهاب؛ رب الأكوان الذي لا إله غيره.
استحضار تفاهة الدنيا، وأنَّ البقاء فيها مهما طال إلى رحيل، وأنَّ متاعها متاع الغَرور، وأنَّنا صائرون إلى الله ليوفِّينا أعمالنا.
التطيب وحسن التنهدم قبل الصلاة، لأن المؤمن حينئذ يسعى إلى لقاء الله، فعليه أن يكون في أبهى صورة.
عدم الاستعجال في أداء الصلاة، فالعجلة قد تؤدِّي إلى ضياع بعض الخشوع، فالصلاة تحتاج إلى نفسٍ مجتمعة، وفكرٍ متدبِّر، وقلبٍ حاضر. وكيف تتعجل وأنت في معيته، وجهك وجسدك قبالة الكعبة، وتقف بين يدي منعمك، وتحفك الملائكة من كل جانب.
تقليل الحركة في أثناء الصلاة (إلا لضرورة)، فسكون الجوارح يعين على حضور القلب.
استبعاد المشاغل كلِّها في وقت الصلاة، كان أبو الدرداء يقول: “من فقه الرجل أن ينهي حاجته قبل دخوله في الصلاة؛ ليدخل في الصلاة وقلبه فارغ”، وعلينا ألا نشغل أنفسنا بأمر الدنيا في أثناء الصلاة، وأن نطرد الخواطر كلَّما وردت، وأن نستعيذ بالله من الشيطان ووسوسته. وقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلِّي “صلاة مودِّع.
محاولة الصلاة في جماعة؛ لما في ذلك من فضل كبير.
البعد عن النمطيَّة والاعتياد في الصلاة، لأن ذلك يؤدِّي إلى عدم التأثُّر والتدبُّر، وعلاج ذلك بالوسائل التي تعين على الخشوع والوصول بالله، مثل:
تدبُّر معنى الآيات والأذكار التي قرئت في الصلاة.
قراءة الفاتحة وآياتٍ جديدةٍ غير التي قرئت في الصلوات السابقة. فإن استهلاك الكلمات لفظيا قد يميت معانيها قلبيا.
تدبُّر ما يُقرَأ، والموازنة بين حالنا وحال من يمرُّ بنا ذكرهم في آيات القرآن من أهل الجنَّة.
التفكر في المعاني الإيمانية التي تحفل بها الصلاة، فالصلاة ليست مجرد شعائر أمرنا الله بها، إنما هي رحلة روح ومعراج قلب.
العمل على الازدياد من العلم الشرعيِّ ومعرفة الله تعالى، ومحبَّته، والخوف منه، ورجاء رحمته، والثقة بما عنده، كلُّ ذلك يؤدِّي إلى الوصول إلى الخشوع في الصلاة.
التوبة إلى الله من الذنوب، بهدف تجديد الإيمان، وإيقاظ الروح من الغفلة.
الجلوس بعد الصلاة، وذكر أذكار الصلاة.
التنوع في الأماكن التي تصلي بها، لأن كل مكان يسجد فيه لله يشهد له يوم القيامة.
انتظار الصلاة بعد الصلاة. فإن هذا الشوق يجعل الله يقبل عليك؛ يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: ” أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.
الإكثار من قراءة القرآن، وذكر الله.
والإكثار من ذكر الموت، ومحاسبة النفس.
البعد عن معاصي القلب والجوارح، وخاصة المعاصي التي لا يلتفت لها الكثيرون، وهي معاصي: الرياء والغيبة والنميمة، لأنها معاصي تظلم القلب؛ ويتسلل الشيطان إلى المؤمن من خلالها في ثوب خفي، ليبعد الناس عن الصراط المستقيم.
الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يرزقنا الخشوع في الصلاة، وقد قال تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]. وكم يكون العبد قريبا من ربه وهو ساجد، فيسأله ويصله ويحسن عبادته.
فإن غلب على صلاتك الخشوع؛ فستشعر بأنك إنسان جديد؛ ولن تكن الصلاة صعبة عليك، ولست ممن قال الله عن صلاتهم: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]. بل ستشعر بما أكده الرسول صلوات الله وسلامه عليه:” جعلت قرة عيني في الصلاة”.
- التصنيف: